قره باغ.. أذربيجان تحذر من استخدام قنابل فوسفورية وروسيا ترفض التدخل في الصراع عسكريا

أفادت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان، السبت، بحصولها على معلومات استخبارية تفيد بإحضار أرمينيا كمية كبيرة من القنابل الفوسفورية، إلى منطقة الاشتباكات، من جانبها رفضت موسكو تقديم مساعدات عسكرية ليريفان لأن المعارك لا تشمل الأراضي الأرمينية.

وأوضح البيان أن وحدات الفوج الثالث التابع للفرقة 37 من الفيلق الأول بالجيش الأرميني، في محور مدينة خوجافند غربي أذربيجان، قامت بإحضار كمية كبيرة من القنابل الفوسفورية بحسب معلومات استخبارية أذربيجانية.

وأضاف أن هدف أرمينيا من جلب القنابل إلى المنطقة المذكورة هو استخدامها ضد الجيش الأذربيجاني.

وذكر البيان أن أرمينيا تحاول، منذ الأمس، تمهيد الطريق لاستفزازات مستقبلية، من خلال نشر أخبار كاذبة، مدعية استخدام أذربيجان لقنابل تحتوي على الفوسفور الأبيض. وأكدت الوزارة عدم استخدام جيشها أية أسلحة محظورة في الصراع الجاري.

أرمينيا تتهم

من جهتها قالت أرمينيا إن الجيش الأذري واصل قصف التجمعات السكنية في إقليم ناغورني قره باغ، حيث تابع تقدمه الميداني نحو مدينة شوشه الإستراتيجية.

وحذر رئيس إقليم قره باغ -غير المعترف به دوليا- من أن الجيش الأذري اقترب من شوشه ثاني أكبر مدينة في الإقليم، ودعا المواطنين إلى الدفاع عن مدينتهم وصد هجوم القوات الأذرية.

من جانبه، قال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان إن من المستحيل إنفاذ الهدنة دون آليات تحدد من ينتهك وقف إطلاق النار، محملا باكو مسؤولية انتهاك اتفاقيات وقف إطلاق النار 3 مرات.

الواقع على الأرض

أما الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف فقال إن قواته غيرت الوقائع على الأرض بالإقليم. وفي سلسلة تغريدات على تويتر أضاف علييف أن النزاع في قره باغ متعلق بتحقيق العدالة الوطنية لأذربيجان، وأن تلك الأرض أرض أذربيجانية وقضيتها مسألة حقوقية دولية.

وذكر علييف أن مجموعة مينسك والأمم المتحدة و4 من الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن طالبوا أرمينيا بسحب قواتها من قره باغ. وأشار إلى أن ذلك لم يحدث خلال 27 عاما، والآن تقوم أذربيجان بتطبيق هذا القرار بنفسها على حد تعبيره.

وقال أيضا إن هناك طريقا واحدا لإنهاء الحرب يتمثل في قبول أرمينيا بهزيمتها، والانسحاب مما وصفها بالأراضي الأذربيجانية المحتلة.

حماية المدنيين

وأمس، أعلن عن اتفاق أرمينيا وأذربيجان على عدم استهداف المدنيين في القتال الدائر منذ أكثر من شهر على إقليم ناغورني قره باغ وأودى بحياة المئات.

وأُبرم الاتفاق، الذي لم يصل إلى حد إعلان هدنة رابعة، خلال محادثات في جنيف بين وزيري خارجية البلدين ومبعوثين من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة التي تشارك في رئاسة مجموعة تشكلت للوساطة في الأزمة.

وذكر بيان للدول المشاركة في رئاسة مجموعة مينسك، التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أن أرمينيا وأذربيجان اتفقتا أيضا على تبادل جثث القتلى وتقديم قوائم بالأسرى خلال أسبوع تمهيدا لإجراء عملية تبادل.

ومن جانبها دعت جماعات حقوق الإنسان إلى الكف فورا عن استخدام الأسلحة المحظورة، بعد تأكيد استخدام أرمينيا ذخائر عنقودية في هجوم على مدينة بَرَدعه بأذربيجان.

وبحسب ما أعلنته النيابة العامة الأذربيجانية، فإن الهجمات الأرمينية على مناطق المدنيين أسفرت حتى الآن عن مصرع 91 مدنيا، وإصابة 400 آخرين.

رفض روسي

ورفضت روسيا مجدداً طلباً من أرمينيا بالتدخل العسكري لمساعدتها أمام تقدم الجيش الأذربيجاني في إقليم قره باغ والمناطق المحيطة بها، وأكدت أن الاشتباكات لا تجري في الأراضي الأرمينية.

وأفاد بيان صادر عن الخارجية الروسية، السبت، أن رئيس الوزراء الأرميني بعث رسالة إلى الرئيس فلاديمير بوتين، يدعو فيها  لبدء مشاورات عاجلة بخصوص كيفية تقديم موسكو الدعم لأرمينيا في القتال ضد أذربيجان.

ولفت البيان إلى وجود اتفاقية لـ "الصداقة، والتعاون والدعم المتبادل" مبرمة بين البلدين في 1997، موضحاً أنه "وفقا للاتفاقية فإن روسيا ستقدم الدعم اللازم ليريفان في حال انتقلت الاشتباكات مباشرة إلى أراضي أرمينيا".

وأردف "نكرر دعوتنا العاجلة لأطراف الصراع الدائر في ناغورني قره باغ لوقف إطلاق النار".

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن الرئيس الروسي أن لبلاده مسؤوليات تجاه أرمينيا في إطار منظمة ​معاهدة الأمن الجماعي، إلا أن النزاعات لا تدور على الأراضي الأرمينية.

وأبدت روسيا السبت استعدادها لتوفير المساعدة "الضرورية" لأرمينيا في حال امتدت المعارك إلى الأراضي الأرمينية.

مخافر عسكرية

من جهتها أقامت أذربيجان مخافرعسكرية على حدودها مع إيران في المناطق التي سيطرت عليها في قره باغ.

وبحسب الأناضول، السبت، فإن الجيش الأذربيجاني رفع علم البلاد فوق مخافر حدودية في قرى سلطانلي وهالفلي وخودافرين، وكوملاك، في محافظتي جبرائيل وزينغيلان.

وأعلن الجيش الأذري أن جنودا من حرس الحدود بدؤوا بمهامهم في تلك المخافر.

وفي 22 أكتوبر/تشرين الأول أعلن الرئيس علييف "تحرير كامل الأجزاء المحتلة من الأراضي الأذربيجانية على الحدود مع إيران" والبالغ طولها 132 كيلومترا بعد 27 عاماً من الاحتلال الأرميني لها.

ومنذ بدء أذربيجان المعارك بتاريخ 27 سبتمبر/أيلول الماضي، تمكنت من استعادة السيطرة على 4 مدن و3 بلدات وقرابة 200 قرية، فضلا عن تلال إستراتيجية.

المصدر : الجزيرة + وكالات