مساع دولية حثيثة لحل نزاع تيغراي.. الحكومة تعلن استسلام مقاتلين وتحذر من التدخل الخارجي

قوات من الجيش الإثيوبي خلال عمليات عسكرية سابقة (رويترز)

أعلنت الحكومة الإثيوبية استسلام عدد كبير من قوات "جبهة تيغراي" تجاوبا مع المهلة التي تنتهي مساء اليوم. وفيما تتواصل الجهود الدولية أوروبيا وأمميا لحل النزاع، طالب رئيس الوزراء آبي أحمد المجتمع الدولي بالامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده.

وقال بيان صادر عن لجنة الطوارئ التابعة للحكومة إن عددا كبيرا مما سماها "مليشيات تيغراي" والقوات الخاصة استسلمت قبل مضي مهلة الـ72 ساعة، التي حددتها الحكومة.

وأضاف البيان أن "المليشيات" سلمت نفسها في منطقة عفار، و"ستستسلم القوات المتبقية بسلام"، وشكرت الحكومة قوات جبهة تيغراي و"المليشيات" التي استجابت للمهلة.

وطالبت الحكومة "المليشيات" التي ما زالت تحت سيطرة الجبهة وغير قادرين على الاستسلام، "بنزع سلاحهم أينما كانوا، والامتناع عن استغلالهم من الجبهة إلى أن يتم إنقاذهم من قوات الدفاع الوطني".

ميدانيا تشهد جبهة القتال حول مدينة ميكيلي حاضرة الإقليم هدوءا حذرا، بينما تتواصل المعارك في جبهات أخرى، حيث يقول الجيش الإثيوبي إنه يحرز تقدما فيها، وهو ما تنفيه جبهة تيغراي.

آبي أحمد يحذر

في هذه الأثناء، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إنه ينبغي على المجتمع الدولي الامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية الإثيوبية حتى تقوم السلطات الإثيوبية بطلب المساعدة في عملية إنفاذ القانون، التي تجري في إقليم تيغراي.

وقال آبي أحمد -في بيان على صفحته في تويتر- إنه منذ ما يقرب من 3 سنوات حتى الآن، "نظمت جبهة تيغراي سلسلة من الهجمات العنيفة ضد الأقليات العرقية والدينية في أجزاء مختلفة من البلاد".

وأكد البيان رفض أي تدخل في الشؤون الداخلية لإثيوبيا، واحترام المبادئ الأساسية لعدم التدخل بموجب القانون الدولي.

اجتماع أممي

وكان مجلس الأمن الدولي عقد، أمس، أول اجتماع له حول الوضع في تيغراي بدون التمكن من الاتفاق على بيان بشأن النزاع.

وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن الاتحاد الأفريقي يتصدر الجهود الدولية الرامية لحل هذه الأزمة، وأن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يدعم هذه المقاربة.

كما كان مجلس الأمن قرر الإبقاء على اجتماعه هذا بعدما أصر أعضاؤه الأوروبيون على عقده، رغم طلب الدول الأفريقية إلغاء الجلسة لمنح الوساطة الأفريقية مزيدا من الوقت.

وكانت جنوب أفريقيا والنيجر وتونس وسانت فنسنت وغرينادين، التي طلبت عقد هذا الاجتماع المغلق، "سحبت طلبها لأن الموفدين (الأفارقة) الذين تم اختيارهم لم يتوجهوا بعد إلى إثيوبيا".

وكان الاتحاد الأفريقي أعلن أنه تم اختيار 3 رؤساء سابقين موفدين خاصين إلى إثيوبيا في محاولة وساطة بين طرفي النزاع.

من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الصراع في تغراي يزعزع استقرار شرق أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي على نحو خطير، مطالبا بضرورة وقف الأعمال القتالية.

وأضاف بوريل في وقت متأخر أمس الثلاثاء بعدما تحدث مع وزير الخارجية الإثيوبي "عبرت عن قلقي البالغ بشأن العنف المتزايد على أساس عرقي والعدد الكبير من الضحايا وانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي".

المصدر : الجزيرة