النهضة تتهم "موسي" بتمهيد الطريق للانقلابيين.. قيس سعيد: تونس لن تكون مرتعا للعملاء والمتآمرين

رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسي (الأوروبية)

اتّهم نائب في حزب حركة النهضة التونسية اليوم رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسي بتمهيد الطريق لقوى خارجية للانقلاب على السلطة المنتخبة، في حين اتهم الرئيس قيس سعيد "المتآمرين على الدولة" بالسعي إلى إثارة الفوضى بالتعاون مع أطراف خارجية.

وقال رئيس كتلة حركة النهضة (54 نائبا من 217) في البرلمان نور الدين البحيري، إن كتلة عبير موسي (16 نائبا) مصرّة على خيار الاعتداء على مؤسسات الدولة واقتحام مقراتها بالقوة والعنف وتعطيل عمل البرلمان وتهديد وثائقه ووثائق رئيس الديوان، التي تهم الأمن القومي.

وأعلنت موسي، في وقت سابق الأربعاء، اتخاذ قرار بتغيير مكان اعتصام كتلتها من مكتب مدير ديوان البرلمان وقاعة الجلسات العامة إلى أمام مكتب رئيس البرلمان راشد الغنوشي (رئيس حركة النهضة).

ويعتصم نواب الدستوري الحر في مقر البرلمان منذ أسبوعين، وتعمّدوا منع انعقاد جلسات عامّة كانت مخصصة للتصويت على مشاريع قوانين اقتصادية واجتماعية وانتخاب أعضاء المحكمة الدستورية، وهم يطالبون بعقد جلسة عامّة لسحب الثقة من الغنوشي.

وأضاف البحيري لوكالة الأناضول أن ما تقوم به عبير موسي يأتي في إطار مخطط إقليمي يدفع للانقلاب على الدولة التونسية المنتخبة، مؤكدا أن "حزب عبير الإمارات و(ضاحي) خلفان (نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي)، يحاول مواصلة تعطيل مؤسسات الدولة وتهيئة الأجواء للإمارات ومصر للانقلاب على الدولة التونسية كلّها بأطرافها الاجتماعية والأيديولوجية المختلفة".

وفي السياق ذاته، أشار الرئيس التونسي، خلال زيارة فجر الأربعاء إلى ثكنة للوحدات الخاصة من الجيش ثم لمقر وزارة الداخلية، إلى جاهزية الوحدات العسكرية والأمنية لردع كل من يفكّر في التعدي على الدولة سواء كانوا في الخارج أو المتعاملين معهم من الداخل، وفق تعبيره.

وقال سعيد إنه لن يقبل أن تكون بلاده مرتعا لمن وصفهم بالإرهابيين، ولا للعملاء الذين يتآمرون مع الخارج ويهيئون الظروف للخروج على الشرعية، حسب قوله.

ونشرت صفحة الرئاسة التونسية على فيسبوك مقطع فيديو للزيارة التي قام بها سعيد إلى مقر قيادة فيلق القوات الخاصة العسكرية في الرمادية بمحافظة بنزرت شمال البلاد ثم مقر وزارة الداخلية وسط العاصمة تونس.

وقال الرئيس التونسي إن القوات العسكرية ستتصدى لكل من يحاول الاعتداء على الشرعية في الداخل والخارج، مضيفا "من يفكّر في الخروج عن الشرعية، فليعلم أنه سيصطدم بحائط سيكسر عليه، ومن يتصور أنه يمكنه الخروج عن القانون فهذا من أضغاث الأحلام".

وأكد سعيد أن الحسابات السياسية الضيقة كثرت في الآونة الأخيرة، موضحا أنه يتمسك بالقانون والشرعية حتى وإن كان القانون لا يعبر عن المشروعية الحقيقية.

وقال إن من يتآمر على تونس من التونسيين سيتحمل المسؤولية أمام الشعب والتاريخ، مشددا على أنه لن يقبل بوجود عملاء يتآمرون على تونس لإدخالها في الفوضى.

وتشهد تونس أزمة سياسية حادة بعد استقالة رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ بتهم تضارب المصالح، كما شهد البرلمان مؤخرا مظاهر عنف لفظي وجسدي بين كتل محسوبة على الثورة وأخرى مناهضة لها.

المصدر : الجزيرة