السودانيون العالقون في مصر يتساءلون عن مصيرهم

العالقون السودانيين تقطعت بهم السبل في مصر بعد وقف تفويج رحلاتهم إلى السودان - الجزيرة نت
معاناة العالقين السودانيين في مصر امتدت أيضا إلى أسعار تذاكر العودة (الجزيرة)

يعانون في صمت منتظرين ساعة الفرج، هذا هو حال الكثير من السودانيين العالقين في مصر ممن لم تتيسر لهم سبل العودة إلى بلادهم بعد إغلاق الحدود على خلفية تفشي فيروس كورونا.

هناك في منطقة عابدين وسط القاهرة يفترش عشرات السودانيين الأرض بجوار أمتعتهم، يكسو الحزن ملامحهم بعد أن تقطعت بهم السبل منذ مارس/آذار الماضي.

وبحسب خالد إبراهيم الشيخ القائم بأعمال السفير السوداني في القاهرة، تم إجلاء 5450 سودانيا من مصر، مؤكدا أن السلطات السودانية أصدرت توجيهات بتأجيل وصول العالقين، لأسباب تتعلق بالضغط الشديد الزائد على الكوادر الصحية وأماكن الحجر الصحي.

وبعيدا عن العالقين، تقدر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عدد السودانيين المسجلين لديها في مصر بنحو 45 ألفا، منهم نحو 21 ألف لاجئ و24 ألفا من طالبي اللجوء، في حين تتحدث تقارير غير رسمية عن أن عدد السودانيين المقيمين في مصر يتجاوز المليونين، ويتركز أغلبهم في القاهرة والإسكندرية، ويأتون للعمل أو الدراسة أو العلاج.

 معاناة يومية

ويقول خالد تاج الدين -وهو أحد العالقين السودانيين- "جئت إلى مصر من أجل العمل لمدة 6 أشهر في إحدى شركات القطاع الخاص حيث اعتدت العمل بمصر وتجديد الإقامة منذ سنوات، وحينما انتهت إقامتي مطلع العام الجاري قررت العودة إلى بلادي، إلا أن جائحة كورونا حالت دون ذلك، حيث ألزمتنا السفارة بالبقاء في المنازل لحين فتح باب العودة".

وفي حديثه للجزيرة نت، اعتبر تاج الدين أن المشكلة الكبرى التي تواجه العالقين هي عدم وجود مأوى ينتظرون فيه الإجلاء، مشيرا إلى أنه استأجر منزلا خلال مدة عمله، لكنه أنهى تعاقده وباع الأثاث استعدادا للرحيل.

وقال: قضيت مثل غيري مدة كبيرة بالمنزل بداية من أبريل/نيسان الماضي، وحينما فتح باب العودة اشترينا التذاكر للسفر أول يوليو/تموز، ودفعنا حوالي 800 جنيه (الدولار 16.13 جنيها) للانتقال من القاهرة إلى السودان عبر معبر أرقين البري، ورغم إعلان السفارة عن تذاكر مجانية خلال الفترة الماضية لكن تم بيعها بالسوق السوداء.

وتابع "ثم فوجئت باتصال شركة النقل، لتعلن عن تأجيل السفر حتى إشعار آخر، ليكون هذا هو التأجيل الثاني".

وتعاقدت السفارة السودانية مع شركة خاصة للنقل البري، وأعلنت أسعار التذاكر الخاصة بالعالقين بنحو 800 جنيه بعد كانت بالمجان، حيث قال خالد إبراهيم الشيخ القائم بأعمال السفير السوداني في القاهرة إن "ضعاف النفوس تاجروا في التذاكر، مما أخل بنظام التفويج ببيع وشراء التذاكر"، وهو ما جعله يعلن عن توفيرها بالسعر المذكور.

وفي فيديو عبر مواقع التواصل، أوضح إبراهيم الشيخ أن عدد العالقين الذين عادوا إلى السودان يبلغ 5450 شخصا، موضحا أن سبب تأجيل بعض الرحلات هو الضغط الكبير على الطواقم الطبية ومراكز الحجر الصحي للعائدين.

العالقون السودانيين تقطعت بهم السبل في مصر بعد وقف تفويج رحلاتهم إلى السودان - الجزيرة نت
السفارة السودانية في القاهرة اتهمت من وصفتهم بضعاف النفوس بالمتاجرة بتذاكر العالقين في السوق السوداء (الجزيرة)

 كبار السن

من جهة أخرى، تتعاظم معاناة العالقين من كبار السن، خاصة المرضى منهم، وهو ما يعاني منه حامد المصاب بالسرطان، والذي جاء للعلاج في القاهرة مثله مثل كثير من السودانيين الذين يقصدون مصر لتلقي العلاج بالمستشفيات المصرية منذ أعوام طويلة.

وخلال الأزمة الحالية بات العالقون المرضى بين شقي رحى المرض وصعوبة الظروف، وبين تعليق الرحلات والمشاكل التي اعترت التفويج من تعطيل الرحلات وضعف النظام في تحديد الأولويات بالنسبة لمن يسافر منهم.

ويقول حامد للجزيرة نت إنه جاء إلى مصر قبل تفشي وباء كورونا، وعندما قرر العودة إلى السودان فوجئ بقرارات الإغلاق، ليواجه مخاوف الإصابة بالفيروس، فضلا عن المعاناة اليومية في محاولة العودة إلى بلاده.

وعبر عن غضبه مما وصفها بالفوضى التي صاحبت عملية إجلاء العالقين، والتي شملت أعدادا قليلة منهم، مستنكرا عدم وضع المرضى وكبار السن على رأس أولوية الإجلاء.

المصدر : الجزيرة