لوموند: السعودية والإمارات والبحرين تتخذ من الأخبار المزيفة سلاحا ضد قطر

قطر تحرص على سمعتها ومصداقيتها على الساحة الدولية (الجزيرة)

تتعرض دولة قطر منذ بدء الحصار الذي تفرضه عليها السعودية والإمارات والبحرين ومصر لحملة إعلامية تحاول من خلالها هذه الدول تشويه صورة هذا البلد عبر نشر أخبار مزيفة عنه من خلال منصات التواصل الاجتماعي.

وحسب الصحفي المخضرم بصحيفة لوموند الفرنسية بنيامين بارت، فإن المعسكر المؤيد للرياض يستخدم في حملته المسعورة البوتات أو الحسابات المؤتمتة ومشاهير منصات التواصل الاجتماعي وبعض الوجوه الإعلامية المحسوبة عليه لتغذية ماكينة من الأخبار المزيفة عن دولة قطر.

وهذا ما يؤكده بارت حين يتساءل في بداية مقاله: ما هو العامل المشترك بين لاعب البيسبول الأميركي جوي كريبيل، والمتزلج النرويجي شيتل جان سرود والصحفي الجنوب أفريقي سيابونغا سيسانت؟ ليجيب بقوله: لا يجمع بينهما شيء سوى أن حساباتهم على تويتر اخترقت الأسابيع الأخيرة من قبل مستخدمي إنترنت محترفين، استغلوها لنشر دعاية معادية لقطر وموالية للسعودية، بما في ذلك ادعاءات كاذبة بحدوث انقلاب في الدوحة.

ويمكن اعتبار هذا الانقلاب الزائف مثالا واضحا على هذا التضليل المتجدد، فقد بدأت القصة بتغريدة على تويتر تدعي حدوث ذلك الانقلاب في الرابع من مايو/أيار الماضي، ليعاد نشرها الأيام القليلة التي تلت ذلك من قبل عشرات الآلاف من الحسابات التي غالبًا ما تكون مرتبطة بالسعودية والإمارات.

ومن بين "الأدلة" المزعومة التي احتوتها هذه الرسائل فيديو انفجار، تم تقديمه على أنه وقع في الدوحة، والحقيقة أن تصويره كان في الصين، عام 2015. وكذلك نشر مقطع فيديو آخر يشير إلى حدوث انشقاق في العاصمة القطرية، ليثبت بعد ذلك أنه مقطع فيديو تم تصويره أثناء عرض للألعاب النارية وليس أثناء إطلاق نار مزعوم.

كل هذا -يقول الكاتب- ينم عن حملة متعمدة لزعزعة الاستقرار في قطر، لدرجة أن أصحاب هذه الحملة استغلوا حتى أزمة فيروس كورونا المستجد في نشر سيل من الشائعات المعادية، إذ اتهمت حسابات في تغريدات على تويتر في مارس/آذار الماضي قطر مرة أخرى ودون أي دليل على أنها تقف وراء تمويل انتشار وباء كورونا لإلحاق الضرر برؤية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان 2030.

حملة متعمدة
ووفقًا للأكاديمي مارك أوين جونز، المتخصص في وسائل التواصل الاجتماعي، فإن هذا الغليان الإلكتروني ليس عفويًا، إذ يعتقد، حسب ما نقله عنه بارت "أننا أمام حملة متعمدة لزعزعة الاستقرار في الدوحة، إذ إن نشر معلومات كاذبة في السعودية والإمارات محظور، وما دام صحفيون بارزون يقومون بذلك دون حسيب ولا رقيب فهذا يعني أن الأمر مبرم في أعلى هرم السلطة".

ويرى الكاتب أن قطر لا تلجأ لمثل هذه الأخبار المزيفة حرصا منها على ضمان مصداقيتها على الساحة الدولية، وعليه فإن معظم "الأخبار المزيفة" المتداولة في الخليج مصدرها المعسكر المؤيد للرياض.

ويضيف بأن شبكة تويتر الاجتماعية قامت عدة مرات الأشهر الأخيرة بتنظيف منصتها من هذه الأخبار، كما حذفت الآلاف من الحسابات المزيفة التابعة للحكومات السعودية والإماراتية والمصرية.

لكن كل ذلك، وفقا للكاتب، لم يفت في عضد الإمبراطورية الإلكترونية التي تمتلكها السعودية والإمارات بل هم مستمرون في نشر الأخبار المزيفة حول قطر.

المصدر : لوموند