لوموند دبلوماتيك: ثلاثة سيناريوهات لموازين القوة في عالم ما بعد كورونا

U.S. President Donald Trump and China's President Xi Jinping shake hands ahead of their bilateral meeting during the G20 leaders summit in Osaka, Japan, June 29, 2019. REUTERS/Kevin Lamarque
الرئيسان الصيني شين جين بينغ (يمين) ونظيره الأميركي دونالد ترامب (رويترز)

استعرضت صحيفة لوموند دبلوماتيك سيناريوهات المشهد الجيوسياسي في العالم في أعقاب الأزمة الاقتصادية التي نجمت عن تفشي فيروس كورونا وتجلت في اختلالات كثيرة في دورة الإنتاج والتوزيع والاستهلاك بالنظر إلى تشعب العلاقات بين كل الأطراف الدولية في إطار العولمة.

وجاء في مقال ضمن عدد الصحيفة لشهر يونيو/حزيران الجاري يحمل توقيع فيليب غولوب وهو أستاذ في الجامعة الأميركية في باريس، أن هناك ثلاثة سيناريوهات ممكنة لموازين القوة في العالم بعد الصدمة الكبيرة التي يعيشها حاليا تحت وقع أزمة كورونا حيث يعيش نحو أربعة مليارات شخص في حالة حجر صحي.

تعاون وتكافل
ويرى كاتب المقال أن حالة الانكماش العميقة والطويلة التي ستطبع الاقتصاد العالمي قد تتجه نحو سيناريو أول ينبني على مزيد من التعاون والتكافل بين كل الأطراف عن طريق المنظمات الدولية، باعتماد سياسات عالمية ناجعة في مجال الصحة والطاقة والتغذية ومحاربة الفقر.

احتدام المنافسة
وفي ظل أجواء الشك والريبة التي انتابت العالم جراء أزمة كورونا، يرى الأكاديمي غولوب أن السيناريو الثاني المحتمل يتمثل في احتدام المنافسة بين كل الأطراف الدولية، حيث ستسعى الولايات المتحدة لتعزيز قوتها وهو ما سيعيد العالم إلى منطق المنافسة والروح الفردية التي سادت في الساحة الدولية في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وهي الحقبة التي شهدت إحدى لحظات الانهيار الاقتصاد العالمي.

إعلان

مزيج من التعاون والتنافس
أما السيناريو الثالث فالمتوقع، حسب الكاتب، أن يكون مزيجا من التعاون والتنافس في الكثير من مجالات السياسة العالمية. ويقول الكاتب إن هذا السيناريو هو الأكثر ترجيحا ومعقولية حيث سيكون العالم قريبا من الأجواء التي سادت في الساحة الدولية بعد عام 1947 في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وفي تحليله للسيناريوهات الجيوسياسية المحتملة لما بعد أزمة كورونا، تساءل الكاتب عن احتمال استفادة الولايات المتحدة والصين من تداعيات هذه الأزمة، وقال إنه من شأن هذه الظرفية أن تسرّع عملية إعادة هيكلة النظام الرأسمالي المعولم وتحقيق التوازن بين الشرق والغرب.

وأجرى الكاتب مقارنات بين الصين والولايات المتحدة، وأكد أن الأزمة الحالية أنهكت اقتصاد البلدين وقال إن وضعهما في موازين القوى العالمية حاليا ليس أحسن مما مضى.

ويوضح الكاتب أن اقتصاد الصين أكثر عولمة من الاقتصاد الأميركي وله نقاط قوة كثيرة بينها القدرات الكبيرة على التدخل الاقتصادي في الكثير من مناطق العالم، لكنه لا يخلو من نقاط ضعف بينها الاعتماد المتزايد عبر العقود الأخيرة على مصادر خارجية فيما يتعلق بالطاقة والمواد الزراعية، وهو ما يجعل الأمن الغذائي تحديا كبيرا بالنسبة للصين.

المصدر : الصحافة الفرنسية

إعلان