قبيل الانتخابات المبكرة.. خلافات بين كتل سياسية سنية في العراق

أسامة النجيفي في مؤتمر صحفي - مو اقع التواصل
النجيفي أثناء إعلانه تشكيل التكتل السني الجديد (مو اقع التواصل)

أعلن حزب "المشروع العربي" في العراق تبرؤه من بيان الجبهة العراقية البرلمانية برئاسة أسامة النجيفي، موضحا أن الحزب سيتواصل مع أحزاب وقيادات الجبهة لسحب البيان وإلغاء مقرراته.

وأكد الحزب الذي يتزعمه خميس الخنجر، في بيان "أنه يرفض هذه المقررات لأنه لم يكن طرفا فيها، وطالب بإلغائها وسحب البيان قبل أي خطوة أخرى سيتخذها الحزب".

وكانت الجبهة الجديدة برئاسة النجيفي أصدرت بيانا الأحد -استكمالا لمؤتمرها الذي عقدته الجمعة وأعلنت فيه تأسيسها- قالت فيه إن قيادتها المكونة من جبهة الإنقاذ والتنمية وكتلة المشروع العربي وكتلة الجماهير الوطنية والحزب الإسلامي والكتلة العراقية المستقلة، عقدت اجتماعا الأحد بحث الوضع السياسي والبرلماني.

كما ناقش الاجتماع "التحديات التي تواجه البلد، وما تتطلبه من جهد دؤوب لتفكيك المشاكل والأزمات للوصول إلى حلول من شأنها أن تنسجم مع إرادة العراقيين وتمنحهم الأمل والثقة بالمستقبل، وتؤكد وحدة البلد وتعاضد أبنائه، وأمام حقيقة الأزمات، وشحوب الحلول أو افتقادها، كان لا بد من حركة برلمانية نشطة تراعي وضع الملايين الذين عانوا من الأزمات".

وتشير أوساط سياسية عراقية إلى أن الخلاف بين المشروع العربي والجبهة العراقية يتمحور حول مطالبة "المشروع العربي" بأن تكون إقالة رئيس البرلمان العراقي "محمد الحلبوسي" على رأس أولويات الجبهة، في وقت رفضت فيه قوى سنية أخرى ضمن الجبهة هذا الاشتراط، وأصرت على أن يكون العمل السياسي للجبهة مرنا دون وضع أي شروط مسبقة.

من مواقع التواصل الاجتماعي - زعيم المشروع العربي - خميس الخنجر copy
حزب المشروع العربي بزعامة الخنجر ما زال متحالفا مع الجبهة السنية الجديدة رغم الخلافات (مواقع التواصل)

استمرار التحالف

وكشف مصدر في حزب "المشروع العربي" في العراق أن الحزب ما زال متمسكا بتحالفه مع الجبهة العراقية ومن ضمن الكتل الخمس التي تشكلها، مؤكدا أن البيان ما زال محل شك لأنه لم ينشر على المواقع الرسمية للحزب ولم يتم تبنيه على وسائل الإعلام.

وشدد المصدر على أن هذا التحالف تم بعد الاتفاق على مشروع الجبهة المشكلة حديثا والذي يتمثل بالمطالبة بحقوق المدن المحررة من تنظيم الدولة الإسلامية.

في غضون ذلك، أكد أحمد البصو القيادي في حزب "للعراق متحدون" المنضوية ضمن جبهة الإنقاذ والتنمية بزعامة النجيفي أن الجبهة المشكلة تضم 35 نائبا وتتألف من 5 كتل برلمانية وأن المشروع العربي من ضمنها، مشيرا إلى أن مشروع الجبهة العراقية يتمثل بالمطالبة بحقوق المدن المحررة، إضافة إلى الكشف عن مصير المختطفين عن إعادة النازحين إلى مناطقهم في مدينة جرف الصخر وغيرها من المناطق.

وعن البيان الذي صدر الأحد ونسب للمشروع العربي، أشار البصو إلى اعتقاده بأن جهات غير معروفة بثت البيان في محاولة لتفكيك الجبهة، مبينا في حديثه للجزيرة نت أن الاتفاق بين مختلف الكتل تم الأحد وأعلنت تأسيسها، وأن نائبين برلمانيين عن المشروع العربي وقعا على الاتفاق وهما فارس الفارس وطلال الزوبعي.

ويتزامن الإعلان عن التكتل السياسي الجديد مع الاستعدادات الجارية في البلاد لتنظيم الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها في 6 يونيو/حزيران من العام المقبل.

وحصل السُّنة على 71 مقعدا في البرلمان العراقي من أصل 329 مقعدا في انتخابات 2018، وانضوت غالبية القوى السياسية السنية بداية في تحالف "المحور" الذي ضم 50 برلمانيا، بينما انضم الآخرون لكتل سياسية منفصلة.

لكن خلافات داخلية أدت في مايو/أيار الماضي إلى تشكيل تحالف جديد بزعامة الحلبوسي بواقع 32 برلمانيا، إثر انسحابات شهدها تحالف المحور. والخلاف بين القوى السُّنية يتركز على طريقة إدارة التحالف والتباين في المواقف السياسية على المستوى الداخلي والخارجي.

المصدر : الجزيرة