لتوحيد الأمة ضد عدو مشترك.. لاكروا: السيسي غير المحبوب يستخدم سد النهضة سياسيا

ميدان - السيسي وآبي أحمد إثيوبيا ومصر
سخرية واسعة تعرض لها السيسي عندما طلب من رئيس وزراء إثيوبيا أن يقسم ثلاثا ألا يضر بمصالح مصر (رويترز)

قالت صحيفة لاكروا الفرنسية إن أزمة سد النهضة "ربما تكون طريقة مناسبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غير المحبوب لتوحيد الأمة ضد عدو مشترك".

ووفقا لمدير الأبحاث في المعهد القومي الفرنسي للبحث العلمي مارك لافيرن، فعلى الرغم من التوترات بين مصر وإثيوبيا بسبب السد، فإنه لا يوجد خطر كبير من أن تغامر مصر في القيام بعمل مسلح لأن "الجميع سينقلب ضدها"، بحسب ما نقلته الصحيفة الفرنسية.

ويقول الخبير الفرنسي إن التوترات المتعلقة بالسد "مفرطة في التضخيم، لأنها في الواقع سباق من أجل المكانة الإقليمية، إذ لم تعد مصر دولة زراعية وريفية، ولم تعد حاجتها إلى المياه كبيرة".

وتحدثت الصحيفة عن مفاوضات جديدة بين وزراء المياه والري من مصر والسودان وإثيوبيا، في محاولة للتوصل إلى حل وسط بشأن سرعة ملء خزان سد النهضة العظيم الذي يثير منذ ما يقرب من عشر سنوات مخاوف نقص المياه في مصر.

ومنذ عام 2011 -كما تقول الصحيفة- أصبح هذا السد الكهرمائي الفائق الذي يبلغ طوله 1.8 كم وارتفاعه 145م، مصدرا للتوتر بين الدول الثلاث، حيث تسعى أديس أبابا لتطوير وتوفير الكهرباء لـ 50 مليون إثيوبي، وذلك ببناء هذا السد عند المنبع على النيل الأزرق الذي يلتقي مع النيل الأبيض في السودان لتشكيل نهر النيل.

وعند المصب، تخشى القاهرة من أن يؤدي ملء حوض السد الذي يسع 74 مليار متر مكعب، إلى حرمانها من جزء من المياه التي تصل إليها سنويا، خاصة أنها تعتمد على النهر بنسبة 90% للتزود بالمياه.

وفي الوسط بين المنبع والمصب تلعب الخرطوم "موقف المساعي الحميدة"، كما يقول مارك لافيرن، مشيرا إلى أن السودان ليس لديه شيء (مخاوف) ضد السد لأنه سيسمح له بتنظيم المياه"، في حالة حدوث فيضان النهر، "بل إنه يحاول إقناع مصر بتهدئة اللعب".

الحفاظ على المفاوضات
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة والبنك الدولي يضغطان منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2019، لكسر الجمود في المفاوضات دون نجاح، خاصة بعد أن رفضت إثيوبيا التوقيع على اتفاق في أوائل مارس/آذار حول تشغيل السد وإدارة تدفق النهر، جاء إثر عدد من الاجتماعات التي عقدت في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط.

وفي مايو/أيار، قالت مصر إنها مستعدة لاستئناف المحادثات للتوصل إلى "اتفاق عادل ومتوازن وشامل"، إلا أن السودان رفض صفقة إثيوبيا المقترحة، مشيرا إلى "قضايا فنية وقانونية تحتاج إلى حل"، وذلك في وقت حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "الأطراف الثلاثة على المثابرة في جهودهم لحل أي قضايا عالقة بشكل سلمي والتوصل إلى اتفاق مفيد للطرفين".

وحضر الاجتماع الأخير الذي تم إجراؤه عن طريق تقنية الفيديو ثلاثة مراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا.

ووصفت وزارة الموارد المائية والري المصرية الاجتماع بأنه "لم يكن إيجابيا ولم يصل إلى أي نتيجة تذكر".

وقالت الوزارة في بيان لها، الأربعاء الماضي، إن مصر أكدت ثوابت موقفها التي تتضمن مطالبة إثيوبيا بإعلان أنها لن تتخذ أي إجراء أحادي بالملء، إلى حين انتهاء التفاوض والتوصل إلى اتفاق.

وختمت الصحيفة بأن إثيوبيا عازمة على إنتاج الكهرباء هذا العام، لتشغيلها بالكامل بحلول عام 2022 من هذا السد العملاق الذي سيصبح أكبر سد للطاقة الكهرومائية في أفريقيا والذي أنفقت فيه 4.2 مليارات دولار.

المصدر : لاكروا