موقع إيطالي: الأزمة الليبية تعود لمربع السياسة والدبلوماسية

قال موقع فورميكي الإيطالي إن هناك اتصالات مكثفة تجري حاليا بين عدة أطراف دولية بشأن الأزمة الليبية المعقدة، بعد أن بات الكثيرون يعتقدون أن الوقت حان من أجل تحركات براغماتية ودبلوماسية تتجاوز الساحة الليبية إلى صراعات النفوذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أجرى مؤخرا اتصالا هاتفيا مع نظيره الفرنسي جان-إيف لودريان حول عدة قضايا أبرزها الملف الليبي والعلاقات بين دول الناتو على خلفية الدور الذي تلعبه تركيا دعما لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها أمميا والتي تعرضت لهجوم واسع من طرف قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يحظى بدعم فرنسي مباشر.
وقال الموقع إن المكالمة بين الطرفين تأتي بعد أيام قليلة من قبول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين زيارة موسكو، وأشار إلى أن روسيا باتت طرفا رئيسيا في الساحة الليبية لأنها تدعم قوات حفتر بشكل غير مباشر من خلال أطراف متعاقدة، لكن تدخلها تزايد بعد أن أرسلت طائرات مقاتلة إلى قاعدة الجفرة (وسط البلاد).
وقد تدخلت روسيا في الشأن الليبي -يقول موقع فورميكي- إلى درجة أن دورها فاق حجم دور الإمارات في دعم قوات حفتر، في حين يبرز دور تركيا التي يزورها حاليا رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج لإجراء مشاورات مع المسؤولين الأتراك.

مفاوضات سياسية
في غضون ذلك يزور موسكو أحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق. ويتضمن برنامج الزيارة لقاء مع وزير الخارجية سيرغي لافروف بعد أن أجرى اتصالا هاتفيا مع السفير الأميركي بطرابلس وهو الثاني خلال أيام.
في هذه الأثناء يزور حفتر مصر الساعية للعب دور في شرق المتوسط، في إطار تحالف يضم عدة أطراف أخرى بينها فرنسا، التي لها مصالح متعارضة مع تركيا في المنطقة ولها نفس الموقف في الملف الليبي.
ويقول فورميكي -نقلا عن مصادر حكومية ليبية في طرابلس- إن مصر لا تريد التخلي عن دعمها لحفتر لكنها تريد إقناعه بالعودة إلى خيار الحوار السياسي لحل الأزمة بعد أن تكبدت قواته في الآونة الأخيرة سلسلة من الهزائم وفشلت في الهجوم الذي أطلقته في أبريل/نيسان 2019 على العاصمة طرابلس.
وأشار إلى أن دخول اللواء المتقاعد في مسار سياسي يمر عبر تعيين نائب له، ونقل عن لافروف قوله قبل أيام إن الحسم العسكري أصبح بعيدا بالنسبة لحفتر وبالتالي فإن الخيار أمامه هو الدخول في مفاوضات سياسية.
وختم الموقع بأن مصر وروسيا وفرنسا تهتم بشكل خاص بشرق ليبيا، منطقة نفوذ حفتر، في إطار جيوسياسي وبراغماتي، في حين تتبنى الإمارات رؤية متشددة وتعتبر حفتر أداة للإبقاء على الوضع الحالي في ليبيا.