خلال مباحثات بالفيديو مع الأسد.. بوتين يحث اللاجئين السوريين على العودة

بوتين خلال حديثه للأسد عبر الفيديو (رويترز)

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباحثات مع نظيره السوري بشار الأسد -عبر الفيديو- تناولت تطورات الوضع في سوريا، وأكد خلالها أن موسكو "ستواصل بذل جهود نشطة" لدعم تسوية "طويلة الأمد" في سوريا، داعيا ملايين اللاجئين السوريين إلى العودة لبلادهم والمشاركة في إعادة إعمارها.

وشدد بوتين على أهمية ضمان عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. وقال "هناك أكثر من 6.5 ملايين لاجئ خارج سوريا، معظمهم مواطنون قادرون على العمل ويمكنهم المشاركة في إعادة بناء بلادهم".

وذكرت قناة روسيا اليوم أن بوتين أكد للأسد خلال الاتصال "أن بؤرة الإرهاب الدولي في سوريا تم القضاء عليها عمليا"، مشيرا إلى إمكانية العودة الجماعية للاجئين إلى البلاد. كما شدد على ضرورة أن تسير عملية العودة هذه "بطريقة طبيعية ودون إكراه".

واقترح بوتين أيضا بحث تفاصيل الإجراءات المتعلقة بتنظيم المؤتمر الدولي المرتقب حول عودة اللاجئين المقرر عقده الشهر المقبل في دمشق، مؤكدا أن روسيا تؤيد هذا المؤتمر وأن الوفد الروسي سيضم أكثر من 30 مختصا وخبيرا من مختلف الوزارات.

وأضاف الرئيس الروسي أن "العمل الذي تقوم به روسيا مع إيران وتركيا من أجل التسوية في سوريا أثبت فعاليته، حيث تم القضاء عمليا على بؤرة للإرهاب الدولي في البلاد".

الأسد يعتبر الحصار العقبة الأكبر أمام عودة اللاجئين السوريين ( الأوروبية)
الأسد يعتبر الحصار العقبة الكبرى أمام عودة اللاجئين السوريين (الأوروبية)

الأسد يشكو الحصار

من جهته، أبلغ الأسد نظيره الروسي بأن عودة اللاجئين الذين غادروا البلاد بسبب النزاع في سوريا، تشكل "أولوية" في المرحلة المقبلة.

واعتبر الأسد أن "العقبة الكبرى أمام عودة اللاجئين بالإضافة إلى بقاء الإرهاب في بعض المناطق التي يفترض أن يعودوا إليها هي الحصار على سوريا"، في إشارة منه إلى العقوبات التي تفرضها دول غربية على بلاده، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

وعلق الأسد آمالا على الجهود الروسية من أجل "إمكانية تخفيف أو رفع أو إزالة هذا الحصار"، موضحا أن إعادة اللاجئين "بحاجة إلى تأمين الحاجات الأساسية الضرورية لمعيشتهم كالمياه والكهرباء والمدارس بالإضافة الى موضوع تحريك الاقتصاد".

وتنظم دمشق -بدعم روسي- مؤتمرا حول عودة اللاجئين إلى بلادهم لم تتضح حتى الآن الجهات المشاركة فيه، إلا أن لبنان المجاور الذي يستضيف نحو مليون ونصف المليون لاجئ ـبحسب تقديرات رسمية- سيرسل وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال رمزي مشرفية ممثلا عنه.

يذكر أن النزاع السوري الدائر منذ مارس/آذار 2011 تسبب في نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، بينهم أكثر من 5 ملايين و500 ألف لاجئ مسجلين لدى مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فروا بشكل أساسي إلى الدول المجاورة.

وتسعى روسيا -أبرز حلفاء دمشق- منذ سنوات للحصول على دعم المجتمع الدولي من أجل إطلاق مرحلة إعادة الإعمار وعودة اللاجئين، بينما تربط الجهات المانحة تقديم أي مساعدات بالتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع.

وتحذر منظمات حقوقية بدورها من أن توقّف المعارك في مناطق عدة في سوريا لا يعني أنها باتت مهيأة لعودة اللاجئين في ظل افتقارها للبنى التحتية والخدمية والخشية من حصول انتهاكات لحقوق الإنسان.

المصدر : الجزيرة + وكالات