واشنطن بوست: الولايات المتحدة تتجه نحو أزمة ما بعد الانتخابات.. وهذه 3 طرق لتفاديها

Members and supporters of an all-Black militia group called NFAC hold an armed rally in Louisville
يخشى كثيرون أن تؤدي خسارة ترامب لحدوث صدامات في ظل وجود المليشيات المسلحة (رويترز)

حذرت صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post) -في مقال للكاتب برايان كلاس من أن الولايات المتحدة مقبلة على أزمة بعد انتخابات الرئاسة التي ستجرى في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وقال الكاتب إنه لم يكن يحلم قط بأن تشهد الولايات المتحدة يوما انتخابات مثيرة للجدل كتلك التي تحدث في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.

وأشار إلى أنه ظل طوال العقد الماضي عاكفا على رصد مجريات الانتخابات بأفريقيا وما تثيره من أزمات، وأحيانا أعمال عنف. واستطرد قائلا إنه يرى اليوم ذات المحاذير التي تسبق مرحلة ما بعد الانتخابات في دول أخرى تلوح بوادرها بالولايات المتحدة.

فالرئيس دونالد ترامب -يضيف الكاتب- صرح بجلاء أنه على استعداد لتخريب المؤسسات، وإثارة الفوضى وإساءة استخدام سلطاته إذا كان ذلك سيساعده في البقاء بمنصبه لولاية ثانية.

أخذ القانون باليد

ولطالما ظلت حملة ترامب تدعو "جيشا من أنصارها" لمراقبة سير الانتخابات، وهو ما يجعل جماعات اليمين المتطرف يشعرون بأنهم مطالبون بأخذ الأمور على عواتقهم فيتمادون في تصرفاتهم.

ومن جانب آخر، حث ترامب الكونغرس على ضرورة الموافقة بشكل عاجل على تعيين مرشحته القاضية إيمي باريت في المحكمة العليا حتى يتسنى لها المشاركة في إصدار الأحكام على الطعون القانونية التي تكتنف الانتخابات المقبلة ربما لصالحه، حسب تعبير المقال.

U.S. President Donald Trump holds a campaign rally in Sanford, Florida
الكاتب: مواقف معسكر ترامب ستفاقم خطر حدوث أزمة دستورية عقب الانتخابات وربما تصحبها أعمال عنف سياسي غير مسبوقة بالتاريخ الأميركي الحديث (رويترز)

ثم إن ترامب رفض الالتزام بنقل السلطة سلميا لخلفه في حال خسارته الانتخابات. ومن شأن كل تلك المواقف من جانب معسكر ترامب أن تفاقم من خطر حدوث أزمة دستورية عقب الانتخابات -وربما تصحبها أعمال عنف سياسي- أعظم فداحة من أي أزمة وقعت في التاريخ الأميركي الحديث.

ولحسن الحظ -برأي كاتب المقال- فإنه ما يزال هناك وقت لتفادي حدوث ذلك السيناريو "الخطير". لكن ذلك يستوجب من "الديمقراطيين والصحافة، وما تبقى من جمهوريين أصحاب مبادئ ممن يضعون الدولة قبل مصلحة الحزب" الشروع في توجيه رسائل واضحة ومباشرة.

3 مهام عاجلة

ويؤكد الكاتب أن هناك 3 مهام عاجلة لتجنب حدوث أزمة بعد الانتخابات الأميركية وهي:

• على السياسيين والصحفيين "الذين يتحلون بروح المسؤولية" التواصل مع الجمهور بشكل جيد من أجل تحقيق توافق للآراء يجنب البلاد الخلاف بعد إعلان نتائج الانتخابات.

• يجب على كل أعضاء الحزب الجمهوري البارزين، ممن لا يزالوا يؤمنون بالديمقراطية، الجهر بآرائهم والتشديد على ضرورة أن يتم عد كل الأصوات القانونية بغض النظر عما يقوله الرئيس أو يفعله حول الانتخابات.

ولا ينبغي أن يكون دافعهم في ذلك مصلحة حزبية. ولأن ترامب دأب على شيطنة الديمقراطيين مرارا ونعتهم بأوصاف مثل أنهم "غير أميركيين، خونة" فلابد للجمهوريين من إسماع أصواتهم للناخبين.

وفي حال خسر ترامب الانتخابات ورفض نتائجها أو أطلق حججا واهية وادعاءات زائفة بشأن عمليات فرز الأصوات، على الجمهوريين كالسيناتور ميت رومني ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس- واجب مدني يتطلب منهم الظهور على شاشات القنوات التلفزيونية للتنديد بمثل تلك الأساليب الاستبدادية، على حد قول كاتب المقال الذي يرى أن ذلك من شأنه منع "المتطرفين" من أخذ الأمور بأيديهم.

• على مسؤولي كل ولاية ومسؤولي الانتخابات المحليين تولي زمام الأمور بشفافية.
ويختتم الكاتب بالقول إن الأحداث القادمة معروفة سلفا، فأتباع ترامب من الجمهوريين سوف يوهمون الناخبين "كذبا" بحدوث عمليات احتيال على نطاق واسع، والاستدلال على ذلك بأخطاء صغيرة وروتينية تحدث عادة بالانتخابات. كما أنهم قد يختلقون أكاذيب وقصصا عبر إطلاق حملات دعائية مضللة.

المصدر : واشنطن بوست