واشنطن بوست: ترامب يجب أن يتوسط في النزاع على سد النيل.. لكنه يشعل حربا

محمد اليماني - ترامب يصافح السيسي خلال إحدى اللقاءات بالبيت الأبيض (رويترز)  - السيسي في البيت الأبيض للمرة الثانية.. ماذا وراء الزيارة العاجلة لترامب؟
ترامب (يمين) يصافح السيسي خلال إحدى اللقاءات بالبيت الأبيض (رويترز)

نبهت صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) إلى تزايد المواجهة المحتدمة، التي دخلت فيها إثيوبيا ومصر والسودان حول سد النهضة، الذي تبنيه أديس أبابا على نهر النيل الأزرق عند المنبع من جيرانها.

وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها، اليوم، على ضرورة أن تساعد الولايات المتحدة في إيجاد حل لهذا النزاع بما أن مصر وإثيوبيا حليفان قديمان لها منذ زمن بعيد ومتلقيان للمساعدات الأميركية، كما أن العلاقات بين واشنطن والخرطوم تتحسن بسرعة.

وانتقدت الصحيفة موقف ترامب بأنه بدلا من ذلك يحرض على الحرب، عندما أعلن الأسبوع الماضي خلال مكالمة هاتفية مع المسؤولين السودانيين أن مصر "سينتهي بها الأمر بتفجير السد.. عليهم أن يفعلوا شيئا".

واستبعدت أن يصغي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى ترامب، الذي وصفت الصحيفة تصريحاته بالمتهورة والجاهلة، وأنها أكدت كيف أهدرت إدارته نفوذ الولايات المتحدة، وتنازلت عن القيادة في أفريقيا وحول العالم بينما نفرت الحلفاء المهمين.

وأشارت الصحيفة إلى أن معظم الخبراء يعتقدون أن الحل ممكن، وهو أنه يجب أن تتفق البلدان الثلاثة على مدى سرعة ملء الخزان خلف السد، وكيفية إدارة إمدادات المياه أثناء فترات الجفاف في المستقبل.

ولكن بدلا من أن يؤدي دور الوسيط النزيه، وقف ترامب إلى جانب السيسي، الذي وصفه بالدكتاتور الوحشي وغير الكفء، الذي يلقي نظامه باللوم على إثيوبيا في نقص المياه، الذي تسببت فيه مصر لنفسها إلى حد كبير. والآن يقترح ترامب خوض مصر حربا مع بلد كان حليفا مهما في محاربة تنظيم القاعدة وتوابعه في شرق أفريقيا.

وختمت واشنطن بوست بأن هناك لحسن الحظ وسطاء آخرون متاحون، حيث يسعى الاتحاد الأفريقي للتوسط في تسوية؛ لكن ترامب صعبها عليه عندما أجج المشاعر القومية في البلدان الثلاثة.

ورأت أنه من الممكن تصحيح العلاقات الأميركية المدمرة مع إثيوبيا، ولكن فقط إذا خسر ترامب الانتخابات الأسبوع المقبل أمام جو بايدن.

المصدر : واشنطن بوست