ناشيونال إنترست: هل يمثل اتفاق قره باغ نهاية للصراع أم بداية فصل جديد؟

جنود أذريون يحتفلون باتفاق السلام الذي يضع حدا للقتال في قره باغ (الأناضول)

قال مايكل روبين، الباحث في "معهد المشروع الأميركي" (the American Enterprise Institute) لأبحاث السياسة العامة، إن اتفاق وقف القتال في إقليم ناغورني قره باغ، الذي وقعته أذريبجان وأرمينيا، الثلاثاء، لا يمثل نهاية للصراع المسلح في الإقليم المتنازع عليه؛ بل يعد بداية فصل جديد من الصراع.

وأشار روبين في مقال نشرته مجلة "ناشيونال إنترست" (National Interest) الأميركية إلى أن الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بوساطة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا يقضي فقط بنشر قوات روسية وتركية على طول الخطوط الأمامية بالمنطقة المتنازع عليها؛ بل يضمن أيضا فتح طريق للنقل عبر الأراضي الأرمنية بين أذربيجان وإقليم ناختشيفان المنفصل جغرافيا عن أذريبجان، وهي  فقرة قال الرئيس الأذري إنه أصر على إضافتها للاتفاق.

وقال الباحث إن الغضب الشعبي الذي أثاره إعلان اتفاق السلام لدى الأرمينيين مفهوم، فالاتفاق يمثل كارثة بالنسبة لأرمينيا، فقد فقدت جزءا كبيرا من جنوب إقليم ناغورني قره باغ والمناطق الإستراتيجية الرئيسية المحيطة بالإقليم المتنازع عليه، وقد لا يُسمح للاجئين الذين فروا من مدينة شوشه، العاصمة الثقافية للإقليم، بالعودة إليها.

مظاهرات غاضبة بالعاصمة الأرمينية يريفان احتجاجا على اتفاق سلام ناغورني قره باغ (غيتي إيميجز)

وانتقد روبين موقف الولايات المتحدة من الصراع، الذي رأى أنها تركت إدارة دفته لروسيا، وقال إن أذربيجان قد تحتفل بالنصر على المدى القصير، فيما تلعق أرمينيا جراحها؛ ولكن على واشنطن أن لا يختلط عليها الهدوء مع السلام.

وقال إن ما يجري الآن يمهد الطريق لفصل جديد في الصراع، وإن جهود إذلال أرمينيا ستؤجج مشاعر المزيد من الحكومات الشعبوية هناك، التي ستنتظر فرصة للانتقام.

وكان رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، قد أعلن في بيان نشره مساء الاثنين أنه وقع اتفاقا مع قادة روسيا وأذربيجان لإنهاء العمليات القتالية الدائرة بين بلاده وأذريبجان منذ 45 يوما، وذلك بداية من الساعة الواحدة من صباح يوم أمس الثلاثاء 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري بالتوقيت المحلي.

ووصف باشينيان قراره إنهاء الحرب بالمؤلم له ولشعبه، وقال إنه لم يكن لديه خيار سوى توقيع الاتفاق، موضحا أنه اتخذ القرار بناء على تقييم القادة الميدانيين للوضع العسكري، واعتقادا بأنه الحل الأفضل للموقف الراهن.

وفور صدور البيان، تجمعت حشود أمام مقر الحكومة في يريفان، للمطالبة باستقالة باشينيان، في حين ردد المحتجون هتافات تصف رئيس الوزراء بالخائن.

صور للمسيرات الاحتفالية في أذربيجان وصور من كاراباخ
جانب من الاحتفالات بتوقيع الاتفاق في أذريبجان (وكالة الأناضول)

وفي خطاب بثه التلفزيون الرسمي، وأعلن فيه انتصار بلاده بعد حرب استمرت بضعة أسابيع، أكد الرئيس الأذري إلهام علييف، مساء الاثنين، 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أنه وقع اتفاقا مع قادة أرمينيا وروسيا يقضي بالوقف النهائي للمعارك التي اندلعت في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، عقب قصف أرميني على منطقة أذرية.

واعتبر أن الاتفاق يعني استسلام أرمينيا وإنهاء سنوات طويلة من الاحتلال، وأن رئيس الوزراء الأرميني اتخذ قرار وقف الحرب تحت وطأة الهزائم، قائلا إن تحرير 300 منطقة سكنية منذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي قصم ظهر الجيش الأرميني.

وأوضح علييف أنه بموجب الاتفاق الثلاثي، الذي وصفه بالحدث التاريخي، ستستعيد أذربيجان 3 محافظات تحتلها أرمينيا في محيط قره باغ، وهي كلبجار بحلول 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وآغدام في موعد أقصاه 20 من الشهر نفسه، ولاتشين حتى الأول من ديسمبر/كانون الأول المقبل.

المصدر : ناشونال إنترست