ليبيا.. "الوفاق" تحشد لمعركة سرت ومدن تتبرأ من قبائل اجتمعت بالسيسي

أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية إرسال تعزيزات عسكرية وإمدادات باتجاه مدينة سرت، في حين طالب مجلس أعيان بلدية مصراتة الحكومة بالقبض على كل فرد من الوفد الذي التقى السيسي في القاهرة.

وأكد المتحدث باسم غرفة عمليات سرت الجفرة إنه تم توزيع المقاتلين والأسلحة والذخائر على محاور القتال، استعدادًا لتعليمات حكومة الوفاق للتقدم باتجاه سرت والجفرة.

وقد وقعت اشتباكات بين مجموعتين مسلحتين تابعتين للواء المتقاعد خليفة حفتر على بعد مئات الأمتار من خزانات النفط قرب سرت. يأتي ذلك في وقت تتوالى فيه المواقف الليبية الرافضة لاجتماع شخصيات قبلية ليبية في القاهرة ودعوتهم مصر للتدخل عسكريا في الأزمة الليبية.

في تطور آخر، طالب مجلس أعيان بلدية مصراتة حكومة الوفاق الوطني بمخاطبة النائب العام لإصدار أوامر قبض وجلب بحق كل فرد من الوفد الذي التقى السيسي في القاهرة. وكانت قبائل ليبية كبرى عبّرت في اليومين الماضيين عن رفضها تدخل الجيش المصري في الأزمة الليبية.

وأضاف المجلس في بيان له أن من يمثل ليبيا وشعبها هي حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، والهيئات المنبثقة عن اتفاق الصخيرات السياسي، مشددا على أن القبيلة في ليبيا هي مظلة اجتماعية ولا علاقة لها بالشأن السياسي، في الماضي ولا في الحاضر والمستقبل.

بدوره قال مجلس حكماء زليتن الليبية إن من التقوا بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس الماضي باسم قبائل ليبيا "لا يمثلون إلا أنفسهم".

وأضاف مجلس حكماء زليتن (غربي ليبيا) في بيان له نشرته وسائل إعلام ليبية أن المجتمعين مع السيسي باسم القبائل الليبية "لا يمثلون إلا أنفسهم، لأنهم بانضمامهم إلى من يقاتل الشعب الليبي قد انسلخوا عنه"، وتقع مدينة زليتن على مسافة 150 كلم شرق العاصمة طرابلس.

واعتبر المجلس القبلي أن اللقاء -الذي جرى بين شيوخ قبائل ليبية مع السيسي في القاهرة- هو "خطوة ضمن مشروع تقوده الدول المضادة لثورات الربيع العربي، والطامعة في ثروات الشعب الليبي، وعلى رأسها الإمارات ومصر".

حكماء الزنتان
وأمس السبت، تبرأ مجلس حكماء ليبيا ممن التقوا السيسي، داعيا الله أن يرد عليهم عقولهم، كما ندد باللقاء نفسه المجلس الأعلى لأعيان وحكماء مدينة الزنتان (170 كلم جنوب غرب طرابلس)، وطلب المجلس من النائب العام في ليبيا إصدار مذكرة اعتقال، وتوجيه تهمة الخيانة العظمى إلى شيوخ القبائل الذين طالبوا الرئيس المصري بالتدخل عسكريا في بلدهم.

وحذر المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة من أن هدف الزج بالجيش المصري في الأزمة الليبية هو القضاء عليه، معلنا رفضه "رهن السيادة الليبية والقرار السياسي بجهات خارجية من غير الشعب الليبي، أو أي عمل يؤدي إلى تقسيم ليبيا أو تجزئتها إلى أقاليم".

ووعد المجلس بعقد لقاء تشاوري للأعيان وقيادات المدن والقبائل الليبية قريبا للبحث عن حل وطني للأزمة داخل حدود ليبيا ودون تدخل خارجي، كما ندد المجلس الاجتماعي لقبيلة المغاربة بلقاء الوفد القبلي بالسيسي.

وخلال اجتماع الخميس، دعا السيسي أبناء القبائل الليبية إلى الانخراط فيما وصفه بجيش وطني موحد، وحصر السلاح في يد دولة المؤسسات دون غيرها.

وجدد الرئيس المصري استعداد بلاده "لاستضافة وتدريب أبناء القبائل الليبية لبناء جيش وطني ليبي"، معتبرا أن حالة الانقسام السياسي في ليبيا لن تؤدي إلى حل للأزمة، وتدعم القبائل في الشرق الليبي حفتر، فضلا عن قبائل منطقة ترهونة في غربي البلاد.

ورقة القبائل
وتنتقد أطراف ليبية استخدام السيسي ورقة القبائل في الصراع الليبي لدعم حليفه اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.

ووصف عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية محمد عماري زايد أول أمس الجمعة لقاء السيسي بشيوخ قبائل ليبية بأنه "مهزلة حقيقية تورط فيها عدد من الليبيين".

وتوعد زايد بملاحقة قضائية للمشاركين في اللقاء مع السيسي، ووصف ما صدر عن الرئيس المصري خلال الاجتماع بأنه "استمرار لنهج السيسي العدواني تجاه ليبيا وشعبها، والتدخل في شؤونها الداخلية، والطمع في ثرواتها".

يشار إلى أن ليبيا تشهد منذ سنوات حالة من الصراع والاستقطاب على السلطة والشرعية منذ سقوط نظام معمر القذافي في آخر 2011، وقد تفاقم الصراع عقب تدخل عدد من القوى الإقليمية والدولية لمساندة طرفي الأزمة الليبية، وهما حكومة الوفاق واللواء المتقاعد خليفة حفتر.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأناضول