الجزيرة نت تحاور أعضاء بجماعة "براود بويز" اليمينية.. ترامب سيحكم حتى 2024 وانتظروا المفاجآت في الأيام القادمة

اعضاء من منظمة براود بويز في ملابس شبه عسكرية
أعضاء من منظمة براود بويز في ملابس شبه عسكرية أثناء مظاهرة مؤيدة لترامب السبت الماضي بواشنطن (الجزيرة)

دون سابق ترتيب، وجد مراسل الجزيرة نت في واشنطن نفسه أمام تجمع يضم العشرات من أعضاء جماعة "براود بويز" (Proud Boys) في قلب العاصمة الأميركية واشنطن مع بدء المظاهرات المؤيدة للرئيس دونالد ترامب.

خارج مدخل أحد الفنادق، حيث نزل الكثير من أعضاء هذه الجماعة الذين شاركوا في مظاهرات السبت الماضي، تجمع ما يقرب من 100 عضو من أعضائها التي صنفتها مؤسسات حقوقية مرموقة -مثل مركز "قانون الفقر الجنوبي" و"رابطة مكافحة التشهير"- بأنها جماعة متطرفة راديكالية تؤمن بتفوق العرق الأبيض، وتنشر الإسلاموفوبيا وكراهية المهاجرين والعداء للشواذ جنسيا.

وتجمع الأعضاء في ما يشبه الصلاة الجماعية، ورددوا خلالاها عبارات تدعم الأخوة بينهم، وتدعو لاتحادهم في مواجهة كل ما يرونه "هجمات منظمة وتشويها متعمدا"، وردد أعضاء الجماعة أثناء قيامهم بتأدية قسم الولاء للجماعة عبارات، منها: "4 سنوات أخرى لترامب"، و"اللعنة على منظمة أنيفا اليسارية"، و"لن نعتذر عن نمو حضارة البيض وقيادة العالم".


تآمر ضد ترامب

لم يمانع أعضاء الجماعة في التقاط صور لهم عن قرب، لكنهم رفضوا ذكر أسمائهم كاملة في حديثهم مع الجزيرة نت.

وقال دينيس -وهو أحد أعضاء المنظمة الذي ارتدى ملابس شبه عسكرية- للجزيرة نت "جئت من ولاية كانساس مع زميلين بالطائرة من أجل المشاركة في دعم الرئيس ترامب في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضده لإخراجه من البيت الأبيض".

وأكد دينيس أنه وجماعته "مستعدون لأي مواجهات مع معارضي ترامب، رغم التزامهم بعدم حمل أسلحتهم النارية انصياعا لقوانين العاصمة واشنطن".

واعتبر دينيس أن هناك "تآمرا لا يتوقف على الرئيس ترامب لتمسكه بعدم الاعتذار عن النجاح الأميركي الذي جعل من هذه البلاد القوة الأولى عالميا، اعتمادا على سكانها البيض ومبادئها المسيحية منذ بدايات القرن 20".

وقال دينيس إن الهجرة إلى الولايات المتحدة "تعمل بلا توقف على تغيير طبيعة بلادنا، وهذا بهدف إضعافنا ولن نسمح بذلك".

ورفض دينيس الإجابة عن سؤال حول إذا كانت جماعته مستعدة لاستخدام القوة من أجل الحفاظ على أميركا التي يأملونها "بيضاء ومسيحية".

أعضاء منزمة براود بويز يؤدون القسم الخاص بهم قبل التظاهر
أعضاء في منظمة "براود بويز" تعهدوا بمفاجآت في الأيام القادمة (الجزيرة)


انتظروا المفاجآت

أما دان -وهو من ولاية واشنطن الواقعة على المحيط الهادي- فاتهم المؤسسات السياسية الأميركية بأنها "تآمرت ولا تزال تتآمر ضد الرئيس ترامب بهدف منع إعادة انتخابه، بعدما فشلت في منع وصوله للبيت الأبيض عام 2016".

وأكد دان إيمان أعضاء المنظمة بأن "تحقيقات التدخل الروسي في الانتخابات ما هي إلا محاولة فاشلة لعرقلة نجاح ترامب"، وأضاف أنه "بعد فشلهم اتجهوا لمحاولة عزله، وبعد فشلهم لم يبق أمامهم إلا تزوير الانتخابات لمنعه من الاستمرار في الحكم".

ولا يرى دان أن وجود حكام ولايات ومشرعين جمهوريين كافيا لمنع تزوير الانتخابات ضد ترامب في الكثير من الولايات، وقال "للديمقراطيين الكثير من الحلفاء في الحزب الجمهوري ممن يشاطرونهم هدف إزاحة ترامب، خاصة بعدما أصبح ملهما لقواعد الناخبين الجمهوريين".

وأكد دان قناعته بأن ترامب سيبقى في البيت الأبيض حتى عام 2024، وقال بطريقة تنم عن التحدي "سترى الكثير من المفاجآت خلال الأيام والأسابيع القادمة، والتي ستقلب النتائج رأسا على عقب".


لا اعتذار 

وتوجهت الجزيرة نت بسؤال لأحد أعضاء الجماعة عن عدم وجود أعضاء من السود الأفارقة أو اللاتينيين أو الآسيويين ضمن جماعتهم.

ورد روبين -الذي جاء من ولاية أوهايو للمشاركة في مسيرة دعم ترامب- "نحن نرحب بالجميع ما دموا يؤمنون بأن نجاح أميركا قام اعتمادا على بناء حضارة بيضاء قادت العالم، وأن ما يجري من سياسة الباب المفتوح لجذب المهاجرين تهدد قوة وعظمة أميركيا".

وتابع "لقد كان الرئيس ترامب أول رئيس يصل للبيت الأبيض معتمدا على أصوات الرجال البيض، لقد استطعنا إيصاله للبيت الأبيض، لأنه يتبنى خطابا قوميا أميركيا، ولا يؤمن بالعولمة الكونية، أميركا مختلفة ويجب أن تبقى كذلك رغم جهود اليساريين الديمقراطيين الليبراليين، التي لا تتوقف لتغيير تركيبة أميركا السكانية"، على حد وصفه.

أما عضو الجماعة "مات" فرفض أي إشارة إلى أن جماعتهم تشجع على التطرف والعنصرية، وصرح بأنه "من حقنا أن نؤمن بتفوق البيض، ومن حق السود أن يؤمنوا بتفوق السود في بلادهم الأفريقية".

ومرت مظاهرات السبت المؤيدة للرئيس ترامب -التي شارك فيها ما يقرب من 25 ألف شخص حسب تقديرات شرطة واشنطن العاصمة- بسلام، غم وقوع بعض أعمال العنف ليلا بين بعض أعضاء جماعتي "براود بويز" و"حياة السود مهمة"، وهو ما استدعى أن تفصل قوات شرطة العاصمة بين أعضاء الجماعتين.

أعضاء جماعة براود بويز المتطرفة في طريقهم لمظاهرة انصار ترامب
أعضاء المنظمة ارتدوا ملابس عسكرية خلال تظاهراتهم المؤيدة لترامب السبت الماضي (الجزيرة)


عن منظمة "براود بويز"

تأسست عام 2016 من قبل الناشط الإعلامي غافن ماكنيس، وذلك من أجل تصحيح المواقف السياسية ومحاربة "الشعور بالذنب الأبيض".

وشارك أعضاء المنظمة في مسيرات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتحول الكثير منها للعنف، بما في ذلك اشتباك عنيف في مسيرة "اتحدوا مع اليمين" في مدينة تشارلوتسفيل بولاية فرجينيا عام 2017، وهي المسيرة التي أسفر عنها مقتل سيدة وإصابة العشرات، ورفض ترامب حينها إدانة المجموعة.

وفي المناظرة الرئاسية الأولى في ٢٩ سبتمبر/أيلول الماضي، وصف فيها المرشح الديمقراطي جو بايدن منافسه ترامب بأنه "عنصري"، وجاءت واحدة من أهم اللحظات عندما سأل محاور المناظرة كريس والاس الرئيس ترامب عما إذا كان على استعداد لإدانة دعاة تفوق العرق الأبيض وجماعات المليشيات.

وبدا ترامب غاضبا وطالب بمعرفة من يطلب منه الإدانة، عندما ذكر والاس جماعة "براود بويز"، وقال ترامب "براود بويز، تراجعوا قليلا، وكونوا مستعدين"، وأشار ترامب في رده إلى ضرورة النظر كذلك إلى منظمة "أنتيفا" اليسارية.

وبعد يومين من المناظرة الرئاسية، أدان ترامب هذه الجماعات خلال حديث له مع شبكة فوكس الإخبارية، بعد أن تعرض لانتقادات واسعة من كبار قادة الحزب الجمهوري.

وقال ترامب -في مقابلة هاتفية مع برنامج شون هانيتي الشهير "إنني أدين حزب "كي كي كي" (KKK) العنصري (Ku Klux Klan)، أنا أدين جميع العنصريين البيض، أنا أدين براود بويز، وأنا لا أعرف الكثير عنهم، لا شيء تقريبا، ولكن أنا أدين ذلك".

المصدر : الجزيرة