غارديان: شهداء الفساد.. عائلة تنعى 3 إطفائيين مفقودين في انفجار بيروت

Left to right: Najib Hatti, Charbel Karam and Charbel Hatti. ‘Not one official has been in touch to help or offer condolences.’ Photograph: Handout
من اليمين لليسار: شربل حتي وشربل كرم ونجيب حتي (غارديان)

"شهداء الفساد.. عائلة تنعى 3 إطفائيين مفقودين في انفجار بيروت". بهذا العنوان استهلت بيثان ماكيرنان مراسلة تركيا والشرق الأوسط بصحيفة غارديان (The Guardian) تقريرها، مشيرة إلى ما يقوله أحد أفراد العائلة بغضب وهو يجسد حزن لبنان "ولا مسؤول واحد كان على اتصال بنا لتقديم المساعدة".

وتروي مراسلة الصحيفة أن العائلة والزملاء يتفقون على أن شربل كرم -المشار إليه في الصورة مع قريبيه- كان من أشجع رجال الإطفاء في إطفائية شرق بيروت.

مساء الثلاثاء، كان الشاب (32 عاما) في الخدمة عندما جاءت مكالمة روتينية إلى حد ما من ميناء بيروت بأن مستودعا اشتعلت فيه النيران، وبالصدفة كان كرم في مناوبة مع نجيب حتي زوج أخته (27 عاما) وشربل حتي ابن عم زوجته (22 سنة).

وفي وقت كان الثلاثة يسارعون في الطريق الساحلي السريع باتجاه الميناء، اتصل كرم بالفيديو بزوجته كارلين وابنتيهما الصغيرتين قائلا للبنتين "انظرا، نحن في طريقنا للإنقاذ، عمكما يقود سيارة الإطفاء بسرعة كبيرة!"

وبعد أقل من نصف ساعة من إنهاء المكالمة كان ثلاثتهم، مع 7 زملاء آخرين من الإطفائية، وسط أحد أكبر الانفجارات غير النووية المسجلة على الإطلاق.

المسعفة سحر فارس (مواقع التواصل)

وبعد 3 أيام، تأكد وفاة واحد فقط من أفراد الفريق المكون من 10 أشخاص، ولا يزال مكان بقية الفريق مجهولا.

إعلان

وأشارت الكاتبة إلى ما قالته ميان ناصيف (قريبة للرجال الثلاثة) "قلب عائلتنا انفطر، نحن نهتم كثيرا في هذا البلد بالشهداء الذين يموتون وهم يقاتلون عدونا أو يحمون أرضنا، لكنهم ماتوا من أجل لا شيء؛ إنهم شهداء فساد حكومتنا وسلوكها الإجرامي".

أما المسعفة سحر فارس (25 عاما) -حالة الوفاة الوحيدة من 10 أشخاص- فقد دفنت بمسقط رأسها في القاع يوم الخميس، ولكن بعد 3 أيام من الانفجار المروع لا تزال عائلات أفراد الفريق التسعة الآخرين عالقة في طي النسيان المؤلم مع أحبائهم، الذين ما زالوا في عداد المفقودين.

وألمحت المراسلة إلى أن الإطفائية تفتقد غياب رجالها، وقال أحد الزملاء -الذي كان مقربا من كرم منذ التحاقه بالمحطة عام 2008- "كنا كالإخوة، نأكل ونعمل معا، وكنا ننام في الغرفة نفسها 3 أيام في المرة الواحدة. كنت أراه أكثر من أسرتي، وسيكون من الصعب التعود على رحيله".

وأضاف زميله "إنهم يكذبون علينا لإعطائنا أملا زائفا لأطول فترة ممكنة، لأنهم لا يريدون أن يتحول حزننا إلى غضب".


إعلان