من يتعجّل مواجهة مصرية تركية في ليبيا؟.. مواقع التواصل تجيب: السعودية والإمارات

كومبو يجمع بين بن سلمان والسيسي وبن زايد
من اليمين السيسي وبن سلمان وبن زايد (وكالات)

من يتعجّل توريط مصر في حرب ضد تركيا على الأراضي الليبية؟ ربما يكون هذا سؤال الساعة في ظل تسارع الأحداث على الحدود الغربية المصرية، واشتعالها على مواقع التواصل الاجتماعي.

فقد استيقظ المصريون صباح اليوم الثلاثاء على وسم تصدر مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "الجيش المصري"، وكان من المثير أن أغلب المشاركين فيه من السعودية والإمارات، وهو ما وصفه مغردون بأنه محاولة لتوريط مصر في مواجهة تركيا على الأراضي الليبية.

ويأتي تصاعد الوسم الذي يشيد بالجيش المصري وقدرته على ردع "الأعداء" بعد ساعات قليلة من بيان لمجلس نواب طبرق الداعم لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، والذي أعطى الضوء الأخضر لدخول الجيش المصري إلى ليبيا لمواجهة قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.

وفي بيان له أمس الاثنين، دعا مجلس نواب طبرق برئاسة عقيلة صالح، الجيش المصري إلى التدخل في مواجهة ما وصفها بـ "المخاطر الناجمة عن الاحتلال التركي".

وأضاف مجلس النواب الليبي، في بيانه المنشور عبر حسابه بموقع فيسبوك أن "للقوات المسلحة المصرية التدخل لحماية الأمن القومي الليبي والمصري إذا رأت هناك خطرا داهما وشيكا يطال أمن بلدينا".

مفارقة مثيرة

وعلى الرغم من عدم وضوح الهدف من الوسم، فإن المثير الذي لفت نظر الكثير من النشطاء ورواد مواقع التواصل، أن أغلب المشاركين في الوسم كانوا مغردين من السعودية والإمارات، مع مشاركة كثيفة لما بات يعرف بالذباب الإلكتروني، في إشارة إلى اللجان الإلكترونية المدعومة حكوميا، وتستخدم في الترويج لسياسات البلدين أو في مهاجمة خصومهما.

على الجانب الآخر، يقول مغردون منذ تصاعد الأزمة في ليبيا، وتهديد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتدخل العسكري، إن السعودية والإمارات تسعيان إلى توريط مصر في حرب ضد تركيا على الأراضي الليبية.

واعتبر بعضهم أن الهدف إضعاف تركيا، في حين اعتبر آخرون أن الهدف أيضا إضعاف كل من مصر وتركيا، حتى تصبح المنطقة خالية من الدول الكبرى.

ورفض مصريون سعي السعودية والإمارات إلى توريط الجيش المصري في صراع عسكري يسقط فيه المصريون، بينما يحصد مكاسبه آخرون.

 

 

إشارات رسمية

لكن الأمر لم يقتصر الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك كاتب صحفي مقرب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بدا أنه يقود جهودا لتسخين الوضع، حيث أشار إلى احتمال نشوب مواجهة مصرية تركية على الأراضي الليبية قريبا.

وقال الصحفي ياسر رزق في مقاله بصحيفة أخبار اليوم السبت الماضي "وإذا كانت ليبيا مرشحة كساحة لمعركة مرتقبة لوقف التمدد العثماني على الأرض العربية، وإجهاض الأطماع التركية في ثروات ومقدرات العرب".

وأضاف أن "الصدام كان يبدو منذ زمن محتوما بكل الوسائل الإستراتيجية من إعلام ودبلوماسية وسلاح، بين مصر وتركيا، وكأنهما قطاران يندفعان بسرعة وعنف على خط حديدي واحد في اتجاهين متضادين".

تأكيد رزق على حتمية الصدام بين مصر وتركيا، جاءت رغم إشارته إلى مخاوف الشعب المصري أن يكون الوضع في ليبيا هو مستنقع يراد استدراج الجيش المصري إليه، بينما هناك خطر آخر أشد عند الجنوب، متمثل في عزم إثيوبيا على ملء سد النهضة دونما اتفاق مع مصر والسودان، وخطر ثالث لم ينته بعد متمثل في بقايا "جيوب مليشيات الإرهاب" في شمال سيناء، على حد قوله.

وفي مقال بعنوان "حسم.. والصدام الذى يبدو محتوما" تطرق رزق إلى المناورات التي أعلن عنها الجيش المصري على حدوده الغربية قرب ليبيا، مشددا على أنه "لا يوجد إنسان عاقل يهوى الحرب، ولا سيما إذا كانت في مواجهة من ينتمي مثلهم إلى نفس الأمة"، مستدركا بالقول "لكن التهاون في مواجهة الفئة الباغية، هو تفريط في حقوق الشعوب وفي حقوق الأمة ذاتها".

الجدير بالذكر أن ياسر رزق هو من كان قد مهّد إعلاميا للتعديلات الدستورية الأخيرة، التي سمحت بتمديد فترة رئاسة السيسي، وأعطت للجيش صلاحيات فوق دستورية، بوصفه الحامي للديمقراطية ومدنية الدولة.

وماذا عن سد النهضة؟

في السياق ذاته، أعرب مغردون عن استغرابهم من سخونة الملف الليبي والحديث عن تدخل الجيش المصري هناك، وفي الوقت نفسه لا يسمع المصريون درجة الحماسة والتهديد نفسها في ملف سد النهضة الإثيوبي الذي يهدد الأمن القومي المصري ومستقبل البلاد.

استغراب رواد مواقع التواصل الاجتماعي ازداد بعد حديث وسائل إعلام إثيوبية عن البدء الفعلي في ملء خزان سد النهضة، دون انتظار نتائج المفاوضات المتعثرة مع مصر والسودان.

ونشرت الجزيرة صورا حصرية تظهر الشكل النهائي لخزان سد النهضة الإثيوبي، وبحسب الصور الحصرية فإن خزان سد النهضة سوف يستوعب بشكله النهائي 74 مليار متر مكعب، وتؤكد إثيوبيا عزمها تعبئة السد حتى في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع مصر والسودان بهذا الخصوص.

وأفادت صحف محلية إثيوبية بأن عملية تعبئة خزان سد النهضة قد بدأت فعليا قبل أسبوع، في حين لم يصدر أي تصريح رسمي من الحكومة الإثيوبية يؤكد أو ينفي صحة الخبر.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي