فوكوياما يعلق على كتاب جديد للمؤلفة روث بن غيات "الطغاة: من موسوليني إلى اليوم"

من اليمين: أوغوستو بينوشيه، موبوتو سيسي سيكو، فيكتور أوربان، بينيتو موسوليني (المصدر: غيتي، الفرنسية، الأوروبية)

استعرض العالم والمؤلف الأميركي فرانسيس فوكوياما كتابا جديدا للمؤرخة وأستاذة التاريخ بجامعة نيويورك، روث بن غيات، "الطغاة: من موسوليني إلى اليوم".

وقبل تعليقه على الكتاب بصحيفة "نيويورك تايمز" (NEW York Times) كتب فوكوياما أنه منذ انتخابات عام 2016 تكهن مراقبون مثل تيموثي سنايدر وستيفن ليفيتسكي ودانييل زيبلات بأن دونالد ترامب يمكن أن يقوض الديمقراطية الأميركية، وينقل البلاد في اتجاه سلطوي علني.

وأصبح هذا الاحتمال أكثر معقولية على مدار سنوات إدارة ترامب، حيث سعى لتقويض قائمة متزايدة من المؤسسات الأميركية التي اعترضت طريقه، بما في ذلك مجتمع الاستخبارات ومكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة العدل والمحاكم ووسائل الإعلام الرئيسية -التي وصفها بأنها "أعداء الشعب الأميركي"-، وبالطبع نزاهة الانتخابات نفسها.

وعودا إلى بن غيات أشار فوكوياما إلى أنها ساهمت في هذا الباب بكتاب يقارن ترامب بمجموعة واسعة من الدكتاتوريين السابقين، بما في ذلك موسوليني إيطاليا وهتلر ألمانيا النازية وأغوستو بينوشيه تشيلي وفرانسيسكو فرانكو إسبانيا ومعمر القذافي ليبيا وسيلفيو برلسكوني إيطاليا وموبوتو سيسي سيكو الكونغو، وكذلك معاصرين مثل فيكتور أوربان المجر ورودريغو دوتيرتي الفلبين وفلادمير بوتين روسيا وناريندرا مودي الهند وآخرين.

وانتقد فوكوياما الكتاب بأن مؤلفته لا تقدم إطارا مفاهيميا للتمييز بين الأنواع المختلفة من الحكام المستبدين، ولا تقدم سوى نظرة قليلة جدا بشأن دونالد ترامب، وما هو معروف بالفعل على نطاق واسع.

وما يعرضه الكتاب بدلا من ذلك هو سلسلة لا نهاية لها من الحكايات التاريخية حول مجموعة غير متجانسة من القادة السيئين تتراوح بين القوميين المنتخبين ديمقراطيا مثل مودي الهند إلى المتعصبين للإبادة الجماعية مثل هتلر.

منذ انتخابات عام 2016 تكهن مراقبون مثل تيموثي سنايدر وستيفن ليفيتسكي ودانييل زيبلات بأن دونالد ترامب يمكن أن يقوض الديمقراطية الأميركية وينقل البلاد في اتجاه سلطوي علني

وتساءل فوكوياما عن منطق وضعها سيلفيو برلسكوني في فئة معمر القذافي أو صدام حسين نفسها، وعلق بأن برلسكوني ربما كان خسيسا ومتلاعبا وفاسدا؛ لكنه لم يقتل المعارضين السياسيين أو يدعم الإرهاب في الخارج، وقد استقال بعد خسارة الانتخابات.

وتشير بن غيات إلى أن العديد من القادة المستبدين وصلوا إلى السلطة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي عبر الانقلابات العسكرية؛ لكن من المرجح جدا أن يتم انتخابهم اليوم. وهنا تساءل فوكوياما: ألن يكون من الجيد معرفة سبب اختفاء الانقلابات إلى حد كبير؟

واعتبر اختيارها للحالات عشوائيا تماما، وضرب مثلا بالحكام اليسارين مثل فيدل كاسترو كوبا أو هوغو شافيز فنزويلا أو الإكوادوري رافائيل كوريا بأنهم لم يرد ذكرهم، ولا النساء مثل إنديرا غاندي.

وتساءل فوكوياما بأنه إذا كنا نركز على الشعبويين في البلدان الديمقراطية، فلماذا ندرج القادة المستبدين، الذين لم يواجهوا انتخابات قط؟ واعتبر أن الإطار التحليلي سيسمح لنا بفهم مدى اختلاف الحكام الأقوياء عن بعضهم البعض، بدلا من تجميعهم في فئة واحدة مبهمة.

ووصف ذلك بأنه أمر سيء للغاية؛ لأن ترامب يستحق فعلا مقارنة أكثر دقة مع القادة الآخرين، ورأى أن هناك بالفعل أوجه تشابه معينة بينه وبين الشعبويين المعاصرين مثل أوربان في المجر وياروسلاف كاتشينسكي في بولندا، باعتبار أنهم جميعا يعتمدون على قاعدة اجتماعية ريفية مماثلة لدعمهم.

ومن ناحية أخرى، هناك اختلافات غير مبررة، منها على سبيل المثال استخدام أوربان ودوتيرتي ونايب بوكيلي من السلفادور جائحة كوفيد-19 لتوسيع السلطة التنفيذية إلى حد كبير، بينما فعل ترامب العكس متخليا عن المسؤولية، ونقل السلطة إلى حكام الولايات.

المصدر : نيويورك تايمز