واشنطن تنشر صورا لمقاتلات روسية داعمة لحفتر.. وفاغنر تسحب مقاتليها من طرابلس

نشرت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا صورا ثابتة للمقاتلات الحربية الروسية التي نشرت أخيرا في ليبيا من أجل دعم العمليات العسكرية لعناصر شركة فاغنر التي تقاتل إلى جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد قوات حكومة الوفاق الوطني في طرابلس.
وقال قائد القيادة الأميركية في أفريقيا الجنرال ستيفن تاونسند، إن الطائرات الحربية نُقلت من روسيا إلى ليبيا عبر سوريا بعد تغيير طلائها من اللون الروسي إلى لون آخر للتمويه.
وأشار الجنرال الأميركي إلى أن هذه المقاتلات سيقودها طيارون مرتزقة روس لقصف الليبيين.
"The world heard Mr. Haftar declare he was about to unleash a new air campaign. That will be #Russian mercenary pilots flying Russian-supplied aircraft to bomb #Libyans."
– Gen. Townsend, AFRICOM commander
—–
Release: https://t.co/HpLdwUJxcr
Photos: https://t.co/raTal1LKPa pic.twitter.com/3P1IPQsLvo— US AFRICOM (@USAfricaCommand) May 26, 2020
كما نشرت حكومة الوفاق الوطني الليبية صورا أخرى تظهر مسلحي شركة "فاغنر" الأمنية الروسية في مدينة بني وليد، عقب انسحابهم من محاور القتال جنوبي العاصمة طرابلس. في حين قال السفير الأميركي في ليبيا ريتشارد نورلاند إن بلاده "فخورة" بالشراكة مع حكومة الوفاق.
وقالت القوات التابعة لحكومة الوفاق إنها رصدت هبوط 15 طائرة شحن عسكرية خلال 24 ساعة الأخيرة في مطار بني وليد (نحو 180 كيلومترا جنوب شرق طرابلس)، على متنها أسلحة وذخائر وعتاد، مشيرة إلى أن الطائرات أقلت عند مغادرتها مرتزقة تابعين لشركة "فاغنر".
وكان المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق محمد قنونو قدّر عدد مرتزقة الشركة الروسية الذين فروا من طرابلس باتجاه مدينة بني وليد بنحو 1600.
#عملية_بركان_الغضب: فيديو نشره ناشطون يُظهر عناصر مرتزقة شركة فاغنر الامنية الروسية في مدينة بني وليد (180كم جنوب غرب طرابلس) بعد هروبهم من محاور القتال في #طرابلس و #ترهونة pic.twitter.com/zYyAOxNrpN
— المركز الاعلامي لعملية بركان الغضب (@BurkanLy) May 25, 2020
ونشر ناشطون على مواقع التواصل مقاطع فيديو وصورا للمسلحين الروس أثناء صعودهم الطائرة في مطار بني وليد، وكذلك داخل المدينة، التي طالب مجلسها البلدي وأعيانها برحيل هؤلاء المرتزقة فورا.
وكان عميد بلدية مدينة بني وليد سالم نوير قال -في تصريحات سابقة للجزيرة- إن مسلحين روسا وسوريين دخلوا أمس الأول الأحد إلى مطار بني وليد المدني، مع أسلحة وثلاث منظومات دفاع جوي وعربات وآليات مسلحة.
مهلة للانسحاب
وأوردت وكالة الأناضول -نقلا عن المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق- أن قوات الحكومة المعترف بها دوليا أعلنت أمس وقف استهداف قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر المنسحبة للجنوب من ثلاث مناطق لمدة 48.
وأوضحت قوات الوفاق أنها لن تقصف الآليات والمعدات المنسحبة من مناطق ترهونة وبني وليد (جنوب طرابلس)، ونسمة (الجنوب الغربي من العاصمة)، والمتجهة باتجاه الجنوب، والمناطق الثلاث لا تزال خاضعة لسيطرة حفتر.
وأضافت عملية "بركان الغضب" في بيان أن وقف الاستهداف سيكون اعتبارا من مساء الاثنين في الساعة العاشرة ليلا بالتوقيت المحلي، وحتى التوقيت نفسه مساء غد الأربعاء. وذكر البيان أن قوات الوفاق مستمرة في المراقبة الجوية، واستهداف أي وحدات قتالية متجهة شمالا.
وكانت قوات الوفاق حققت يومي الجمعة والسبت الماضيين تقدما كبيرا جنوبي طرابلس، بسيطرتها على عدة معسكرات ومواقع مهمة، ويأتي ذلك عقب خسارة قوات حفتر معاقلها في الغرب الليبي باستثناء مدينة ترهونة (80 كيلومترا جنوب شرق طرابلس)، التي تؤكد حكومة الوفاق أنها ستسعى لاستعادتها قريبا.
إمدادات من سرت
وفي سياق متصل، قال الناطق باسم قوات حكومة الوفاق إن سلاح الجو استهدف أمس صهريجي وقود جنوب مدينة سرت (450 كيلومترا شرق طرابلس)، كانا في طريقهما لإمداد قوات حفتر التي تقاتل جنوب طرابلس.
من ناحية أخرى، أدانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أمس وضع عبوات ناسفة في منازل مدنيين بمنطقتين جنوبي العاصمة طرابلس، مما تسبب في مقتل وإصابة عدد منهم.
وقامت قوات حفتر بتفخيخ عدد من الأحياء جنوبي طرابلس، قبل أن تجبرها قوات حكومة الوفاق على الانسحاب منها يومي الجمعة والسبت الماضيين، لكن عودة بعض المواطنين إلى منازلهم لقضاء عيد الفطر بها تسبب في مقتل وإصابة عدد منهم، إثر انفجار ألغام وعبوات ناسفة.
السفير الأميركي
وعلى الصعيد السياسي، قال السفير الأميركي لدى ليبيا إن الولايات المتحدة فخورة بالشراكة مع حكومة الوفاق الوطني، الحكومة الشرعية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، و"مع كل من لديهم استعداد لحماية الحرية والسلام".
وأضاف السفير نورلاند -في تصريح له خلال مشاركته مع السفير الأميركي بتونس دونالد بلوم في إحياء يوم الذكرى الوطني بالمقبرة العسكرية الأميركية في تونس- أن هناك "قوى في ليبيا لا تزال تريد فرض نظام سياسي جديد بوسائل عسكرية أو بالإرهاب".
من جهة أخرى، أعلن مجلس النواب في مدينة طبرق أن مبادرة رئيسه عقيلة صالح تحمل الحلول الجذرية للأزمة الليبية، وتتمثل في تشكيل السلطة التنفيذية على أساس الأقاليم الثلاثة، ودعا مجلس النواب جميع الأطراف إلى قبول المبادرة دون التفاف أو محاولة إفراغها من محتواها بالانتقائية التي أفسدت كل التسويات السياسية في ليبيا، بهدف الانطلاق نحو تأسيس ليبيا الثانية، وفق بيان.
وكان رئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح طالب جامعة الدول العربية ومجلس الأمن والاتحاد الأفريقي بدعم قوات حفتر في الحرب على طرابلس، ودعا صالح إلى سحب الاعتراف من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وتشكيل آخر -من رئيس ونائبين وحكومة- يمثل أقاليم ليبيا التاريخية الثلاثة.
يشار إلى أن ليبيا تعاني منذ سنوات من انقسام سياسي وعسكري بين حكومة معترف بها دوليا ومقرها في طرابلس، وحكومة موازية تدعم حفتر ومقرها في الشرق الليبي.
انتظار الخلاص
حمّل رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي المجتمع الدولي مسؤولية استمرار الصراع في ليبيا وتفاقمه.
وقال إن المأساة التي تعيشها ليبيا تؤثر علينا بشكل بالغ حيث لا أحد بريء من الفشل، بما في ذلك المجتمع الدولي الذي يتحمل مسؤولية هائلة في استمرار هذا الصراع أو حتى تفاقمه.
وقال فكي في كلمة وجهها للأفارقة، بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، إنه من المؤثر أن نشهد هذه الذكرى وليبيا تعيش مأساة بالغة، مناشدا القادة الأفارقة بأن يكفوا عن انتظار الخلاص من الآخرين.
وشدد على أن أفريقيا مدعوة لاختراع أشكال جديدة من الشفافية، للتغلب على الفقر، وكسر دائرة التبعية، والكف عن انتظار الخلاص من الآخرين.