مجلة أميركية: السعودية تستهدف عميلا سابقا في إف بي آي لربطها بتنظيم القاعدة وتفجيرات

أصبح علي صوفان، العميل السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" (FBI) الأميركي، هدفا لحملة إعلامية اجتماعية لاذعة تضخمها حسابات وهمية مصدرها السعودية على وسائل التواصل الاجتماعي.
ونشرت مجلة ذا نيويوركر الأميركية أن السلطات السعودية تستهدف صوفان، المواطن الأميركي من أصل لبناني، فيما يبدو لعمله مع "إف بي آي" في ربط السعودية بتنظيم القاعدة وعمليات تفجير السفارتين الأميركيتين بكينيا وتنزانيا وتفجير المدمرة الأميركية "يو إس إس كول" بميناء عدن في 2000، وهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 بالولايات المتحدة الأميركية والتي تحاول أسر ضحاياها مقاضاة الرياض عنها والحصول على تعويضات مالية منها.
وأوضحت المجلة أن صوفان عمل مع إف بي آي حتى عام 2005، وحاز على جائزة المدير للتميز من المكتب، ووُصف في مسلسل تلفزيوني أميركي بـ"البطل الوطني" لملاحقته مخططي هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
صديق لخاشقجي
وبعد اغتيال الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، ساعد صوفان في إقامة نصب تذكاري له في الكابيتول هيل، والذي حضره العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي وأعضاء مجلس النواب.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، عندما غرد مايك بنس نائب الرئيس الأميركي السابق برسالة تلقي باللوم على إيران في هجمات 11 سبتمبر، رد صوفان بالإشارة إلى أن 15 من الخاطفين الـ19 كانوا من السعودية. وقد نفت الدولة السعودية مرارا وتكرارا أي مسؤولية عن الهجمات، ولكنْ لديها تاريخ طويل من التواطؤ مع القاعدة، وفق المجلة.
وعلقت بأن هذه السيرة لصوفان جعلت من الصعب على السلطات السعودية الهجوم عليه ومضايقته مباشرة مثلما فعلت مع صديقه الصحفي خاشقجي، أو عمر عبد العزيز المواطن السعودي المعارض المقيم في كندا، أو سعد الجبري ضابط المخابرات السعودي الكبير السابق الذي يعيش في المنفى في تورونتو بكندا وغيرهم.
وأوردت المجلة أنه عندما بدأت حملة وسائل الإعلام الاجتماعية ضده، طلب صوفان من فريق الأمن السيبراني في شركته، التي أسسها بنيويورك عقب نهاية عمله مع إف بي آي ووظف فيها خبراء خارجيين لتقديم المشورة لفريقه، تعقب الحملة ضده ومعرفة مصدرها والقائمين عليها.

تورط مسؤولين بالحملة
ونشرت أن خبراء الأمن السيبراني الذين عينهم صوفان وجدوا أن جزءا، على الأقل، من الحملة يضم مسؤولا واحدا في الحكومة السعودية، كما ضمت بعض الأشخاص الذين استهدفوا الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي.
ووجد الفريق أن هذه الحملة بدأها الصحفي السعودي حسين الغاوي الذي ادعى، من بين أمور أخرى، أن صوفان عندما كان يعمل مع إف بي آي عذّب ناشطا مشتبها فيه من القاعدة اسمه علي المري، وقد نفى صوفان ذلك، خاصة أنه اشتهر برفضه تعذيب المتهم من القاعدة أبو زبيدة عام 2002 وبشهادته أمام الكونغرس بعدم فعالية أساليب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA).
وكلما حفر صوفان وفريقه أعمق، يقول تقرير المجلة، ظهرت تفاصيل أكثر إزعاجا. فقد كان خاشقجي أيضا هدفا لحملة إعلامية اجتماعية ساعد الغاوي في التحريض عليها. وفي الأشهر التي سبقت اغتياله، نشر الغاوي سلسلة مماثلة من التغريدات حول خاشقجي، وتمت إعادة تغريد العديد منها بواسطة روبوتات وحسابات وهمية، إذ كتب "لا أحد أكبر من الوطن يا جمال"، و"اعتبر نفسك ميتا" كما هي الحال في الحملة الحالية ضد صوفان.
علامات كلاسيكية لحملة تدعمها الدولة
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت شركة تويتر أنها أزالت مئات الحسابات التي كانت جزءا من "عملية معلومات مهمة مدعومة من الدولة على تويتر من المملكة العربية السعودية".
وقالت تويتر إن الحسابات، ومعظمها كانت آلية، انتهكت "سياسات منصة الشركة". وتظهر السجلات أن خمسة منها على الأقل تفاعلت مع رواية خاشقجي قبل مقتله. وحدد فريق صوفان أيضا 37 حسابا أعاد التغريد أو الإعجاب بالمنشورات المنتقدة لكل من خاشقجي وصوفان.
وقال زاكاري شفيتسكي أحد الخبراء الذين استعان بهم صوفان لفحص البيانات، "هذه هي العلامات الكلاسيكية لحملة تدعمها الدولة".
وذكرت المجلة أيضا أن فيديو مهما مثيرا للاهتمام على تويتر نُشر في مايو/أيار الماضي يضخم الزعم بأن صوفان عذّب متهمي القاعدة، قام "حمد المزروعي مستشار ولي عهد الإمارات محمد بن زايد" بإعادة تغريده.
وهذه الحادثة أعادت للأذهان أن المزروعي أعاد عدة تغريدات تنتقد خاشقجي في الأشهر التي سبقت اغتياله، بما في ذلك واحدة نصت على "الله لا يفرج عنه، إنه يستحق الشفرة".