وداعا لساحر الكرة العراقية.. رحيل أحمد راضي يشعل مواقع التواصل

صورة حديثة لأحمد راضي
راضي له سجل مميز مع منتخب بلاده والأندية التي لعب في صفوفها منذ 1982 وحتى 1999 (الجزيرة)

طه العاني – الجزيرة نت

فُجع العراقيون وغيرهم من محبي كرة القدم في العالم العربي صباح اليوم، بنبأ وفاة أسطورة الكرة العراقية اللاعب الدولي السابق أحمد راضي متأثرا بإصابته بفيروس كورنا في أحد مستشفيات بغداد، وضجت مواقع التواصل تأثرا بالخبر.

وأصيب راضي بكورونا في 13 من الشهر الجاري، ودخل مستشفى النعمان في بغداد لمتابعة العلاج، وخرج صباح الخميس الماضي قبل أن يعود بسبب انتكاسة وضعه الصحي.

وكان من المؤمل أن يغادر أحمد راضي (56 عاما) عبر طائرة طبية خاصة إلى العاصمة الأردنية عمان لاستكمال علاجه هناك، بعد الحصول على موافقات رسمية من السلطات الأردنية لنقله إلى هناك حيث يقيم مع أسرته منذ سنوات عدة.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بنبأ وفاة أسطورة الكرة العراقية عضو البرلمان العراقي في دورته السابقة، ولم يقتصر التعبير عن الحزن على الجمهور الرياضي والعاملين في القطاع إنما تعداه ليشمل مسؤولين محليين ودوليين، مستذكرين مسيرة النجم وما أضفاه على الكرة العراقية على مدى عقود.

حزن كبير 

فكتب النجم الرياضي يونس محمود في حسابه على تويتر "أبكيت قلبي قبل عيني حبيبي أبو هيا، أكبر صدمة والله يصعب عليه هذا البوست".

 

وقدّم الفنان العراقي كاظم الساهر تعازيه إلى العراقيين، وقال "ببالغ الأسى والحزن نتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى الشعب العراقي بوفاة أسطورة كرة القدم العراقية أحمد راضي".

من جانبه كتب الناشط الإعلامي مهند الحسيني "وداعا قيصر الكرة العراقية"، مشيرا إلى أن الكابتن أحمد راضي له "مسيرة كروية حافلة بالألقاب والإنجازات مع المنتخبات والأندية التي مثلها".

 

وعلق الطبيب الاختصاصي عقبة الزبيدي، وقال "جمال وتاريخ الكرة العراقية وطفولتنا البعيدة في ذمة الله، سيبقى أرشيفك في ذاكرة الجيل الذي شاهدك مع المنتخب ومع نادي الرشيد والزوراء، وستبقى صورك وصور اللاعبين القدامى معلقه على جدران الذاكرة، وسنروي لأطفالنا عن حكاية الرقم 8 وعن صاحب الهدف التاريخي".

نعي رسمي

كما قدم مسؤولون عراقيون وسفراء دول أجنبية تعازيهم بوفاة راضي، حيث قال الرئيس العراقي برهم صالح "نعزي عائلة وذوي ومحبي الكابتن أحمد راضي، الذي وافته المنية اليوم".

وأضاف "رغم فقدنا له، إلا أنه حيّ في قلب كل عراقي بما يمثله من هوية وطنية وذاكرة مفعمة بالإبداع والإنجازات الكروية".

 

وعلق رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، وقال "رحل عنّا أحمد راضي، وهو يرتدي القميص الأخضر، الذي طالما أحبه، وطالما أحببناه فيه".

ولفت الكاظمي إلى أن "حياة كلّ عراقي غالية، لنلتزم بالإرشادات الصحية والتباعد الاجتماعي، لكي نحمي أنفسنا والمجتمع، ونتجاوز هذه المحنة سوية".

 

كما شارك السفير الكندي أولريك شانون في بغداد صورة للكابتن أحمد راضي، وكتب عليها "إلى رحمة الله الكابتن أحمد راضي".

 

وكتب السفير البريطاني في بغداد ستيفن هيكي "من المحزن والمؤلم سماع خبر وفاة أسطورة الكرة العراقية الكابتن أحمد راضي، تعازي القلبية لأسرته ولجميع محبيه".

 

عربيا وعالميا

ولم يقتصر الحزن على فراق أحمد راضي على العراقيين، حيث نعته اتحادات رياضية عالمية وعربية، وعبّر إعلاميون وناشطون من مختلف الدول العربية عن حزنهم، وانتقد آخرون عجز السلطات العراقية عن نقل راضي إلى خارج البلاد لتلقي العلاج.

فقال الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا): "خالص تعازي الاتحاد لأسرة وأصدقاء أسطورة منتخب العراق أحمد راضي الذي توفي اليوم عن 56 سنة"، وأضاف "دائما سنتذكره كواحد من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم".

 

كما قدم الاتحاد القطري لكرة القدم التعازي إلى أسرة النجم العراقي وكل الجماهير العربية والعراقية بوفاة أحد أساطير الكرة العراقية.

 

من جانبه كتب الصحفي الرياضي المغربي أشرف بن عياد "رحم الله الكابتن القدير والخلوق أحمد راضي، خالص العزاء للأسرة الرياضية العراقية".

 

كورونا ورياضيو العراق

ولم يكن راضي النجم الوحيد الذي اختطفه كورونا، إذ اقتحم الفيروس المستجد الوسط الرياضي العراقي، وسُجلت خلال الفترة الأخيرة حالات إصابة ووفيات بين الرياضيين.

فكانت وزارة الرياضية والشباب العراقية قد أعلنت مطلع الشهر الحالي وفاة معاون مدير عام دائرة التنسيق والمتابعة فالح عودة، نتيجة تدهور حالته الصحية بعد إصابته بفيروس كورونا.

وفُجع العراقيون قبل أيام بوفاة اللاعب الدولي السابق مدرب منتخب الناشئين العراقي السابق علي هادي، نتيجة إصابته بالفيروس.

يذكر أن أحمد راضي حصل على لقب أفضل لاعب في آسيا عام 1988، وتوّج بلقب هداف لدورة كأس الخليج بالسعودية في نفس العام، كما تمكن من إحراز هدف المنتخب العراقي الوحيد في كأس العالم لكرة القدم، والتي أقيمت في المكسيك سنة 1986، في مباراة منتخب أسود الرافدين ضد بلجيكا.

ويتمتع الراحل بشعبية واسعة ومميزة خاصة في صفوف المهتمين بكرة القدم على مستوى العراق والعالم العربي، وذلك بفضل إنجازاته خلال العقود السابقة والألقاب المميزة التي حصل عليها.

وحصل راضي على لقب لاعب القرن في العراق مع النجم الآخر حسين سعيد، وشارك في دورتين أولمبيتين، الأولى عام 1984 في لوس أنجلوس، والثانية في سول عام 1988، وقد اعتزل اللعب عام 1999 بعد مسيرة حافلة مع العديد من الأندية، من بينها الزوراء والرشيد في العراق والوكرة القطري.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي