تركيا تجدد دعمها لليبيا وبريطانيا قلقة من إغلاق موانئ النفط.. احتجاج بترهونة لأقارب مفقودين ومخطوفين لدى قوات حفتر

Members of the Government of National Accord's (GNA's) missing persons bureau search for human remains in what Libya's internationally recognized government officials say is a mass grave, in Tarhouna city
قوات الوفاق عثرت على مقابر جماعية في ترهونة بعد استعادتها من حفتر (رويترز)

نظّم عدد من الأطفال والنساء في مدينة ترهونة شمالي غربي ليبيا اليوم السبت وقفة احتجاجية طالبوا خلالها بالكشف عن مصير ذويهم المفقودين والمختطفين من قبل قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر خلال سيطرتها على المدينة، قبل أن تستعيدها قوات الوفاق أوائل يونيو/حزيران الماضي.

وناشد أهالي الضحايا عقلاء المنطقة الشرقية المساهمة في الكشف عن مصير أبنائهم المختطفين، خاصة بعد ورود أنباء عن وجود بعضهم في سجون سرية بالمنطقة.

وطالب الأهالي البعثة الأممية ومنظمات حقوق الإنسان بضرورة التحرك وإدانة من ارتكبوا مجازر بحق أبنائهم، وحث المعنيين في المنطقة الشرقية على تسليم مرتكبي هذه الأفعال للعدالة لمحاكمتهم.

ورفع ذوو المختطفين لافتات طالبت بالإفراج عن ذويهم، ونددت بجرائم حفتر، بينها "يا مجرم، يا قاتل".

ووفق الصفحة الرسمية لعملية "بركان الغضب" التابعة لجيش حكومة الوفاق، فقد بلغ عدد البلاغات التي سجلت لدى الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين (حكومية) 115 بلاغا لمفقودين منذ بداية هجوم حفتر على العاصمة طرابلس في أبريل/نيسان 2019، دون توضيح ما إذا كان هذا العدد خاصا بترهونة فقط، أم متعلقا بمدن أخرى.

وعثرت قوات الوفاق على عشرات الجثث في مستشفى بترهونة بعد تحريرها من قوات حفتر يوم 5 يونيو/حزيران الماضي، وعقب ذلك قالت المحكمة الجنائية الدولية إن تحقيقاتها في ليبيا ستشمل المقابر الجماعية في ترهونة.

تركيا وليبيا

من جهته، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مضي بلاده في الوقوف إلى جانب ليبيا وفق ما يقتضيه القانون الدولي والعدل.

جاء ذلك في كلمة له السبت خلال زيارته جنود بلده في طرابلس، على هامش زيارة رسمية يجريها إلى ليبيا برفقة رئيس الأركان يشار غولر.

وقال أكار "نقف مع إخواننا الليبيين وفق ما ينص عليه القانون الدولي والعدل، ولن نتراجع عن هذا الموقف".

وبشأن المقابر الجماعية التي عثرت عليها قوات الوفاق حديثا جنوبي طرابلس وفي مدينة ترهونة ومحيطها، أوضح أكار أنها تعد جرائم ضد الإنسانية.

وأعرب وزير الدفاع عن "افتخاره بجنود بلاده في ليببا جراء أدائهم مهامهم بشكل مشرف".

وتوجه أكار برفقة غولر بعدها لزيارة مستشفى معيتيقة العسكري، حيث اطلع على الأوضاع من المسؤولين ومن الفريق الطبي التركي العامل في المستشفى.

وبشأن ادعاءات تحرش سفينة تركية بسفينة فرنسية قبالة شواطئ ليبيا في المتوسط، جدد أكار تأكيده على أن بلاده قدمت للشركاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) كافة الوثائق والصور التي تفند ادعاءات باريس التي لم تقدم أي دليل على مزاعمها.

وقال الوزير التركي إن هذه "مكيدة يراد منها تحقيق غايات سياسية لا عسكرية، وعلى فرنسا الاعتذار لتركيا"، وأكد أن حلف الناتو يواصل الحفاظ على كونه أكثر حلف رادع وموثوق في العالم.

والسبت، وصل أكار وغولر إلى مدينة مصراتة شرق العاصمة طرابلس، حيث التقيا بوزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا.

وعقد أكار وباشاغا اجتماعا في الكلية الجوية بمدينة مصراتة، لمناقشة آليات التعاون الأمني بين ليبيا وتركيا وفق مذكرة التفاهم الأمني الموقعة بين البلدين في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.

وكان رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج قد أجرى أمس الجمعة محادثات مع أكار وغولر في العاصمة طرابلس، وفق بيان حكومي.

وقالت الحكومة في بيانها إن المحادثات -التي حضرها وفد عسكري رفيع المستوى من الجانبين- تناولت مستجدات الأوضاع في ليبيا، وتطرقت إلى مجالات التعاون العسكري والأمني وبرامج بناء القدرات الأمنية والدفاعية، في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين، كما تناولت آليات التنسيق بين وزارتي الدفاع في كلا البلدين.

قلق بريطاني

من جهة أخرى أعربت بريطانيا عن قلقها من استمرار إغلاق موانئ النفط في ليبيا، ومن التقارير التي تُفيد بالتدخل الأجنبي في حقول النفط الليبية.

وقالت السفارة البريطانية في ليبيا في بيان إن هناك تقارير وصفتها بالمقلقة بشأن تدخل المرتزقة الأجانب في حقل الشرارة النفطي جنوبي غربي ليبيا، وهو ما اعتبره البيان تقويضا لجهود الحل السياسي، مضيفا أن عسكرة قطاع الطاقة الليبي مساومة سياسية غير مقبولة.

وأكدت بريطانيا دعمها للمؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا كمؤسسة مستقلة ووحيدة في البلاد ومكلفة بإدارة موارد الطاقة، وطالبت بالسماح لها باستئناف الإنتاج دون عوائق لصالح جميع الليبيين.

ودعت بريطانيا أطراف الأزمة الليبية إلى المشاركة الفعّالة في الحوار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة.

المصدر : الجزيرة + وكالات