إهانة وتنمر ذكوري.. عراقيات يهاجمن منح سلف لمن يتزوج ثانية ويتوعدن بالرد

أثار إعلان بنك حكومي عراقي منح سلفة للموظفين الراغبين في الزواج من امرأة ثانية، جدلاً كبيرًا في الشارع العراقي خاصة بين النساء اللاتي هاجمن القرار بشدة، وطالبن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالإسراع في إلغائه.

وقالت رئيسة حركة إرادة مستشارة رئيس الوزراء لشؤون المرأة حنان الفتلاوي في تغريدة على صفحتها بتويتر، إن من المعيب أن يصدر مصرف حكومي مثل هذا القرار، مشيرة إلى أن توضيح البنك الذي صدر لاحقا هو عذر أقبح من ذنب. وشددت الفتلاوي على أن المرأة ليست سلعة للعرض أو للبيع.

مصرف الرشيد يقرر منح سلفة زواج (١٠) مليون دينار للموظف الذي يتزوج للمرة الثانية !!
من المعيب ان يصدر مثل هكذا بيان من مصرف حكومي محترم .. والتوضيح الذي صدر لتبرير البيان هو عذر أقبح من فعل..
المرأة ليست سلعة للعرض او للبيع ..

— د. حنان الفتلاوي (@hanansmohsin) October 21, 2020

من جهتها، اعتبرت لجنة المرأة النيابية أن قرار منح سلفة للزواج بامرأة ثانية هو "إهانة حقيقية للمرأة العراقية"، مبينة أن ذلك يجعلها بضاعة رائجة معلومة الثمن.

وطالبت عضوة اللجنة النائبة ريزان شيخ دلير رئيس الوزراء بالتدخل لإلغاء قرار مصرف الرشيد، وهددت باحتجاجات نسوية ضده، ودعت إلى وقف ما وصفته بالتنمر الذكوري.

واعتبرت في بيان صحفي أن "قرار مصرف الرشيد تخبط إداري -يجعل المرأة العراقية مستهدفة من قبل الحكومة عبر فوضى القرارات غير المدروسة تماما- (كما أنه) انتهاك صارخ لواقعها"، مشددة على ضرورة توجه المصارف الحكومية والخاصة نحو سياسة تشغيل المرأة ودفعها نحو النجاح من خلال القروض التي تنشئ من خلالها المشاريع الصغيرة بدلاً من جعلها بضاعة عبر قرارات مجحفة.

وانتقدت الإعلامية النائبة السابقة سروة عبد الواحد إعلان تسهيلات مالية للزواج الثاني من قبل مصرف حكومي.

وتساءلت سروة في تغريدة على تويتر، عن الإستراتيجية في سُلَف الزواج الثاني، وهل أن الحكومة تعي ما تفعل، إذ إن "عشرات الشباب يحتاجون 10 ملايين للبدء بمشروع صغير، فلماذا لا تفكر الدولة بدعم بناتها وشبابها وإيجاد فرص العمل لهم بدل البحث عن الزواج الثاني وتفكيك الأسر؟!".

ماهي الاستراتيجية في سلف الزواج الثاني ،هل الحكومة تعي ما تفعل عشرات الشباب يحتاجون ١٠ ملايين للبدء بمشروع صغير ،لماذا لا تفكر الدولة بدعم بناتها وشبابها وايجاد الفرص العمل لهم بدل البحث عن الزواج الثاني وتفكيك الاسر …

— Srwa Abdulwahid. سروه عبدالواحد (@srwa_qadir) October 21, 2020

وكتبت الناشطة والمدونة ياسمين المحمدي على حسابها في تويتر: "حكومتنا الرشيدة عود هم توفرون (هل ستوفرون) إمكانية العيش الكريم للعائلة الي راح تتكون (التي ستتكون) من زواج الثانية لو بس (أم) تورطونهم.. ليش ما (لماذا لا) تفكرون بالشباب العزاب وتساعدونهم؟!".

حكومتنا الرشيدة عود هم توفرون إمكانية العيش الكريم للعائلة الي راح تتكون من زواج الثانية لو بس تورطونهم
ليش ما تفكرون بالشباب العزاب وتساعدونهم!!!!!!

🔵 مصرف الرشيد يقرر منح سلفة (10)ملايين زواج للموظف المتزوج للمرة الثانية شرط أن لا يكون قد استفاد من سلفة زواج هو وزوجته الأولى pic.twitter.com/ULCTA6bINh

— ياسمين المحمدي (@Yasm1995ali) October 21, 2020

تفاصيل القرار

وكان مصرف الرشيد العراقي قرر الأربعاء منح سلفة زواج للموظف الحكومي المتزوج للمرة الثانية، واشترط -في بيان- أن منح السلفة تكون للموظف الذي لم يكن قد استفاد من سلفة زواج هو وزوجته الأولى.

وأوضح البيان أن السلفة تُمنح للموظفين كافة، بغض النظر عن التوطين، وبكفالة كفيل، بشرط أن يكون موظفا على الملاك الدائم، وألا تقل خدمته عن سنتين، علما أن مبلغ السلفة 10 ملايين دينار (8400 دولار).

وواجه إعلان المصرف الكثير من الاعتراضات من قبل ناشطين وشخصيات سياسية.

وحاول المصرف توضيح قراره بعد الجدل الكبير الذي أثير بسببه، مصدرا بيانا ثانيا قال فيه إن منح السلفة مشروط بأن يكون الطلب بعد "طلاق أو وفاة" أحد الزوجين.