الجزيرة نت في قاعدة الوطية الجوية.. إلى أين فرت قوات حفتر؟ وما وجهة الوفاق التالية؟

ناصر شديد-قاعدة الوطية الجوية
بسيطرتها الكاملة على قاعدة الوطية الجوية، تكون قوات حكومة الوفاق الليبية سيطرت على أهم القواعد الجوية في المنطقة الغربية لليبيا، لكن هذه السيطرة على أهميتها فتحت الباب مشرعا لأسئلة عن الوجهة القادمة لقوات الوفاق، التي حققت انتصارات ملفتة في معركتها مع قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر غربي البلاد.
الجزيرة نت جالت في القاعدة التي تمت السيطرة عليها بعد هجوم جوي بطائرات مسيرة طوال ساعات فجر وصباح أمس الاثنين، وتبعه تقدم بري من خمسة محاور، انتهى باقتحامها.
وبدت آثار القصف والدمار واضحة على مرابض الطائرات ومخازن الأسلحة والذخائر، حيث ظهرت آثار القصف على "الدشم" العسكرية التي بُنيت بالإسمنت والخرسانة المسلحة، بعد أن قصفتها قوات الوفاق بسلسلة غارات عبر طائرات مسيرة نجحت خلالها في تدمير منظومة دفاع جوي روسي من نوع "بانستير" كانت جاهزة للتشغيل، في حين تمكنت قوات الوفاق من الاستيلاء على منظومة مماثلة في الهجوم، ونقلتها فورًا لمدن الساحل الغربي.
وأكدت مصادر عسكرية للجزيرة نت أن قوات حفتر التي كانت مرابطة في القاعدة انسحبت إلى مدينتي الزنتان والرجبان الجبليتين (جنوب قاعدة الوطية)، بعد ست سنوات من السيطرة على القاعدة الإستراتيجية.
ترهونة والزنتان
وحسب مصادر عسكرية، فإن قوات حفتر المنسحبة من المدن الغربية والوطية توجهت إلى مدينة الرجبان، وأن هذه القوات ستحاول التوجه إلى محاور القتال في جنوب طرابلس أو ترهونة.
في حين تتحدث تقارير عسكرية عن أن قوات حفتر المنتمية لمدينة الزنتان -ممن كانوا في قاعدة الوطية- عادوا لمدينتهم، مع رفض السماح لقوات المدن الأخرى المنسحبة من دخول الزنتان، بعد تفاهمات سياسية واجتماعية تحفظ التوازنات القبلية داخل المدينة، وتعد بعدم مهاجمة قوات الوفاق لها.
وتقول مصادر عسكرية ليبية إن الضغط سينتقل بعد السيطرة على قاعدة الوطية إلى محاور القتال في جنوب طرابلس وترهونة، بعد انتهاء العمليات العسكرية في كامل المنطقة الغربية، بعد تمكن قوات الوفاق من تضييق الخناق على خطوط الإمداد لقوات حفتر جنوب ترهونة وبلدات الأصابعة ونسمة (جنوب مدينة غريان).
الوجهة القادمة للوفاق
الجزيرة نت التقت الناطق باسم قوات حكومة الوفاق العقيد محمد قنونو داخل قاعدة الوطية، حيث أكد أن العملية العسكرية ضد قوات حفتر مستمرة حتى فرض قوات الوفاق سيطرتها على كامل التراب الليبي.
ورفض قنونو الرد المباشر على سؤال للجزيرة نت بتحديد الوجهة القادمة لقوات الوفاق باعتبارها تخضع لبند السرية، وأضاف "أمامنا الآن ترهونة وسرت وقواعد عسكرية كالجفرة والخادم والرجمة"، معتبرًا جميع المناطق الليبية أولوية واحدة، وقرار الخطط العسكرية بيد المختصين الليبيين.
ويعتقد الكاتب والصحفي الليبي هشام الشلوي أن مدينة ترهونة باتت آخر خزان لإمداد قوات حفتر بالسلاح لمحاور جنوب طرابلس، الأمر الذي قد يفتح المجال -حسب الشلوي- "للتفاوض مع عقلاء المدينة لتجنيبها مسلسل الحرب".
قناعات دولية جديدة
مضيفًا أن هناك قناعات دولية جديدة بدأت تتشكل "بفشل مشروع حفتر العسكري في ليبيا"، مما قد يعطي زخمًا أكبر للدور الأممي في قيادة مرحلة التفاوض القادمة بدعم أميركي، و"يرى بعين الحذر التدخل الروسي لصالح قوات حفتر مهددًا للمصالح الأميركية"، وهو ما حصل لدول أخرى، وقد يمتد لبلدان أخرى في الشمال الأفريقي، حسب الشلوي.
ويذهب الكاتب الصحفي إلى أن سيناريو سقوط قاعدة الوطية السريع -وبشكل دراماتيكي- يشابه سقوط سبع مدن ومناطق في الساحل الغربي في 13 أبريل/نيسان الماضي.
ويتابع الشلوي "حفتر يعتمد على العنصر المحلي في المناطق التي تم تحريرها، ومن دون المرتزقة"، مما يعطي مؤشرات واضحة بأن صمود قوات حفتر يرتكز بشكل رئيسي على العنصر الأجنبي من شركة "فاغنر" الروسية ومرتزقة الجنجويد، وهذا ما تؤكده التقارير الأممية التي كشفت بشكل واضح عن وجود عناصر أجنبية في صفوف قوات حفتر.