فرنسا.. ماكرون "مصدوم جدا" من صور ضرب أفراد الشرطة رجلا أسود البشرة
قالت الرئاسة الفرنسية اليوم إن الرئيس إيمانويل ماكرون "مصدوم جدا" من الصور التي أظهرت عناصر من شرطة باريس وهم يضربون ويسبون منتجا موسيقيا أسود البشرة، وأثارت الحادثة -التي وقعت السبت الماضي- جدلا كبيرا في فرنسا.
وذكر مصدر في الحكومة الفرنسية أن الرئيس ماكرون أجرى أمس الخميس محادثات مع وزير الداخلية جيرالد دارمانان للدعوة لمعاقبة عناصر الشرطة الذين تورطوا في ضرب المنتج الموسيقي ميشال زيلكر، وقال وزير الداخلية الفرنسي في تصريح تلفزيوني أمس إنه سيعاقب أفراد الشرطة في حال تأكدت مزاعم اعتدائهم قولا وفعلا على زيلكر، وصدرت إدانة قضائية ضدهم.
وأوقفت السلطات 4 عناصر من الشرطة عن العمل للاشتباه في تورطهم في ضرب زيلكر في الحادثة التي صورتها كاميرات المراقبة وكاميرا تليفون محمول.
DOCUMENT: la séquence intégrale des 13 minutes de l'agression policière contre un producteur de musique parisien. Attention: images difficiles de violences et d'insultes racistes. pic.twitter.com/37EbfgID2T
— Loopsider (@Loopsidernews) November 26, 2020
وظهر زيلكر في اللقطات -التي نشرها موقع مجلة "لوبسايدر" (Loopsider)- وهو يتعرض للضرب على يد الشرطة عند مدخل أستوديو للموسيقى في الحي 17 في باريس، وأفاد الضحية -الذي تقدم بشكوى إلى المقر الرئيسي للمفتش العام للشرطة الوطنية- بأنهم "قالوا لي مرات عدة: زنجي قذر، وهم يوجهون اللكمات لي".
حيثيات الواقعة
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محضر الواقعة أن 3 أفراد من شرطة باريس تدخلوا السبت الماضي لمحاولة اعتقال زيلكر لأنه لم يكن يضع كمامة تطبيقا لإجراءات مواجهة جائحة فيروس كورونا، وقالوا "بينما كنا نحاول اعتراضه جرّنا بالقوة إلى المبنى". وفي لقطات كاميرات المراقبة من الأستوديو يظهر أفراد الشرطة وهم يدخلون الأستوديو، ويمسكون الرجل ثم يلكمونه أو يركلونه أو يضربونه بهراوة.
وأفاد المشتكي بأنه كان يمشي في الشارع من دون كمامة، وعندما رأى سيارة شرطة دخل إلى الأستوديو القريب لتجنب الغرامة، لكن الشرطة تعقبته إلى الداخل، وشرعت في ضربه والتعدي عليه بعبارات عنصرية.
ويشاهد في اللقطات المنتج الموسيقي وهو يقاوم توقيفه، ثم يحاول حماية وجهه وجسده. واستغرقت اللقطة 5 دقائق، وحاولت الشرطة فتح باب الأستوديو بالقوة، وألقى شرطي رابع عبوة غاز مدمع داخله.
تعرض ميشيل، للضرب على أيدي ثلاثة ضباط شرطة يوم السبت الماضي في باريس. ثم اتهموه زوراً بالرغبة في انتزاع أسلحتهم وبالتمرد.
لكن الشرطة لم تكن على علم بشيء واحد: تم تصوير كل شيء.#عنف_الشرطة_الفرنسية #ViolencesPolicieres هو الثاني على التغريد في فرنسا#مقاطعه_المنتجات_الفرنسيه30 https://t.co/uicdtrx0R6— أحمد القاري (@ahmed_badda) November 26, 2020
رواية الشرطة
ونقلت مجلة "لوبستر" عن الشرطة قولها إن ميشال -الذي أظهرت الصور إصابته بجروح بليغة في الحادث- كان عنيفا. وقال محامي ميشال زيلكر "لحسن الحظ لدينا هذا المقطع المصور". ووفق الرواية الرسمية لأفراد الشرطة فإن المنتج الموسيقي حاول الاعتداء عليهم، وأشهر سلاحا في وجوههم، وهو ما نفته تسجيلات كاميرات المراقبة.
وأدان سياسيون ورياضيون فرنسيون اعتداء الشرطة على المنتج الموسيقي، وقالوا إنه لولا تصوير الحادثة لم عرف الجميع ما وقع، وقال نجم كرة القدم كيليان مبابي إنه "مقطع فيديو لا يُحتمل"، و"عنف غير مقبول". وصرح زميله أنطوان غريزمان بالقول "أحزن لبلدي فرنسا".
ويأتي الحادث في وقت ينظر فيه البرلمان الفرنسي مشروع قانون قوبل بموجة انتقادات واسعة، ومن شأن المشروع أن يحدّ من حق الأشخاص في تصوير رجال الشرطة في مقاطع فيديو، وأقرت الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى للبرلمان) المشروع، وهو الآن معروض على مجلس الشيوخ.