أمين المهدي.. وفاة غامضة عقب الاعتقال تثير الشكوك واتهامات للسيسي

المفكر الراحل أمين المهدي
المهدي اعتقل مؤخرا بسبب انتقاده هيمنة الجيش على السلطة (مواقع التواصل)

لم تمر ساعات على وفاة المفكر اليساري المصري أمين المهدي حتى اندفعت الأسئلة بشأن لغز تدهور صحته السريع عقب خروجه من المعتقل، وسط مطالبات حقوقية بالكشف عما تعرض له المهدي في محبسه من ظروف أودت بحياته، كما جرى مع معتقلين سابقين منهم الكاتب الصحفي محمد منير.

وكان المهدي قد اعتقل يوم 8 سبتمبر/أيلول الماضي، وأُفرج عنه نهاية الشهر نفسه في حالة صحية متدهورة استدعت سرعة نقله للمستشفى، ثم وافته المنية قبل يومين بعد فشل محاولات إنقاذه، بحسب مقربين من الراحل.

ولم يقتصر الأمر على الشكوك والتساؤل، حيث اتهم البعض نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي باغتيال المهدي، ونقل مقربون من الراحل ما قالوا إنها كلماته الأخيرة داخل المعتقل، وإنه يشعر بوجود محاولة لاغتياله.

واندلعت على منصات التواصل الاجتماعي اتهامات للنظام بتعمّد قتل المهدي، وتساءل الناشط المقيم بالخارج تقادم الخطيب عن الظروف التي يعيش فيها المعتقلون.

وقال الخطيب "ماذا حدث مع أمين المهدي في السجن؟ وماذا تناول داخل محبسه؟ وكيف ولماذا توقفت كل أجهزة جسده مرة واحدة بعد خروجه بأيام من السجن؟ كثير من الشبهات تدور في عقلي، وأدعو لتشكيل لجنة من نقابة الأطباء حول ذلك".

ووجه الناشط المقيم بالخارج محمد سعد خير الله اتهاما صريحا للنظام بالقتل العمد للمهدي، مستدلا على ذلك بوجود خلل في كل أجهزة جسد الراحل، معربا عن اعتقاده بأنه تعرّض للتسميم.

وقارن الحقوقي هيثم أبو خليل بين المدة الفاصلة بين تاريخ خروج الصحفي محمد منير من المعتقل وتاريخ وفاته، وهي 11 يوما، وهي المدة نفسها الفاصلة بين تاريخ خروج المهدي من المعتقل وتاريخ وفاته، متسائلا "هل هي صدفة أم تصفية للمعارضين؟".

 

 

 

 

وتوالى النعي لأمين المهدي من أصدقائه ومتابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي، واصفين إياه بالجسارة الشديدة، وتسمية الأشياء والأفعال بمسمياتها، ووصم "المجرمين" بما يستحقونه من صفات مشهرا بهم بالاسم.

واعتبر كتاب ومفكرون أنه كان إحدى القامات الداعية للسلام والديمقراطية، مستلهمين من سيرته وأفكاره زادا للاستمرار في النهج نفسه.

 

 

ووضعت زوجة الراحل على صفحتها صورا ومقاطع مصورة للحظات الأخيرة قبل وداعه ودفنه.

وتضمنت الصفحة الشخصية للراحل على فيسبوك نقدا حادا للرئيس عبد الفتاح السيسي، كان آخره انتقاد ما أبرزه إعلام السلطة من صورة للسيسي أثناء حديثه مع إحدى السيدات في الشارع، حيث طلبت منه علاجا لها، وقال المهدي إن السيسي استجاب لها بحنان رئاسي دأبت الأجهزة الرسمية والإعلامية على الإلحاح عليه كصورة ذهنية تريد تصديرها للمصريين عن السيسي، مضيفا في آخر تدويناته أن النظام "فشل في إخراج جيد للمشهد الملفق".

 

 

 

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي