وفيات واستقالات ودعوة للإضراب وتحذيرات من كارثة.. أطباء مصر ينشدون المساواة بعمرو دياب ورجاء الجداوي

من تقرير مساعي الحكومة لعلاج نقص الأطباء
أطباء مصر غاضبون من إهمال السلطة لهم وعدم توفير وسائل الحماية أثناء مواجهة فيروس كورونا

مع تزايد وفاة الأطباء بسبب فيروس كورونا في مصر اشتعل غضب الأطباء وقدم عدد منهم استقالاتهم، في حين دعا آخرون على مواقع التواصل إلى الإضراب، بسبب ما يرونه إهمالا من الحكومة لمطالبهم بتوفير وسائل الحماية، مقابل الاهتمام بالمسؤولين والممثلين فقط.

وشهدت مصر أمس الأحد وفاة 4 أطباء بسبب فيروس كورونا واستقالة اثنين من الأطباء احتجاجا على سوء إدارة وزارة الصحة، كما أصدرت نقابة الأطباء بيانا اتهمت فيه وزارة الصحة بالتقاعس عن حماية الأطباء، وأعلنت الملاحقة القانونية لجميع "المتورطين في هذا التقصير الذي يصل لدرجة جريمة القتل".

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بغضب الأطباء، وتضامن معهم نشطاء وسياسيون، خاصة مع الإهمال الذي تعرض له أحد الأطباء المتوفين مقارنة بالرعاية الفائقة التي تلقتها الممثلة رجاء الجداوي بعد إصابتها بفيروس كورونا، ونقلها فورا إلى مستشفى العزل، مع توصية خاصة من وزيرة الصحة هالة زايد، وتواصل يومي معها.

ومما زاد من غضب رواد مواقع التواصل توفير مسحات لزملاء للممثلة رجاء الجداوي شاركوا معها في آخر مسلسلاتها، كما قالت مصادر للصحف إن المغني عمرو دياب أجرى فحص كورونا لأنه يرتبط بعلاقة مع بطلة المسلسل دينا الشربيني، في حين قالت الشربيني إنها طالبت دياب بعزل نفسه في انتظار نتائج المسحة التي ستؤخذ منه.

إعلان

وشهدت الساعات الماضية انتشارا كبيرا للوسوم التالية على موقع تويتر
"#متضامن_مع_أطباء_مصر"
"#إقالة_هالة_زايد"
"#إضراب_الأطباء"

 

وأعلنت النقابة العامة للأطباء وفاة 4 من أعضائها متأثرين بالإصابة بفيروس كورونا المستجد، وهم أحمد النني، ووليد يحيى، ومحمد البنا، ومحمد عبد الباسط الجابري، ليرتفع عدد الوفيات إلى 19 طبيبا، فضلا عن 350 مصابا.

وأشارت النقابة في بيانها إلى تكرار حالات تقاعس وزارة الصحة عن القيام بواجبها في حماية الأطباء، بداية من الامتناع عن التحاليل المبكرة لاكتشاف أي إصابات بين أعضاء الطواقم الطبية، إلى التعنت في إجراء المسحات للمخالطين منهم لحالات إيجابية، ليصل الأمر إلى التقاعس في سرعة توفير أماكن العلاج للمصابين منهم.

وأضاف البيان "ونقابة الأطباء إذ تحمل وزارة الصحة المسؤولية الكاملة لازدياد حالات الإصابة والوفيات بين الأطباء نتيجة تقاعسها وإهمالها في حمايتهم، فإن النقابة ستتخذ جميع الإجراءات القانونية والنقابية لحماية أرواح أعضائها، وستلاحق جميع المتورطين عن هذا التقصير الذي يصل لدرجة جريمة القتل بالترك".

ودعت النقابة جموع الأطباء إلى "التمسك بحقهم في تنفيذ الإجراءات الضرورية قبل أن يبدؤوا بالعمل، حيث إن العمل دون توافرها يعتبر جريمة في حق الطبيب والمجتمع".

