لاكروا: ما هي مخاطر الانسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان؟

Canadian soldiers prepare to leave Kandahar military base in southern Afghanistan on July 17, 2011 as Canada ends its combat mission in Afghanistan.  Canada ended its nine-year combat mission in Afghanistan on July 7, closing the curtain after the deaths of 157 troops and signalling the start of further American and
مئات من جنود القوات الأميركية سينسحبون من أفغانستان بحلول منتصف يناير/كانون الثاني 2021 (الفرنسية)

قالت صحيفة لاكروا (La Croix) الفرنسية إن حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) يرى في إعلان الولايات المتحدة سحب حوالي ألفي جندي من أفغانستان بحلول منتصف يناير/كانون الثاني 2021 خطرا كبيرا، ويعتبر أن في ذلك "مخاطرة بأن تصبح البلاد مرة أخرى قاعدة للإرهابيين الدوليين".

وتساءلت الصحيفة: لماذا يشعر الناتو بالقلق من رحيل أميركي متسرع من أفغانستان؟ لترد على لسان الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بأن "أفغانستان معرضة لخطر أن تصبح مرة أخرى قاعدة للإرهابيين الدوليين الذين يخططون وينظمون الهجمات في بلادنا، ويمكن لداعش (تنظيم الدولة الإسلامية) إعادة بناء الخلافة الإرهابية في أفغانستان بعد أن فقدها في سوريا والعراق".

ومع الانسحاب الأميركي الذي كان مبدئيا متوقعا في أبريل/نيسان 2021 بموجب اتفاقيات السلام التي تم التفاوض عليها مع طالبان فإن قوات الناتو ستجد نفسها ضعيفة إلى حد كبير، إلا أن وزير الدفاع الأميركي الجديد كريستوفر ميلر طمأن الناتو قائلا "ذهبنا إلى هناك معا، وتغيرنا معا، وعندما يحين الوقت سنذهب معا".

وفي انتظار الانتقال السياسي المحتمل في أفغانستان، يقول كريم باكزاد الباحث المساعد في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية (إيريس) إن "الأميركيين عندما يغادرون ستترك الحكومة في كابل وحيدة في مواجهة طالبان، لأن ما يبقى من قوات الناتو سيكون هشا للغاية".

ورغم أن مفاوضات السلام بين طالبان وحكومة كابل بدأت في منتصف سبتمبر/أيلول فإنها توقفت وتصاعد التوتر في الأسابيع الأخيرة وتتالت الهجمات، في تصعيد من قبل حركة طالبان للضغط على رئيس المجلس الأفغاني الأعلى للمصالحة عبد الله عبد الله من أجل أن يكون الاتفاق الموقع مع الولايات المتحدة أساسا للمفاوضات.

علامة فشل

وفي هذا السياق، جددت الولايات المتحدة دعمها للرئيس الأفغاني أشرف غني، مؤكدة أن "الحل هو التفاوض على تقاسم السلطة أو نوع من الاتفاق يمكن بموجبه لطالبان والشعب الأفغاني أن يعيشا جنبا إلى جنب بسلام".

غير أن "ما تخشاه أوروبا وفرنسا على وجه الخصوص -حسب كريم باكزاد- هو ألا تتم تسوية أي شيء في أفغانستان"، وهو ما يعني أن الصراع الداخلي بين طالبان والقوات الحكومية ومقاتلي تنظيم الدولة يتم تصديره، لتصبح أفغانستان أرضا خصبة جديدة للإرهابيين المدربين على تنفيذ هجمات على الأراضي الأوروبية.

وخلصت الصحيفة إلى أن وصول طالبان للسلطة سيكون علامة على فشل محادثات السلام التي دافع عنها الأوروبيون، وعودة الأصولية في البلاد، وإن كان باكزاد يشك في أن طالبان ستدعم المنظمات الإرهابية، لأنها -وإن كانت حسب رأيه أصولية- حركة قومية تسعى للسلطة في أفغانستان، ولا تحب تنظيم الدولة ولا القاعدة لأنهما كانا سبب فقدانها السلطة.

المصدر : لاكروا