"ممكن تتحاسب".. مواقع التواصل تدعو لملاحقة المسؤولين عن التعذيب بمصر وتتضامن مع محمد سلطان
تضامن نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بمصر مع الدعوى القضائية التي أطلقها الناشط الحقوقي محمد سلطان لمحاسبة مسؤولين مصريين عن تعذيبه أثناء فترة اعتقاله، واعتبروها رسالة إلى المسؤولين عن التعذيب في مصر بأن يد العدالة يمكن أن تطولهم مستقبلا.
وتحت عنوان (#ممكن_تتحاسب)، شارك حقوقيون وسياسيون وصحفيون والعديد من رواد مواقع التواصل في الوسم الذي أطلقه سلطان، مؤكدين أنها خطوة على الطريق الصحيح، لوقف التزايد الحاد في انتهاكات حقوق الإنسان، التي تشهدها مصر منذ الانقلاب العسكري في صيف 2013.
وتقدم الناشط السياسي المصري -الذي يحمل الجنسية الأميركية- بدعوى قضائية أمام محكمة في واشنطن ضد مسؤولين مصريين كبار حاليين وسابقين، بدعوى تعرضه للتعذيب خلال اعتقاله في مصر لنحو عامين، بسبب نشاطه المناهض للحكم العسكري عقب الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي عام 2013.
وأكد سلطان في تغريدات له أن التحرك القانوني ليس هدفه الانتصارات السياسية أو الفكرية، بل المحاسبة والعدالة ومنع التعذيب.
هذا الحراك القانوني ليس هدفه الانتصارات السياسية أو الفكرية، إنه يسعى لتحقيق المحاسبة والعدالة ولمحاولة ردع ومنع التعذيب.
البيان الكامل عن رفع دعوى ضد المسؤولين عن تعذيبي:#ممكن_تتحاسب pic.twitter.com/YhZ5BXPvVq
— Mohamed Soltan | محمد سلطان (@soltanlife) June 1, 2020
وقال نشطاء إن التحرك القانوني الذي أعلنه سلطان خطوة مهمة في محاولة إيقاف "قطار التوحش"، مشيرين إلى أنه يفتح الباب أمام المعتقلين، الحاليين أو السابقين، لرفع دعاوى قضائية مماثلة.
واعتبر مغردون أن الملاحقة القضائية يمكن أن تسهم -على الأقل- في تخفيف حدة التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، خوفا من العواقب القانونية في المستقبل، خاصة أن النظام المصري ليست لديه وسائل ضغط قوية على القضاء الدولي.
وأكد نشطاء أن المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب هي الضامنة الوحيدة لتوقف الانتهاكات، ولفت بعضهم إلى أن دعوى سلطان هي "رسالة لكل جلاد أنه سيتعرض للحساب مهما طال الوقت".
وتأسّف آخرون على غياب العدالة في مصر، وسيطرة نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي على القضاء، و"تأميم النظام القضائي المصري وإخضاعه للحاكم الفرد"، مما دفع النشطاء والمظلومين إلى اللجوء للقضاء الأميركي والدولي.
ودعا حقوقيون عائلات ضحايا التعذيب المصريين من شتى الاتجاهات السياسية إلى تأسيس رابطة لمحاسبة المسؤولين عن تعذيب ذويهم.
أول التجاء للقضاء الدولي لمحاسبة المسئولين في عهد السيسي عن التعذيب وجرائم أخري ومنع افلاتهم بجرائمهم بسبب تأميم النظام القضائي المصري واخضاعه للحاكم الفرد @soltanlife#ممكن_تتحاسب https://t.co/pNaRiXTw9F
— Bahey eldin Hassan (@BaheyHassan) June 1, 2020
محمد سلطان @soltanlife رفع قضية النهاردة في واشنطن ضد مسئولين مصريين بتهمه تعذيبه. تعتبر القضية الأولى من نوعها وقد لا تكون الأخيرة.
تحياتي اليك يا محمد وربما أيقظت الآخرين.#ممكن_تتحاسب في أي وقت ومكان يا باشا. https://t.co/EMK8wlO8yJ— Amr Waked (@amrwaked) June 1, 2020
مؤسف أن يضطر المواطن المصري إلى اللجوء للمحاكم الدولية للحصول على العدل الذي غاب عن وطنه ، بل ويحاكم القائمين على العدالة في مصر بتهمة التواطؤ على التعذيب ، هذه نقله شديدة الأهمية لملاحقة ملفات التعذيب في مصر ، سيكون لها ما بعدها#ممكن_تتحاسب https://t.co/M2MxhCSi2E
— جمال سلطان (@GamalSultan1) June 1, 2020
هذه القضية التي تستهدف اساسا #الببلاوي المقيم في واشنطن وأحد المتهمين في #مجزرة_رابعة التي اسفرت عن مقتل اكثر من الف مصري وجرح آلاف آخرين في اكبر مجزرة ضد معتصمين سلميين في التاريخ
وستطال الآخرين ممن سيصلون لواشنطن ولا يتمتعون بالحصانة من التقاضي حتى يفقدوا حصانتهم#ممكن_تتحاسب pic.twitter.com/Nx0wf5tB9E— أسامة رشدي (@OsamaRushdi) June 1, 2020
محمد سلطان يرفع دعوى قضائية ضد رئيس الوزراء السابق حازم الببلاوي (المقيم بواشنطن) https://t.co/89XM0UMXSg
— عزالدين فشير Ezzedine Fishere (@FishereEzzedine) June 1, 2020
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الدعوى -التي رفعها سلطان (32 عاما) أمس الاثنين لدى محكمة في مقاطعة كولومبيا بالعاصمة الأميركية- تستهدف حازم الببلاوي كمتهم أول بوصفه من وجّه بإساءة معاملته عندما كان رئيس وزراء، ولكنها تشمل أيضا الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، ومدير ديوانه السابق عباس كامل، الذي يرأس حاليا جهاز المخابرات العامة، وثلاثة قادة سابقين في وزارة الداخلية، ويطالب سلطان في الدعوى بملاحقتهم في حال دخولهم الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أن الدعوى المؤلفة من 46 صفحة -التي رفعها نجل القيادي في جماعة الإخوان المسلمين صلاح سلطان- تستند إلى قانون صدر عام 1991 في الولايات المتحدة، والذي يسمح للناجين من التعذيب بمقاضاة جلاديهم للتعويض عما لحق بهم من أضرار.
ووفق واشنطن بوست، فإن القادة الأجانب محصنون في الأغلب من الدعاوى المدنية في الولايات المتحدة، لكنها أشارت إلى أن قانون حماية ضحايا التعذيب يسمح برفع دعاوى ضد الضالعين في عمليات تعذيب بأي مكان بالعالم في حال تواجدوا بالولايات المتحدة ولم يعودوا على رأس السلطة في بلدانهم.