للتغطية على فشله في إدارة أزمة كورونا.. ترامب يستخدم الصين ومنظمة الصحة كبشي فداء

ما وراء الخبر-استمرار ترامب في اتهام الصين بنشر كورونا.. ماذا وراءه؟
الكاتب: إلقاء اللوم على الصين في تفشي كورونا قد يساعد في إعادة اختيار ترامب خلال الانتخابات المقبلة

انتقدت الكاتبة الصحفية لوري غاريت إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأول الجمعة إنهاء علاقة بلاده بمنظمة الصحة العالمية واتهامه لها بسوء إدارة أزمة تفشي فيروس كورونا.

ووصفت -في مقال لها بمجلة فورين بوليسي الأميركية تحت عنوان " ترامب يستخدم الصين ومنظمة الصحة كبشي فداء والأميركيون سيعانون"- قرار ترامب بأنه غير أخلاقي وقد يكون غير قانوني أيضا.

وقالت أيضا إن القرار يحمل أكثر الصفات إثارة للجدل في أسلوب قيادة ترامب التي يطغى عليها ميله لإلقاء اللوم على الآخرين في الأخطاء التي يرتكبها، ورفضه مشاركة الجهات الفاعلة الأخرى بأدب، وانغماسه في المصلحة الذاتية العمياء بالإضافة إلى ازدرائه للعلم.

وكان الرئيس الأميركي قد اتهم منظمة الصحة في أبريل/نيسان الماضي بسوء إدارة جائحة كورونا، وقال إنها رددت مرارا ادعاء بكين بأن العدوى بفيروس كورونا لا تنتقل بين البشر كما أشادت بجهود الحكومة الصينية لمنع تفشي الوباء.

وأمر ترامب جهاز الاستخبارات بفتح تحقيق رسمي حول المنظمة وعلاقتها بالصين، كما زعم وزير خارجيته مايك بومبيو بأن الفيروس الذي أطلق عليه اسم "فيروس ووهان" تم تصنيعه أو تسريبه من مختبر السلامة البيولوجية بمدينة ووهان الصينية.

إعلان

وقد رفض مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية هذا الادعاء الذي كرره بومبيو مرات عديدة، وأوضح أن رأيه "يتفق مع الإجماع العلمي الواسع على أن فيروس كورونا ليس من صنع الإنسان وليس معدلاً وراثيًا" وفقا للكاتبة.

وقالت الكاتبة إن ترامب تصرف كطفل مشاكس عندما ادعى مرات عديدة أن المسؤولية عن وفاة مئة ألف أميركي بسبب كورونا تتحملها الصين أو منظمة الصحة العالمية.

فقد صرح ترامب -خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض في 27 أبريل/ نيسان الماضي- بأن الولايات المتحدة تجري تحقيقات جدية للغاية، وأضاف "لسنا سعداء مع الصين، وهناك الكثير من الطرق التي يمكن من خلالها محاسبتها.. نعتقد أنه كان يمكن إيقاف الفيروس في منشئه، كان يمكن إيقافه بسرعة ومنعه من التفشي في جميع أنحاء العالم".

وأشار المقال إلى قادة جمهوريين كبار أخبروا الكاتبة أن استطلاعات الحزب كشفت عن أن انتقاد بكين يحظى بشعبية كبيرة بين مؤيدي ترامب وأن موضوع "إلقاء اللوم على الصين" قد يساعد في إعادة انتخابه خلال الانتخابات التي ستجري في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، كما يساهم في تخفيف بعض الاستياء الذي يشعر به العديد من المواطنين إزاء تعامله مع أزمة تفشي فيروس كورونا.

المصدر : فورين بوليسي

إعلان