ماهر الأخرس بعد تحرره: الاحتلال لن يكسرنا
"الشعب الفلسطيني لن يُكسر وسيظل صامدا في وجه الاحتلال، فالشعب الفلسطيني كله رجال". تلك كلمات مقتضبة تحدث بها الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس أمام جموع الصحفيين، ملخصا حكاية أسير وعملية أسر استمرت 4 أشهر، وإضرابا عن الطعام عُرف بأنه الأطول الذي يخوضه أسير فلسطيني.
خلال نحو 120 يوما في الاعتقال، أضرب الأسير المحرر ماهر الأخرس 103 أيام عن الطعام، وأعلن ذلك منذ لحظة اعتقاله من داخل منزله، ومضى في قراره عدة أسابيع داخل المعتقل، قبل أن تنقله سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى مستشفى كابلان داخل الخط الأخضر، بعد عجزها عن ردعه بكل وسائل الترغيب والترهيب لإنهاء إضرابه.
من هناك، ومن داخل غرفة العناية الفائقة في مستشفى النجاح، تحدث الأسير الأخرس ببعض الكلمات، شكر فيها كل من تضامن معه من الفلسطينيين ومن "أحرار العالم"، ثم استدرك بالحديث عن وضعه الصحي قائلا "أنا الآن لا أقدر على الوقوف أو المشي على قدمي لكن صحتي جيدة".
كلمات هدّأت روع الصحفيين الذين احتشدوا عند مدخل الغرفة، لكنها لم تشف غليلهم؛ فاللقاء سيكون موسعا مساء اليوم وضمن حفل استقبال كبير في منزله في بلدته سيلة الظهر (شمال الضفة الغربية).
فرح رغم الألم
هناك، وعلى يمين الأسير الأخرس، كانت زوجته تغريد (أم إسلام) واقفة ولم تتزحزح من مكانها، تمسك بيده تارة وبالأخرى تمسح على رأسه، فهي لم تفارقه منذ أكثر من شهر حين سمح الاحتلال لها ولعائلته بزيارته بعد تدهور وضعه الصحي.
ولوهلة استطعنا أن نسترق منها بعض كلمات حول حالها الآن وهي تحتضنه في بلده وبين أهله، فقالت "فرحتي لا تقدر بثمن، وشعوري بالانبساط كبير"، وقالت إن الكلام سيكون أوسع هناك في قريته ومنزله.
على السرير الطبي ذاته، ظل الأسير الأخرس من لحظة الإفراج عنه مع شخصيات من فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948 وزوجته وحتى وصوله إلى حاجز جبارة الإسرائيلي قرب مدينة طولكرم، ومن هناك إلى مستشفى النجاح بنابلس.
وفور وصوله المستشفى أجريت العديد من الفحوص الطبية للأسير الأخرس، ووصف نسيبه بلال ذياب وضعه الصحي "بالصعب"، حيث لا يقوى على الحركة والسير على قدميه.
رسالة الأسرى
وقال ذياب -وهو أسير محرر أيضا- للجزيرة نت إنه وفور الانتهاء من حفل الاستقبال الذي سينظم للأسير في بلدته "سيلة الظهر"، وأمام منزله، حيث سيلتقي طفلته "تقى"؛ سيعود غدا لمواصلة علاجه -خاصة العلاج الطبيعي- ليعود للمشي ثانية". وأضاف "هذه العلاجات لن تكون قصيرة، لكنه سيشفى عقبها بإذن الله، فالمرض ناجم في أغلبه عن إضرابه الطويل.
وحول رسالة الأسير الأخرس، تحدث الأسير المحرر بسام ذياب -الذي أضرب عن الطعام خلال اعتقالاته المتكررة- قال إن الرسالة الأهم التي يبعثها الأسير ماهر الأخرس هي دعوته للأسرى الإداريين تحديدا إلى "أن الإضراب المفتوح عن الطعام هو سلاحكم لنيل حريتكم وقهر الاحتلال الإسرائيلي".
وقال ذياب -في تصريحه للجزيرة نت- إن الإضراب الفردي عن الطعام الذي أطلقه "مفجر معركة الأمعاء الخاوية" الشيخ خضر عدنان قبل 8 سنوات، وانتهاء بالأسير ماهر الأخرس؛ دليل على الرفض المطلق "لقرار الاحتلال الجائر" باستمرار اعتقالهم بهذا الشكل، وهو وسيلة كل أسير يريد حريته.
وأكد أن كلمة الأسرى اليوم ستتركز على استغلال الاحتلال وباء فيروس كورونا، واستخدامه "لقتل الأسرى"، لا سيما الأسرى المرضى كما هي حال كمال أبو وعر، الذي استشهد قبل نحو أسبوعين في سجون الاحتلال، "وهذا يتطلب من الأسرى أن يناضلوا بأمعائهم الخاوية للانتصار على عدوهم".