الأمهات يبتكرن.. أفضل الطرق لجعل أطفالنا سعداء بعيد الفطر في ظل أزمة كورونا

 لاريسا صليعي- بيروت

ها هو العيد يطرق الباب، ليطرح علينا السؤال: هل نحن مستعدون لمنح ابنائنا فرحة العيد؟  ففرصة العيد تتحقق بالعديد من المظاهر منها ارتداء الثياب الجديدة  والهدايا والألعاب والزيارات والمراجيح، لكن كل هذه المظاهر ستختفي هذا العام في الحجر المنزلي وفي ظل الأزمة الاقتصادية والغلاء الفاحش، ومع ذلك يجب أن يبقى للعيد خصوصيته لدى الأطفال.

الجزيرة نت التقت ببعض الأمهات اللواتي سيحتفلن بعيد الفطر على طريقتهن الخاصة متحديات كل الظروف الصعبة وذلك لزرع البسمة على وجوه أولادهن:

الحب والتماسك الأسري

تقول كاترين طه للجزيرة نت "لا أستطيع أن أعوض أولادي عن فرحة العيد سوى بالحب والتماسك الأسري، وسأملأ المنزل بهجة بتزيينه مع الأولاد وبصنع بعض الحلويات التي يعشقونها من يدي، لإدخال السرور إلى قلوبهم، وسنستمع سويا بتحضير المعمول بحشوات مختلفة، كالتمر أو الفستق الحلبي او الجوز، وهذا يوفر على ميزانية العائلة، ويدخل البهجة والسرور على المنزل".

وتؤكد أن الأسعار أصبحت جنونية لدرجة أنه من الصعب عليها شراء ثياب العيد لأولادها الثلاثة، ولن تستطيع التجول في الأسواق كما في السابق، بسبب الخوف من تفشي كورونا.

كما تأسف كاترين لما يحدث بسبب جائحة كورونا، مستذكرة أنهم في كل عام يسافرون لقضاء إجازة العيد في بلد ما، وكان الأولاد ينتظرون بفارغ الصبر هذه العطلة، لكن بكل أسف جاء هذا العام "حزينا ومغايرا لكل عاداتنا وطريقة حياتنا".

كاترين تتحسر "كنا كل عام نسافر في اجازة العيد الى بلد ما" لكنها ستعوض اولادها بالحب والتماسك الأسري

المحافظة على الطاقة الإيجابية

وستسعى كاترين لإضفاء جو من المرح واللعب يوم العيد، بتزيين مائدة الطعام، وتزيين المنزل بالبالونات الملّونة التي تبدو مبهجة بنظر ابنها آدم، وجعله يؤدي صلاة العيد مع والده حتى لو في المنزل ليشعر بمعنى عيد الفطر وأهميته الدينية.

وتبدي لينا مروة أسفها كون فرحة العيد ستكون منقوصة وحزينة بدون هدايا وبدون ملابس جديدة، فلا قدرة شرائية في ظل الغلاء الفاحش، ولكنها تصر على رسم البسمة في وجوه أطفالها بتوزيع عيدية بسيطة وغير مكلفة لأولادها وتتألف من شوكولاتة ومصاصة وبالونات مع ألعاب بسيطة ورمزية.

وتبين أن الحجر المنزلي سيمنع مشاركة العيد مع الأقارب والأحباء، فلن يجتمع شمل العائلات وستلغى الزيارات المتبادلة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، لكن بوجود وسائل التواصل الاجتماعي ستستثمر هذا الوقت بتبادل التهاني مع الأهل والأصدقاء مع المحافظة على الطاقة الإيجابية لنشر البهجة في المنزل دون الشعور بالملل أو الكآبة.

الفرح بالعيد يرتبط بالمعنى المبهج والحب والتواصل
الفرح بالعيد يرتبط بالمعنى المبهج والحب والتواصل مع الاطفال

انشروا البهجة بالعيد

تؤكد أخصائية علم النفس الاجتماعي منى درويش على أهمية استثمار هذه الفرصة لممارسة بعض الأنشطة التي تساعدنا وتساعد أطفالنا على التنفيس عن بعض مكنونات نفوسنا.

فمن الضروري ألا نبخل على أنفسنا ومن حولنا بإشاعة البهجة والفرحة بالعيد، وأن نسعى إلى نشر هذه الروح فيمن حولنا، وأن نتبادل التهاني، ونتواصل مع أهلنا وأصدقائنا، وألا نستسلم لأية مشاعر سلبية يمكن أن تسيطر علينا.

والواجب على الأهل أن يتيحوا لأطفالهم مساحة للتعبير عن أنفسهم، وأن يجتهدوا بابتكار الأدوات والوسائل التي تمكن الأطفال من إخراج مكنوناتهم والإفصاح عن أحلامهم ومخاوفهم من خلال اللعب والرسم والحكايات ومشاركتهم فيها. وبحسب درويش يرتبط الفرح في العيد بوجود أمرين كلما تحققا شعر الأبناء بفرحة العيد، وهما: المعنى المبهج، والحب والتواصل معهم.

فمثلاً، إذا كان أحد الأبناء يبهجه لعب الكرة، يمكن ربط العيد بمباراة كرة يلعبها معه أفراد الأسرة. وإذا كان أحد أطفالك يحب الرسم فشاركيه في ذلك. وإذا كانت البنت تحب الغناء رتبي حفلة عائلية في العيد واجعليها تشارك فيها بأغنية.

المجسمات والفوانيس والشمعدانات والبالونات كلها تحمل نكهة العيد.

خصوصية العيد لدى الاطفال

وتنوه درويش بأنه لا بد أن يرتبط العيد بالحب، إذ يشعر أطفالك بالحب عندما اللعب وأفراد الاسرة معهم لعبة محببة لديهم، فهم يحتاجون أن يروا الابتسامة على وجوهنا أيضا، ويستمتعوا بالمزاح معنا أو أن نعطيهم الفرصة لعرض مواهبهم وأفكارهم ومشاعرهم.

وتنهي حديثها بأن الهدايا والمراسم والموائد تحولت إلى طقوس روتينية لا حياة ولا روح فيها، لذلك لا بد من إعادة فرحة العيد بالمعنى الحقيقي بالحب والتواصل والأمان خاصة في ظل الظروف الحالية.

المصدر : الجزيرة