لوموند: أميركا ترامب ليست على ما يرام

U.S. President Trump hosts workforce advisory board meeting at the White House in Washington
ترامب سيبقى خارج السياق ما دام يصرّ على إنكار العاصفة التي تضرب بلاده (رويترز)

قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن كل شيء يسير بطريقة غير صحيحة في الولايات المتحدة، وإن الرئيس دونالد ترامب -الذي يتكلم عن كل شيء بشكل خاطئ ودون مبالاة- سيبقى خارج السياق ما دام يصر على إنكار العاصفة التي تضرب بلاده.

وفي المقال الذي كتبه مراسل الصحيفة في واشنطن جيل باريس،  قالت الصحيفة إن ترامب -الذي تقرر في ذهنه منذ وقت مبكر أنه تخلص من وباء كورونا- لم يعد يذكر هذا الوباء إلا عرضا، وحوَّل البيت الأبيض شيئا فشيئا إلى منصة دائمة لمرشح في حملة محرومة من التجمهر بسبب كورونا.

ونبّه المراسل إلى أنه في هذا الوقت الذي أخذ فيه منحنى الوفيات المنسوبة إلى وباء كوفيد-19 في الارتفاع، يقوم حاكم ولاية جورجيا الجمهوري بريان كيمب -وهو من أنصار الرئيس- بملاحقة عمدة منطقة أتلانتا الديمقراطية كيشا لانس بوتومز قضائيا، لمحاولتها فرض ارتداء القناع، كما يحاول البيت الأبيض إيهام كل من يستمع إليه بأن كبير اختصاصيي المناعة في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي، غير كفؤ رغم أن العديد من الأميركيين يعتبرونه كنزا وطنيا.

وفي هذا السياق -كما يقول المراسل- شارك ترامب نظرية المؤامرة التي روّج لها مقدم برنامج ألعاب يعتقد أن "الأطباء يكذبون" بشأن فيروس كورونا لإفساد فرص إعادة انتخاب الرئيس، وقد حاول رئيس دائرة الاتصالات الرقمية دان سكافينو -الذي ينتمي إلى الدائرة الضيقة لترامب- أن يثبت تلك النظرية من خلال الترويج لصورة لرسام كاريكاتوري يميني متطرف، تشي بأن فاوتشي يريد بتحذيره من كورونا قتل الاقتصاد الأميركي.

وفي السياق نفسه، نشر بيتر نافارو مستشار التجارة المقرب من الرئيس، مقالا عنيفا ضد فاوتشي، وقد قال فاوتشي حين سئل عن الموضوع إنه "غريب بعض الشيء".

يتحدث دون مبالاة عن كل شيء

وأشار المراسل إلى أن ترامب -في سياق حملته- وضع شاحنتين يوم الخميس في حديقة البيت الأبيض، تُسحق الزرقاء (لون الحزب الديمقراطي) منهما تحت وطأة قوانين الحماية، في حين تنجو الحمراء (لون الجمهوريين) من السحق بفضل تدخل رافعة تمثل إدارته.

وفي الأسبوع نفسه -بحسب المراسل- قال ترامب إن اتفاق باريس بشأن المناخ مصمم خصيصا لإضعاف الولايات المتحدة، وإن هدف كفاءة الطاقة الذي حدده منافسه الديمقراطي جو بايدن سيجبر المعماريين الأميركيين على إزالة النوافذ من المباني، وإن الديمقراطيين بنضالهم ضد التمييز في السكن يريدون "تدمير" الضواحي.

وخلص المراسل إلى أن ترامب يتحدث بشكل خاطئ ودون مبالاة عن كل شيء، إلا عما يقلق مواطنيه، بحيث إن الأغلبية الساحقة والمتنامية لا توافق على إدارته لأزمة الوباء.

والنتيجة مدمرة بحسب المراسل، إذ إن بايدن يتقدم الآن من حيث نوايا التصويت، كما أنه يتجاوز الرئيس ترامب في الولايات التي فاز فيها قبل 4 سنوات، مثل ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، وفي فلوريدا أيضا وأريزونا.

ومع أن ترامب غيَّر مدير حملته يوم الأربعاء الماضي، فإن تأثير ارتفاع الإصابات بكورونا وانخفاض الثقة فيه، سيبقيانه خارج السياق، ما دام مصرا على إنكار حقيقة العاصفة التي تضرب بلاده.

المصدر : لوموند