بعد قاعدة الوطية.. "الوفاق" تدخل مناطق بالجبل الغربي وقوات حفتر تنسحب جزئيا من طرابلس

قال مراسل الجزيرة في طرابلس إن قوات حكومة الوفاق الليبية دخلت اليوم بلدتي تيجي وبدر في منطقة الجبل الغربي شمال غربي البلاد، فيما أعلنت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر انسحابها من بعض المناطق جنوبي العاصمة.

وجاء دخول قوات الوفاق لبلدتي تيجي وبدر دون أي مواجهات مع قوات حفتر، وذلك بعد يوم من بسط قوات الحكومة المعترف بها دوليا على قاعدة الوطية الجوية (140 كيلومترا جنوب غرب طرابلس)، وهي آخر معقل لقوات حفتر في الغرب الليبي.

وقالت رئاسة أركان قوات حكومة الوفاق إن قوات حفتر كانت تستخدم قاعدة الوطية، مركزَ عمليات في هجومها على طرابلس، ومأوى للمرتزقة، ومنطلقا لغارات الطيران الأجنبي على المدنيين والمرافق الحيوية.

قاعدة الوطية
وأكد الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا أمس أن استعادة قاعدة الوطية سيمهد الطريق لطرد قوات حفتر من ضواحي طرابلس الجنوبية، التي تتعرض للهجوم منذ أكثر من عام، وأيضا من مدينة ترهونة (80 كيلومترا جنوب شرق العاصمة).

بالمقابل، قلل الناطق باسم حفتر من أهمية خسارة قواته لقاعدة الوطية قائلا إنه تم إخلاؤها كجزء من قرار إستراتيجي مخطط له منذ فترة طويلة، وأنه لم يبق في القاعدة سوى المعدات القديمة والمتهالكة.

من جهة أخرى، نقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية في قوات الوفاق أنهم رصدوا انسحابا لبعض الآليات التابعة لقوات لحفتر من محاور جنوب العاصمة طرابلس، وهو ما وصفه المتحدث باسم حفتر اللواء أحمد المسماري بأنه إعادة تمركز لأسباب تكتيكية.

 

 

إعادة تمركز
وأضاف المسماري في مؤتمر صحفي قبل بضع ساعات أن عملية إعادة التمركز في بعض المحاور بطرابلس "قد تتطلب العودة لمواقع سابقة، والابتعاد عن المناطق المزدحمة بالسكان.

وأشار المتحدث نفسه إلى أن الأمر يتعلق بإعادة توزيع قوات حفتر، وفك الاشتباك ببعض الأحياء المكتظة بالسكان في العاصمة بمناسبة عيد الفطر.

وتشن قوات حفتر منذ أكثر من عام هجوما على طرابلس في مسعى للسيطرة عليها وهي مقر حكومة الوفاق، إلا أن معركة العاصمة شهدت في الأسابيع القليلة الماضية رجحان كفة قوات الوفاق عقب الدعم العسكري التركي، إذ انتقلت من الدفاع إلى الهجوم.

وفي سياق متصل، عبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه من تصاعد القتال في طرابلس وما حولها، وتزايد القصف على المناطق السكنية المكتظة، مما أدى إلى وقوع إصابات وتدهور الوضع الإنساني.

وشدد مسؤول الأمن والسياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوسيب بوريل في اتصال هاتفي مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج على ضرورة وقف دائم لإطلاق النار واستئناف المفاوضات السياسية لأجل حل الأزمة الليبية المستمرة منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011.

المصدر : الجزيرة + رويترز