برلمان إثيوبيا يرفض التفاوض مع جبهة تحرير تيغراي وأوغندا تسعى للوساطة بين طرفي الصراع

رفض المجلس الفدرالي الإثيوبي اليوم التفاوض مع الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، ونفت الحكومة الإثيوبية عقد أي لقاء مع الجبهة، التي دخلت منذ أيام في مواجهات مع الجيش الإثيوبي، في حين يتجه رئيس أوغندا يوري موسيفيني لإطلاق وساطة بين الطرفين لتسوية الصراع.

وقال المجلس الفدرالي -وهو الغرفة الثانية للبرلمان الإثيوبي- إن التفاوض مع الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي خرق للدستور. ونفت لجنة الطوارئ التابعة لحكومة أديس أبابا عقد أي لقاء مع الجبهة، وقالت إن الأخبار التي نُشرت عن لقاء مرتقب بين الحكومة وجبهة تحرير تيغراي في أوغندا لا أساس لها من الصحة.

وأكدت اللجنة أن الحكومة ملتزمة بفرض سيادة القانون في إقليم تيغراي وفقا للإجراءات التي اتخذتها، وطالبت اللجنة المؤسسات الإعلامية بالتحري والتأكد من المعلومات التي تنشرها.

وأعلن الجيش الإثيوبي سيطرته على مدينة ألاماتا في إقليم تيغراي، الواقع على الحدود مع السودان وإريتريا (شمالي البلاد)، وقالت قوة المهام الطارئة الحكومية في وقت متأخر أمس الأحد إن قادة جبهة تحرير تيغراي أخذوا معهم 10 آلاف سجين من مدينة ألاماتا أثناء فرارهم منها.

وقال رئيس الوزراء آبي أحمد إن بلاده قادرة بمفردها على تحقيق أهدافها العسكرية في تيغراي.

وتمكنت كاميرا الجزيرة من الوصول إلى أحد خطوط المواجهات، عند المنطقة الواقعة على مشارف مدينة حومرا (غربي الإقليم).

رئيس جبهة تحرير تيغراي دعا الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لإدانة ما وصفه بالاعتداءات الفظيعة للقوات الإثيوبية (الأوروبية)

رواية الجبهة

في المقابل، نقلت وكالة رويترز عن رئيس جبهة تحرير تيغراي دبرصيون جبر ميكائيل دعوته الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لإدانة الاعتداءات الفظيعة للقوات الإثيوبية، حسب تعبيره.

وصرح رئيس الجبهة لوكالة الصحافة الفرنسية بأن القوات الإثيوبية تستخدم مطار العاصمة الإريترية أسمرا في عملياتها ضد الإقليم، مما يجعل المطار هدفا عسكريا مشروعا، وقصفت قوات الجبهة أمس الأول السبت مطار أسمرا بالصواريخ.

واتهم جبر ميكائيل سلطات إريتريا بإرسال دبابات وقوات بالآلاف إلى داخل إقليم تيغراي، غير أن وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح محمد نفى في تصريح لوكالة رويترز الأسبوع الماضي أن تكون بلاده طرفا في الصراع الدائر في الإقليم.

وكانت القوات الإثيوبية بدأت حملتها على قوات الجبهة في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، بعد اتهام قوات الجبهة بمهاجمة القوات الفدرالية المتمركزة في الإقليم، والذي يسكنه نحو 5 ملايين شخص. وتقول حكومة أديس أبابا إن حملتها تهدف إلى تدمير المعدات التي تسيطر عليها قوات جبهة تحرير تيغراي.

واضطر 20 ألف إثيوبي -على الأقل- للفرار إلى السودان جراء المعارك الدائرة في إقليم تيغراي، وفق ما ذكرته الأمم المتحدة أمس الأحد.

وساطة أوغندا

من جانب آخر، أفادت وسائل إعلام في أوغندا -نقلا عن مسؤول أوغندي رفيع المستوى- بأن الرئيس موسيفيني يتجه لإطلاق وساطة بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي. وقال مسؤول أوغندي -طلب عدم ذكر اسمه- لوكالة الصحافة الفرنسية إنه من المرتقب أن يصل إلى أوغندا اليوم ديميكي ميكونين حسن نائب رئيس الوزراء الإثيوبي، الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية، وممثلون عن جبهة تحرير تيغراي، ومن المقرر أن يلتقي الطرفان الرئيس الأوغندي.

يذكر أن جبهة تحرير تيغراي هيمنت على الحياة السياسية في إثيوبيا لنحو 3 عقود، قبل أن يصل آبي أحمد إلى السلطة عام 2018، ليصبح أول رئيس وزراء من عرقية أورومو، وهي الأكبر في البلاد، في حين أن تيغراي هي ثالث أكبر العرقيات.

وانفصلت الجبهة -التي تشكو من تهميش السلطات الفدرالية- عن الائتلاف الحاكم في البلاد، وتحدت آبي أحمد بإجراء انتخابات إقليمية في سبتمبر/أيلول الماضي، واعتبرتها الحكومة الفدرالية غير قانونية، بعد أصدرت قرارا بتأجيل الانتخابات بسبب جائحة فيروس كورونا.

المصدر : الجزيرة + وكالات