ليبيا.. "أفريكوم" تكشف معلومات جديدة عن الطائرات الروسية والمرتزقة ينسحبون إلى وسط البلاد

تقرير سري للأمم المتحدة: مرتزقة يقاتلون بجانب حفتر يتبعون شركتين بدبي
حفتر استعان بمرتزقة روس بحسب عدد من التقارير والمعطيات

قالت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" إن الطائرات الحربية الروسية التي وصلت إلى ليبيا حطت في قاعدة الجفرة الجوية، وتزودت بالوقود قرب طبرق، وسط نفي روسي لإرسال عسكريين إلى ليبيا.

وذكر المتحدث باسم "أفريكوم" الرائد كارل ويست لمراسل الجزيرة أن 14 طائرة من نوع ميغ تزودت بالوقود قرب طبرق قبل وصولها إلى الجفرة.

وأشار إلى إمكانية أن تقدم هذه الطائرات دعما جويا لمجموعة فاغنر الأمنية الروسية التي تقدم الدعم لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وفي هذا السياق قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جوناثان هوفمان إن عدد الطائرات الروسية 14 مقاتلة وهي مزيج من سوخوي 24 وميغ 29.

وأشار إلى أن واشنطن تعارض أي هجمات عسكرية في المنطقة، وقد طلبت من جميع الأطراف، الروس والأتراك وغيرهم، الكف عما يفعلون هناك.

Libyan army retakes key airbase from warlord's forces
قوات حكومة الوفاق خلال سيطرتها على قاعدة الوطية العسكرية الإستراتيجية (الأناضول)

توثيق وتحذير

وكانت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا قد وثقت بالصور نشْر روسيا أخيرا طائرات حربية في ليبيا بعد إعادة طلائها بغرض التمويه، وذلك لدعم مرتزقة فاغنر.

من جهته، قال قائد أفريكوم الجنرال ستيفن تاونسند إن روسيا تسعى لقلب الميزان لصالحها في ليبيا، كما فعلت في سوريا.

وقد ردّت الخارجية الأميركية على هذه التطورات، معتبرة أن الأنشطة الروسية المزعزعة للاستقرار في ليبيا واضحة للعيان، وأن المجتمع الدولي والشعب الليبي لن يصدقا ادعاء روسيا بأن مرتزقتها لا علاقة لهم بأجندتها في ليبيا.

وأضافت أن الولايات المتحدة ستعمل مع حكومة الوفاق الوطني وجميع الأطراف الجاهزة لإلقاء السلاح والتفاوض على حل سياسي، محذرة من تكرار تجربة سوريا في ليبيا.

ارجو ان لا تستخدم رئيسية
صورة نشرها ناشطون ليبيون بمواقع التواصل الاجتماعي تظهر عناصر من شركة فاغنر الأمنية الروسية في مدينة بني وليد (مواقع التواصل)

نفي ودعوات

في المقابل، نفى فلاديمير دزاباروف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد الروسي، اليوم أن تكون بلاده أرسلت عسكريين إلى ليبيا، أو أن يكون مجلس الاتحاد تلقى طلبا بالموافقة على إرسال قوات إلى هناك.

وقبل ذلك، وصف أندريه كراسوف، نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي، الاتهامات الأميركية بأنها ملفقة ومضللة وعارية عن الصحة.

وفي موسكو أيضا، أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف خلال اتصال مع رئيس مجلس النواب المنعقد شرقي ليبيا عقيلة صالح ضرورة إطلاق حوار ليبي بمشاركة جميع القوى السياسية الفاعلة لوقف التصعيد العسكري.

سياسيا أيضا، أبدى وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم استعداد بلاده لاستضافة حوار ليبي للم شمل الفرقاء الليبيين وتقريب وجهات نظرهم.

وفي رسالة بمناسبة يوم أفريقيا، أعرب بوقادوم عن انشغال الجزائر البالغ بالتطورات في ليبيا خلال الأسابيع الأخيرة، وأسفها لما سمّاه تضارب الأجندات الإقليمية والدولية بشأن ليبيا.

وأضاف أن تدفق السلاح نحو ليبيا لم يؤجج الحرب الأهلية فحسب، بل ساهم في تسليح من وصفها بالمجموعات الإرهابية التي أضحت تهدد أمن المنطقة وتعرقل مسار التسوية السياسية لهذه الأزمة، على حد تعبيره.

وفي هذا السياق جدد وزير الدفاع التونسي عماد الحزقي التأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي ليبي للصراع يحترم بالأساس إرادة الشعب الليبي ومصالحه.

كما أكد الحزقي، في بيان صدر اليوم الأربعاء عقب اتصال هاتفي مع نظيرته الفرنسية فلورانس بارلي، على ثوابت السياسة التونسية القائمة على التمسّك بالشرعية الدولية، ورفض كل أشكال التدخل الأجنبي في ليبيا.

تطورات ميدانية

ميدانيا، انسحب معظم المرتزقة الروس الذين كانوا يقاتلون مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر نحو وسط ليبيا عبر مدينة بني وليد، في حين واصلت قوات حكومة الوفاق تقدمها جنوبي طرابلس.

وقال عميد بلدية بني وليد سالم نوير -في تصريحات لقنوات تلفزيونية ليبية- إن أكثر من 90% من عناصر شركة فاغنر الأمنية الروسية غادروا مساء أمس المدينة الواقعة على مسافة 180 كيلومترا جنوب شرق طرابلس في رتل ضخم بطول سبعة كيلومترات باتجاه الجنوب.

يأتي ذلك في وقت أكدت فيه قوات حكومة الوفاق سيطرتها أمس على مواقع جديدة في محاور القتال جنوبي طرابلس، مما يشكل ضغطا إضافيا على قوات حفتر التي باتت في وضع صعب عقب انسحاب المرتزقة الروس.

وقالت إنها باتت تسيطر على 95% تقريبا من ضاحية عين زارة، كما أحرزت تقدما في محور الكاريزما الذي يشرف على المطار القديم وعلى منطقة قصر بن غشير الواقعة على الطريق نحو ترهونة (80 كيلومترا جنوب شرق العاصمة).

وأكدت قوات الوفاق أنها أسرت في مواجهات أمس 15 من مسلحي حفتر، وقال ناشطون إن أحد الأسرى يحمل الجنسية التشادية.

وتواصل قوات اللواء المتقاعد حفتر تكبد خسائر فادحة جراء تلقيها ضربات قاسية في محاور جنوبي طرابلس وكافة مدن الساحل الغربي وصولا إلى الحدود مع تونس، إضافة إلى قاعدة الوطية الإستراتيجية (غرب)، وبلدتي بدر وتيجي، ومدينة الأصابعة بالجبل الغربي (جنوب غرب طرابلس).

وبدعم من دول عربية وأوروبية، تشن قوات حفتر منذ 4 أبريل/نيسان 2019 هجوما متعثرا للسيطرة على طرابلس، مقر الحكومة المعترف بها دوليا، مما خلف قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب أضرار مادية واسعة.

المصدر : الجزيرة + وكالات