الجزائر تستدعي سفيرها بفرنسا على خلفية بث وثائقيات تقدح في الحراك الشعبي

استدعت الجزائر سفيرها لدى فرنسا للتشاور على خلفية بثّ بعض القنوات الحكومية الفرنسية وثائقيات حول الحراك الجزائري ضد نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وجاء في بيان للخارجية الجزائرية أن الطابع المطرد والمتكرر للبرامج التي تبثها القنوات الحكومية الفرنسية والتي كان آخرها ما بثته قناة "فرانس 5″ و"القناة البرلمانية" أمس، والتي تبدو في الظاهر تلقائية بحجة حرية التعبير، ليست في الحقيقة إلا تهجما على الشعب الجزائري ومؤسساته، بما في ذلك الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني.
وتسود الأوساط الشعبية والسياسية الجزائرية حالة من الغضب ضد قناة "فرانس 5" الفرنسية، إذ تصدّر وسم "#ليس حراكي" قائمة الترند بعدما بثت القناة أمس الثلاثاء فيلما وثائقيا تحت عنوان "الجزائر حبيبتي" لمخرجه ومنتجه الصحفي الفرنسي الجزائري الأصل مصطفى كسّوس.
تزييف التاريخ
ويرى جزائريون أن القناة لخصت مطالب الحراك في بحث الشباب عن الحرية خارج القيود الاجتماعية، كما تضمّن تعليقات تحذر من التطرف الإسلامي على غرار ما حدث في تسعينيات القرن الماضي.
وقال الجزائري محمد حَبْشي بدره "لقد عاصرنا مرحلة الحراك بكل ما فيها من سلبيات وإيجابيات، وكنا شهودا على الأحداث التي رافقت الحراك طيلة أشهر قبل وبعد إسقاط النظام.. إن حراك 22 فبراير يبقى محطة تاريخية من محطات الجزائر وشعبها، وهو ابتعاد عن مسار الفساد سعيا لتحقيق الأفضل، ولا يمكن لتقرير من قناة فرنسية أن يغير التاريخ".
ويؤكد الصحفي الجزائري مصطفى دبّاش أن "الهبة الشعبية التاريخية كانت الشعارات المعادية لباريس وقودها، ولن يستطيع أيٌّ كان قرصنتها أو تزييف حقيقتها بعدما حققت أهدافها بدعم تاريخي من مؤسسة الجيش الشعبي الوطني".
وكتبت نايلة بنعمارة أنها لا ترى في هذا الفيلم الوثائقي "بلدها الجزائر، بل ترى شبابا ضائعا، ومخرجا يريد تشويه صورة الجزائر.. هذا لا يمثل الجزائر بأي شكل من الأشكال، وأمر محبط للغاية".
ولا يعتبر تحرك الجزائر ضد برامج تبث عبر قنوات فرنسية هو الأول من نوعه، فقد ألمح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في وقت سابق إلى ما اعتبرها "هجمة إعلامية موجهة من قنوات أجنبية ضد الجزائر حكومة وشعبا".