غارديان: ماكرون يسعى لحل مشاكل فرنسا الاجتماعية ولكن لن يحقق ذلك "بنقد الإسلام"

ماكرون يدعو لإلحاق الهزيمة بالإرهاب ميدانيا وإلكترونيا
الكاتب: ماكرون اعترف بمسؤولية فرنسا عن النزعة الانفصالية من خلال إنشاء أحياء الضواحي التي يخيم عليها البؤس والفقر (الجزيرة)

قال آرثر غولدهامر، الكاتب والعضو بمركز الدراسات الأوروبية بجامعة هارفارد، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فشل في تصوير الإجراءات التي اتخذها مؤخرا للتصدي لما سماه "الانفصالية الإسلامية" باعتبارها مجرد مسألة إعادة رسم للخط الذي وضعه القانون الفرنسي لعام 1905 بين الدين والدولة.

ورأى الكاتب، في مقال بصحيفة ذى غارديان (The Guardian) البريطانية، أن الرئيس الفرنسي يسعى لحل المشاكل الاجتماعية التي تعاني منها بلاده، لكنه لن يتمكن من تحقيق ذلك من خلال ما سماه محاولة إصلاح الإسلام.

وأشار إلى أن خطاب ماكرون العدائي الأخير عن الإسلام يمحو أي اعتقاد بحسن النية كان قد حصل عليه عندما اعترف في خطاب سابق بمسؤولية فرنسا عن اختلاق المعضلة التي تعاني منها منذ عقود، حيث قال "لقد بنينا نزعتنا الانفصالية بأنفسنا في أحيائنا، أنشأنا أحياء الضواحي، بنية حسنة في البداية، لكننا سمحنا لذلك بأن يحدث.. ركزنا البؤس والصعوبات (في تلك الأحياء) ونحن ندرك ذلك".

ولكن ماكرون عندما قدم مقترحات لمعالجة المشكلة في خطابه الأخير، يقول الكاتب، اختار التقليل من مسؤولية فرنسا عن خلقها، ربما لأنه عدل عن نهج طموح كان قد دعا إليه ذات مرة، حيث كان قد كلف السياسي جان لوي بورلو، في وقت مبكر من رئاسته، بالنظر في مشاكل أحياء الضواحي. ولكنه لم يعمل بما جاء في التقرير الذي قدم له عام 2018.

بيد أن الرئيس الفرنسي أقر -في إيجاز- بعنصر رئيسي في تقرير بورلو، حيث اعترف بأن هناك حاجة إلى "تغيير جذري" في نظام الإسكان الاجتماعي.

وأشار الكاتب إلى تناقض ماكرون عندما حاول بخطابه الأخير وضع مسألة النضال ضد الإسلام "الراديكالي" في سياقها العالمي، ولكن فقط ليلقي بالمسؤولية على "الطرف" الإسلامي، واصفا الإسلام بأنه "دين في أزمة". ورد منشأ تلك المشكلة إلى "التوترات بين الأصولية، بين المشاريع الدينية حقا وتلك السياسية" غاضا الطرف عن التاريخ الطويل للنزاع بين العالمين الإسلامي والغربي.

وقال أيضا إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كان صريحا في خطابه "اللاذع" الأخير ضد نظيره الفرنسي، عندما قال "ماكرون يحتاج إلى علاج نفسي".

تصريح أردوغان جاء ردا على إعلان ماكرون عن سلسلة من الإجراءات تهدف إلى إصلاح ممارسة الإسلام في فرنسا، وإنهاء ما سماه "الانفصالية الإسلامية" وهو ما يؤكد لأردوغان أن الرئيس الفرنسي لديه "مشكلة مع الإسلام" وفقا للمقال.

المصدر : غارديان