القوات الأذرية على بعد كيلومترات من مدينة شوشه الإستراتيجية وتحركات سياسية لإطلاق مفاوضات تنهي الصراع

تقف القوات الأذرية على بعد كيلومترات قليلة من مدينة شوشه الإستراتيجية في ناغورني قره باغ، بينما تنشط التحركات السياسية لمحاولة إطلاق مفاوضات لإنهاء الصراع.

وقال مراسل الجزيرة إن الجيش الأذري أعلن تقدم قواته نحو شوشه، وأصبح على بعد 5 كيلومترات منها.

من جهته، أكد رئيس إقليم قره باغ غير المعترف به أرايك هاروتيونيان، اقتراب المعارك من شوشه ودعا إلى التحرك من أجل الدفاع عن هذه المدينة الإستراتيجية.

وتقع شوشه على بعد نحو 15 كيلومترا من ستيباناكيرت، المدينة الرئيسية في الإقليم، وعلى طريق تربطه بأرمينيا.

من جهتها، نقلت وكالة إنترفاكس عن الجانبين الأذري والأرميني تسليم باكو إلى يريفان جثث 30 عسكريا أرمينيا قتلوا خلال المعارك الدائرة في إقليم قره باغ.

واتهمت أرمينيا الجيش الأذري بقصف مستشفى الولادة في مدينة ستيباناكيرت عاصمة إقليم قره باغ وعدد من الأحياء السكنية في مدينة شوشه، مما أسفر عن قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

واعتبرت وزارة الدفاع الأرمينية الهجوم جريمة وانتهاكا للقانون الإنساني الدولي.

من جانب آخر، قالت وزارة الدفاع الأذرية إن عددا من مواقع الجيش في مناطق متفرقة من الجبهات تعرضت لإطلاق نار من قبل القوات الأرمينية.

وأضافت الوزارة أن القوات الأرمينية قصفت بالمدفعية والصواريخ مواقع مدنية في محاور خوجافيند وفضولي وغوبادلي.

وبثت وزارة الدفاع الأذرية صورا قالت إنها من منطقتي غياسلي وساري ياتاك التابعتين لمدينة غوبادلي التي أعلنت السيطرة عليها سابقا.

ونفت أذربيجان الأنباء التي نشرتها أرمينيا اليوم عن استهداف الطائرات الأذرية مدينة أغدارا.

وأمس الأربعاء، اتهمت أذربيجان أرمينيا بقتل 19 مدنيا في قصف صاروخي استهدف منطقة باردا الأذرية القريبة من خط الجبهة في ناغورني قره باغ.

وهذا الهجوم هو الأكثر دموية الذي يطال مدنيين منذ اندلاع القتال في المنطقة المتنازع عليها قبل شهر.

ونفت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبايان ذلك، وقالت في منشور على فيسبوك "إن بيان وزارة دفاع أذربيجان عن مزاعم باستهداف القوات المسلحة الأرمينية بلدة باردا بصواريخ سميرتش لا أساس له وزائف".

وأدت الاشتباكات الجديدة التي اندلعت بين القوات الأذرية والأرمينية في 27 سبتمبر/أيلول الماضي إلى مقتل أكثر من 100 مدني من الجانبين.

ويتهم الطرفان بعضهما البعض بعدم احترام اتفاقيات وقف إطلاق النار التي توسطت فيها روسيا والولايات المتحدة.

تحركات سياسية

وأفاد مراسل الجزيرة في أنقرة نقلا عن مصادر في الرئاسة التركية بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ناقش في اتصال هاتفي مع نظيره الأذري إلهام علييف التطورات في قره باغ والعلاقات الثنائية.

وأكد أردوغان مواصلة تركيا حكومة وشعبا الوقوف إلى جانب أذربيجان.

كما قدم علييف مباركته لأردوغان بمناسبة عيد ذكرى تأسيس الجمهورية التركية الذي تحتفل به تركيا اليوم.

وعلى صعيد التحركات السياسية أيضا، يجري عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الإيراني محادثات في موسكو تتناول تطورات الأوضاع في الإقليم.

وعلم مراسل الجزيرة في موسكو أن عراقجي سيبحث مع مسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع الروسيتين المقترح الإيراني المتعلق بتسوية النزاع بين أرمينيا وأذربيجان بشأن قره باغ.

ومن المقرر أن يتوجه عراقجي بعد موسكو إلى يريفان وأنقرة لنقل المقترح الإيراني للتسوية في قره باغ إلى القيادتين الأرمينية والتركية.

وكانت أرمينيا أعلنت استعدادها لتنازلات متبادلة "مؤلمة" في قره باغ، كما أبدت أذربيجان استعدادها للتفاوض في موسكو على الرغم من شكوكها.

واتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان -في مقابلة مع الجزيرة- أذربيجان بتقديم معلومات خاطئة لشعبها بأن الحرب ستنتهي بانتصارها، معتبرا أن هذا لن يحصل، وأن أذربيجان ستنغمس في الحرب أكثر ما دامت ترفض إعطاء شعب قره باغ حقه في تقرير مصيره.

من جانبه، أكد الرئيس الأذري إلهام علييف أنه مستعد للتفاوض مع رئيس الوزراء الأرميني في موسكو دون شروط، لكنه يشك في استعداد يريفان لعمل بنّاء لحل نزاع قره باغ.

وأضاف علييف في تصريحات لوكالة إنترفاكس الروسية أن الصيغة التي تناسب بلاده كإطار لتسوية النزاع في الإقليم هي "2+2″، أي أذربيجان وأرمينيا وروسيا وتركيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات