معارضون سعوديون يدعون كندا لرفض منح اللجوء لسعد الجبري

سعد الجبري
سعد الجبري

ذكر "راديو كندا الدولي" أن ثمانية معارضين سعوديين في كندا وبريطانيا طلبوا من وزارة الهجرة الكندية رفض أي طلب لجوء يقدمه مسؤول الاستخبارات السعودية السابق سعد الجبري، واصفين إياه بالمجرم، في إشارة إلى المسؤولية التي تحملها لسنوات طويلة داخل وزارة الداخلية وجهاز الاستخبارات في المملكة.

ونقل موقع الراديو -الذي تموله السلطات الكندية- عن المعارضة السعودية المقيمة في كندا رجا الإدريسي أن سعد الجبري -الذي كان مقربا من ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف- "دبر أعمال قمع بحق عشرات من المعارضين السعوديين عندما كان في وزارة الداخلية، وقبل وصول محمد بن سلمان إلى السلطة بكثير".

https://twitter.com/MRGShbFY8n9eVGq/status/1269691963193864192

هجرة المعارضين
وأضافت الإدريسي للموقع الكندي أن الجبري كان السبب وراء مغادرة معارضين كثر المملكة، وقالت إن وجوده في كندا "يخيف المعارضين السعوديين الذين طلبوا اللجوء في هذا البلد".

ونقل موقع "راديو كندا الدولي" عن الرسالة التي وجهها المعارضون السعوديون لوزارة الهجرة الكندية أنهم ينددون بتوقيف السلطات السعودية ولديْ الجبري (عمر وسارة)، لكنهم يرفضون اعتبار الجبري "ضحية أو معارضا سياسيا".

ويستعد المعارضون السعوديون لتوجيه قضيتهم ضد الجبري إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ودعوا "كل شخص كان ضحية لجرائمه إلى ملاحقته قضائيا في كندا".

وردا على سؤال للراديو، قال مجلس الهجرة واللجوء -وهو محكمة إدارية مستقلة في كندا- إن ثمة أسبابا قد تبرر رفض طلب اللجوء، ومنها أن يكون صاحبه قد "تبوأ منصبا رفيعا في حكومة تقوم أو قامت -من وجهة نظر السلطات الكندية- بانتهاكات خطيرة أو متكررة لحقوق الإنسان".

دعوة للمحاكمة
وكانت المعارضة رجا الإدريسي ضمن سبع شخصيات سعودية وقعت عريضة إلكترونية في نهاية الشهر الماضي تطالب بمحاكمة الجبري، وبررت تلك الشخصيات دعوتها بأن المسؤول السابق في الاستخبارات السعودية كان "خلال عقدين من الزمن مهندس الإرهاب الحكومي في ظل محمد بن نايف".

ودعت العريضة المنظمات الحقوقية السعودية والعربية الدولية إلى عدم النظر لسعد الجبري كضحية من ضحايا محمد بن سلمان "بل كمجرم ساهم في وضع آلاف المعتقلين داخل السجون، وحتى قبل أن يأتي محمد بن سلمان إلى رأس هرم السلطة".

ويقيم الجبري في كندا منذ العام 2017، وقد شغل منصب وزير دولة، وكان أحد كبار الضباط في الداخلية السعودية، وهو خبير في الذكاء الاصطناعي، وقام بأدوار رئيسية في معركة المملكة ضد تنظيم القاعدة وتنسيقها الأمني مع الولايات المتحدة.

سبب إقالته
وأعلن التلفزيون السعودي في أواخر العام 2015 خبر إقالة الجبري من وظيفته، وبحسب صحيفة واشنطن بوست الأميركية، فإن طرده من منصبه جاء بعد لقائه مدير المخابرات الأميركية السابق جون برينان في سبتمبر/أيلول 2015 بواشنطن، بدون معرفة محمد بن سلمان.

لذا، فإنه بعد عودة الجبري من العاصمة السعودية صدر مرسوم ملكي بعزله، وقد استطاع بعد ذلك بطريقة ما السفر للولايات المتحدة، وكان فيها عندما أعلنت إقالة محمد بن نايف من ولاية العهد.

غير أنه لم يشعر بالأمان في أميركا تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب خوفا من تسليمه إلى ولي العهد السعودي، لذا تركها عام 2017 إلى كندا، وهذا ما جعل بعضا من الخبراء -بحسب وكالة الأناضول- يشيرون إلى أن شبح الجبري ربما كان في خلفية الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين السعودية وكندا في أغسطس/آب 2018.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي