موقع إيطالي: روسيا تفقد الثقة بحفتر ومستقبل ليبيا على طاولة التفاوض

Military vehicles of the Libyan internationally recognised government forces head out to the front line from Misrata, Libya February 3, 2020. REUTERS/Ayman Al-SahiliREUTERS03/02/2020
قوات حكومة الوفاق الوطني الليبي المعترف بها دوليا دحرت قوات حفتر على عدة جبهات (رويترز)

قال موقع إخباري إيطالي إن روسيا بدأت تفقد الثقة في اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بعد سلسلة الهزائم التي تكبدتها قواته أمام القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، وأشار إلى أن مستقبل البلاد يتحدد على طاولة المفاوضات بين الأطراف الداخلية والخارجية، وعلى رأسها تركيا وروسيا.

وتساءل موقع "سوسيدياريو" عن مستقبل البلاد وعن خيار السلم هناك بعد أن فشل الهجوم الذي أطلقته قوات حفتر على العاصمة طرابلس بدعم من الإمارات ومصر، وروسيا التي وفرت له مئات المرتزقة عبر شركة فاغنر الأمنية وأرسلت لاحقا طائرات حربية إلى قاعدة الجفرة (وسط ليبيا).

وأشار الموقع إلى أن موازين القوى انقلبت في الساحة بفضل مساعدات تركيا للقوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، والتي تمكنت من دحر قوات حفتر في كل مدن الساحل العربي واستعادت مدينة ترهونة (جنوب شرق العاصمة) وتحاول حاليا استعادة مدينة سرت.

وأشار الموقع إلى أن الأنظار باتت تتجه حاليا إلى دور تركيا وروسيا في رسم مستقبل ليبيا بعد أن أصبحت موسكو "تبدو أكثر اقتناعا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات بدلا من الاستمرار في حرب لا نهاية لها إلى جانب حليف (حفتر) ما فتئت ثقتها فيه تتراجع".

Recep Tayyip Erdogan - Fayez al-Sarraj meeting in Ankara
أردوغان (يمين) استقبل قبل أيام السراج لبحث التطورات الميدانية وأفق حل الصراع في ليبيا (الأناضول)

وبخصوص الدور المحتمل لموسكو وأنقرة في الساحة الليبية، قال الموقع إنه ليس من قبيل الصدفة أن يزور السراج قبل أيام تركيا، حيث التقى الرئيس رجب طيبب أردوغان، وفي نفس الوقت زار أحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي موسكو والتقى مسؤولين كبارا، على رأسهم وزير الخارجية سيرغي لافروف، وقال إن "روسيا حليف مهم جدا في استقرار ليبيا".

من جهة أخرى، أشار الموقع إلى أن ليبيا ساحة معقدة تتقاطع فيها رهانات أطراف داخلية -خاصة القبائل- ودولية أخرى ستطفو على السطح في اللحظات الأخيرة، وأورد في هذا الصدد المبادرة التي تم إعلانها من القاهرة لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء الأراضي الليبية، لكنه شكك في إمكانية تطبيقها على الأرض، حيث لا تزال المواجهات مستمرة على بعض الجبهات.

وقال إن مصر كانت دائما قريبة من حفتر، لكنها باتت مؤخرا تميل إلى رئيس مجلس النواب -الذي يوجد مقره في طبرق شرق البلاد- صالح عقيلة الذي كان برفقة حفتر خلال اللقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتم على إثره إعلان تلك المبادرة.

وعن باقي الأطراف الأخرى، قال الموقع إن الأمل الذي تبقى هو أن تفتح دول أوروبا عيونها لكي تعي أنها ليست في مأمن من الآثار الجانبية للحرب المتواصلة في ليبيا منذ ما يقارب عشر سنوات، ومن بين تلك التداعيات انتشار ما سماها المنظمات الجهادية.

ودعا الموقع دول أوروبا إلى التفاوض مع روسيا وتركيا، وقال إن ذلك "ليس مسألة روح وحدة لم تكن موجودة أبدا في أوروبا، بل مسألة وعي عملي بأن ليبيا مستقرة يمكنها أن تخدم المصلحة الوطنية لجميع الدول الأوروبية".

المصدر : الصحافة الإيطالية