لوتان: هكذا سيعود الطيران للعمل بعد أشهر من التعطل
ترى صحيفة لوتان السويسرية أنه من أجل عودة الرحلات الجوية، لا بد من اتخاذ تدابير تهدف في المقام الأول إلى ضمان الأمن الصحي في المطارات وعلى متن الطائرات، وستسمح -في نهاية المطاف- للقطاع باستئناف نشاطه مجددا، بعد أن أصيب بالشلل لمدة ثلاثة أشهر تقريبا، مما دمّره ماليا.
وتقول الصحيفة في تقرير لها عن الموضوع، إن ارتداء الكمامة ومراقبة درجة الحرارة وتطهير الطائرات هي توصيات صحية نشرتها منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) أمس الاثنين لإعادة إطلاق قطاع تضرر بشدة من وباء فيروس كورونا.
وبيّنت الصحيفة أن هذا البروتوكول الصحي هو نتاج جهود مجموعة عمل دولية أنشأتها منظمة الأمم المتحدة، بالتعاون مع العديد من المنظمات مثل منظمة الصحة العالمية واتحاد النقل الجوي الدولي.
سلامة الركاب والموظفين
وذكرت الصحيفة أن التوصيات تعد إطارا يرمي إلى ضمان سلامة الركاب والموظفين في المطارات وعلى متن الطائرات. ويتعين على المسافر عند وصوله إلى المطار أن يقدم تصريحا صحيا ويخضع لفحص درجة الحرارة، وفقا لما تقترحه منظمة الطيران المدني الدولي.
بالإضافة إلى ذلك، سيكون من الأفضل تسجيل البيانات الخاصة بالسفر والمسافر عبر الإنترنت قبل الوصول إلى المطار. كما ينبغي إعادة النظر في طريقة عمل نقاط التفتيش الأمنية للحد من الاتصال الجسدي وطوابير الانتظار.
ومن التوصيات ينبغي أن يكون ارتداء قناع الوجه إلزاميًا داخل قاعات المطارات، كما يتعين على المسافرين ترك مسافة لا تقل عن متر واحد بين بعضهم بعضا، وعدم الاقتراب كثيرا من بعضهم على متن الطائرة.
ارتداء الكمامة إلزامي
وأضافت الصحيفة أنه بمجرد ركوب الطائرة، ينبغي على الركاب عدم نزع قناع الوجه، وتقليل تحركاتهم أثناء الرحلة، وتجنب الوقوف في طوابير أمام المرحاض حتى لا يخاطروا بنقل العدوى إلى الركاب الآخرين.
ولا تدعو منظمة الطيران المدني الدولي إلى ترك مقعد شاغر بين الركاب لضمان التباعد الجسدي، إذ إن هذا الإجراء رفضته شركات الطيران التي تعتبره تهديدًا لفرصها في تحقيق المردود المرتقب.
ومع ذلك، تطلب المنظمة أن يظل المسافرون بعيدين عن بعضهم قدر الإمكان، انطلاقا من طاقة استيعاب الطائرة. كما توصي بأن تكون الأغذية المقدمة على متن الطائرة معبأة بشكل مسبق، وأن يصار إلى تعقيم الطائرة بانتظام. كما ينبغي فحص درجة حرارة الركاب من جديد عند الوصول.
وفي حديث لوكالة فرانس برس، أوضح ممثل فرنسا في منظمة الطيران المدني الدولي فيليب بيرتو الذي قاد مناقشات مجموعة العمل، أن "هذه التدابير لن تكون ذات طابع إلزامي ولكنها كانت موضع إجماع واسع يخوّل لها أن تشكل مرجعية عالمية، وهو أمر لم يسبق أن حدث منذ اندلاع أزمة كوفيد-19".
وتابع "ستسهل هذه التدابير استئنافًا آمنًا ومستدامًا لخدمات النقل الجوي، وذلك من خلال شراكة وثيقة بين قطاعي الطيران والصحة، تنعكس من خلال المشاركة النشطة لمنظمة الصحة العالمية في أشغالنا التنظيمية".
قطاع دُمر ماليا
وبيّنت الصحيفة أن التغييرات المفروضة على قطاع الطيران لمكافحة الوباء هي الأكثر أهمية منذ التدابير المتخذة لتعزيز الأمن الجوي عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة.
وحتى يكون قادرا على استعادة نشاطه بعد أن جُمد ودُمّر مالياً، طالب قطاع النقل الجوي بمواءمة القواعد من أجل طمأنة الركاب والدول التي أغلقت حدودها على أمل وقف انتشار الوباء. وتقدر منظمة الطيران المدني الدولي أن وباء كورونا يمكن أن يخفّض عدد الركاب بنحو 1.5 مليار راكب بحلول نهاية العام.