وطالبت جميع الجهات التنفيذية والتشريعية والرقابية بالقيام بدورها، وحمل وزارة الصحة على القيام بدورها في حماية الطواقم الطبية، وسرعة توفير مستشفيات عزل خاصة لأعضاء الطواقم الطبية لضمان سرعة علاجهم، لأن هذا حق أصيل لهم وأيضا حتى يعودوا لتحمل المسؤولية في الدفاع عن سلامة الوطن.

وحذرت النقابة من تزايد وتيرة الغضب بين صفوف الأطباء وانهيار المنظومة الصحية، مما قد يسبب كارثة صحية تصيب الوطن كله في حالة استمرار هذا التقاعس والإهمال من جانب وزارة الصحة حيال الطواقم الطبية.

إعلان

وأعلن اثنان من الأطباء استقالتيهما من وزراة الصحة احتجاجا على ما وصفوه بالإهمال في حماية الأطقم الطبية ورعاية المصابين منهم، مما تسبب في تزايد الوفيات بين الأطباء.

وفي استقالة غاضبة إلى مدير مستشفى المنيرة بالقاهرة، قال الطبيب محمود طارق عبد العظيم "بدون تحية أو مقدمات، أتقدم لكم باستقالتي نظرا للإهمال المتعمد حيال زميلنا وصديقنا الدكتور وليد يحيى".

وأوضح الطبيب أن الاستقالة جاءت بعد أن "ترسخ لدي اليقين بأنه لا عصمة لنا ولا ثمن، وأن الوزارة لا تكتفي بتحميل أطبائها عجزها وفشلها وسوء إدارتها، ولكن تتقاعس حتى عن نجدتهم في حال سقوط أحدهم حتى يقابل وجه الله تعالى، فأنا أنأى بنفسي وأسرتي من هذه الوزارة، وعند الله تجتمع الخصوم".

وفي استقالة مماثلة لكن في مستشفى الشروق بالقاهرة، قال الطبيب خالد نشأت إنه يستقيل بعد المأساة التي تعرض لها الطبيب وليد يحيى، والإهمال المتعمد من وزارة الصحة تجاه الأطباء البواسل.

وبعد ظهر اليوم الاثنين تحدثت وسائل إعلام مصرية عن أن أطباء مستشفى المنيرة تقدموا باستقالات جماعية على خلفية وفاة زميلهم، في حين قال مدير المستشفى إن الاستقالات لم تصله بشكل رسمي حتى الآن.

 

ودفعت استقالتا الطبيبين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى تحذير السلطات المصرية من خطورة انتشار الظاهرة، وطالب بعضهم الرئيس عبد الفتاح السيسي التدخل قبل أن يشتعل غضب الأطباء أكثر، وتجد مصر نفسها أمام كارثة كبرى.

ونقل شقيق الطبيب المتوفى وليد يحيى تفاصيل المعاناة والإهمال التي تعرض لها شقيقه قبل وفاته، مؤكدا أنه لن يكون "آخر شهيد يروح عند ربنا بهذه الطريقة المهينة".

وأوضح أن الفريق الطبي ليست لديه حماية، كما أن أدوات العزل والوقاية لا تحمي حتى من "دخان السجائر"، كما لا تتوافر للأطقم الطبية ضمانات العلاج في حالة الإصابة بفيروس كورونا.

إعلان

وتداول رواد مواقع التواصل استغاثة من شقيق طبيب، حيث أصيب شقيقه بفيروس كورونا وتدهورت حالته الصحية دون أن يتم نقله إلى المستشفى أو حتى سيارة إسعاف، فضلا عن إجراءات مسحات لعائلته.

واشتعل غضب الأطباء ومعهم رواد مواقع التواصل الاجتماعي، متهمين الحكومة بالإهمال والتقاعس عن حماية الأطقم الطبية، والانشغال فقط بالترويج السياسي للأزمة.

وشدد مغردون على رفض استخدام مصطلح الجيش الأبيض الذي تروج له الحكومة، للإشادة بدور الأطباء في مواجهة فيروس كورونا، مؤكدين أن الجيش في مصر له امتيازات كبيرة لا تتوافر بأي نسبة للأطباء رغم أنهم صف الدفاع الأول والأكثر عرضة للخطر.

 

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي

إعلان