يتهمها بالوقوف وراء الاحتجاجات.. ما حركة أنتيفا التي يريد ترامب وصمها بالإرهاب؟

World Reacts To George Floyd Death
مقتل جورج فلويد أدى إلى مظاهرات عارمة بعدة مدن أميركية

 

أدى حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد عن حركة "أنتيفا" (ANTIFA)، وإعلانه عزم إدارته على تصنيفها "جماعة إرهابية"؛ إلى تصدر البحث عن هذه الحركة في مواقع البحث الإلكترونية.

واتهم ترامب وساسة جمهوريون آخرون "أنتيفا" بالوقوف وراء أعمال العنف والسطو والتدمير التي تصاحب اندلاع المظاهرات الغاضبة من مقتل جورج فلويد الأميركي من أصل أفريقي على يد رجال شرطة بيض في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا قبل أيام.

ما "أنتيفا"؟

تعد "أنتيفا" منظمة يسارية مناهضة -في الأساس- للأفكار الرأسمالية والنيوليبرالية، وتعادي "الأفكار الفاشية والنازية واليمين المتطرف".

ويتكون اسم "أنتيفا" من جزأين مضمونهما "العداء" (ANTI)، و"الفاشية" (FA)، ويصنفها البعض منظمة فوضوية شيوعية اشتراكية.

متى ظهرت أنتيفا؟

لا يعرف بدقة متى ظهرت هذه الحركة، وفي الولايات المتحدة يرجعها البعض لاجتماع منظمة التجارة العالمية بمدينة سياتل عام 1999، حيث شهدت المدينة مظاهرات عنيفة، واستخدم فيها العنف، ودمر وسط المدينة من دون سقوط ضحايا.

بماذا يتميز أعضاء أنتيفا؟

يرتدي ناشطو المنظمة أغطية للوجه وملابس سوداء، ويتحركون في مجموعات بشرية صغيرة، ويحاولون لفت الانتباه لمواقفهم الداعية للتغيير والتمرد على الأوضاع الحالية.

وتعادي أنتيفا الرأسمالية، والنخب السياسية ووسائل الإعلام، وتؤمن بضرورة التعبير عن نفسها من خلال العنف الذي لا ينبغي له أن يصل للقتل أو سفك الدماء.

ويرى أعضاء أنتيفا -الذين يحتفظون بسرية انتمائهم- أن منظمتهم ما هي إلا رد فعل طبيعي على تنامي الاتجاهات اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة، التي منحها وصول ترامب للبيت الأبيض قوة دفع كبيرة.

علاقة ترامب بأنتيفا

يلقي ترامب مسؤولية وقوع أعمال عنف في عشرات المدن الأميركية -التي شهدت مظاهرات غاضبة ضد الشرطة- على أعضاء أنتيفا، ويطالب بالتمييز بين المتظاهرين السلميين، والفوضويين من أعضاء أنتيفا. وشارك موقف ترامب وزير العدل وليلم بار الذي وعد بتطبيق القانون عليهم.

من ناحية أخرى، منح وصول ترامب للحكم قبلة حياة لأنتيفا، وزاد ترامب حماس أعضائها بضرورة محاربة السلطة التي يمثلها شخص ترامب.

ويعتقد بعض خبراء القانون الدستوري أن ترامب لا يحق له تسمية "أنتيفا" منظمة إرهابية.

وتعتقد البروفيسورة ماري ماكورد، المسؤولة السابقة في وزارة العدل، أنه "إذا تم تمرير مثل هذا القانون، فإن الأمر سيواجه تحديا خطيرا للتعديل الأول في الدستور المتعلق بحرية الرأي".

الهيكل التنظيمي

لا يوجد هيكل تنظيمي واضح للحركة بسبب سريتها، لكنها تتكون من مئات الجمعيات الحركية غير المركزية والمنتشرة في مختلف ولايات أميركا.

الحركات اليمينية

تقابل منظمة أنتيفا اليسارية منظمة "بوجالو" اليمينية المتطرفة، وتؤكد أدبيات أنتيفا أن جميع الإرهابيين المحليين في الولايات المتحدة خرجوا من جماعات اليمين المتطرف وليس من قوى اليسار.

ويستند اليساريون إلى تقرير صدر عن مركز التطرف التابع لرابطة مكافحة التشهير عام 2019، وجاء فيه أن جميع عمليات القتل التي وقعت في الولايات المتحدة في عام 2018 على أيدي متطرفين محليين نتج عنها خمسون حالة قتل كانت على يد متطرفين يمينيين.

المصدر : الجزيرة