بعد "المعتوه".. كتاب "الخوف" يكشف هستيريا ترامب
يترقب الأميركيون حلول يوم 11 سبتمبر/أيلول الجاري الذي اختاره الكاتب الشهير بوب وودورد -مفجر فضيحة ووترغيت- موعدا لإطلاق كتابه الجديد "الخوف"، الذي يعرض لتفاصيل التوتر داخل البيت الأبيض في ظل رئاسة دونالد ترامب التي بدأت قبل 20 شهرا.
وفي مقتطفات من الكتاب نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" يصف وودورد البيت الأبيض في ظل رئاسة دونالد ترامب بأنه غارق في "انهيار عصبي" دائم، حيث يسعى الموظفون باستمرار للسيطرة على زعيم "يمكن أن يتسبب جنون الارتياب لديه وغضبه بشل العمل لأيام".
ويقول الكتاب إن ترامب أبلغ وزير دفاعه جيمس ماتيس هاتفيا أنه يريد اغتيال رئيس النظام السوري بشار الأسد بعد الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون بريف إدلب يوم 4 إبريل/نيسان 2017.
ويضيف أنه بعد إغلاق الهاتف، قال ماتيس لأحد كبار مساعديه "لن نفعل أيا من ذلك، وسنكون أكثر توازنا". وبعد ذلك أعد فريق الأمن القومي للرئيس خطة لتنفيذ غارة جوية تقليدية أمر بها ترامب في نهاية المطاف، ثم كتب في تغريدة على حسابه بموقع تويتر غداة الهجوم العسكري على الأهداف السورية المهمة "أنجزت".
وفي حادثة أخرى يوردها الكتاب، سأل ترامب مستشاره للأمن القومي في 19 يناير/كانون الثاني الماضي عن سبب احتفاظ الولايات المتحدة بوجود عسكري مكلف في شبه الجزيرة الكورية، وشعر وزير الدفاع ماتيس بضرورة أن يبلغه بأننا "نفعل ذلك من أجل منع حرب عالمية ثالثة".
ويعطي الكتاب مثالا آخر نقلا عن غاري كوهين الذي كان كبير المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض وذهب بعيدا العام الماضي إلى درجة سحب أمر رئاسي عن مكتب الرئيس كان في حال توقيعه سيلغي الاتفاقية التجارية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
الطفل الأحمق
كما ينقل أيضا عن ماتيس عقب أحد اجتماعاته بترامب قوله لرفاقه "إن درجة الفهم لدى ترامب موازية لتلميذ في الصف الخامس أو السادس، أي طفل في العاشرة أو الحادية عشرة من عمره".
أما كبير موظفي البيت الأبيض الجنرال جون كيلي فكان يفقد أعصابه في أحيان كثيرة -حسب الكتاب- وقال لزملائه إنه يعتبر ترامب "معتوها" و"أحمق" و "غير متزن عقليا"، مضيفا أنه "من غير المجدي محاولة إقناعه بأي شيء. لقد انحرف عن الطريق، نحن في عالم مجنون ولا أعرف حتى لماذا نحن هنا. إنها أسوأ وظيفة تقلدتها".
وفي كتابه المرتقب استند ودورد -الذي لا يذكر مصادره بالاسم- إلى المقابلات ومذكرات الاجتماعات والمذكرات الشخصية والوثائق الحكومية، حيث لديه علاقات مع العديد من العاملين داخل البيت الأبيض، و يقول إن بعض وزراء ترامب ومسؤوليه الكبار يكنون ازدراء عميقا للرئيس.
وكان مؤلف الكتاب الذي اشتهر بعد كشفه مع كارل برنستين فضيحة ووترغيت التي أدت إلى استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون، نشر سابقا كتبا قوية ومحرجة عن الرئيسين جورج بوش وباراك أوباما.
وفي إطار ردود الفعل الأولية على المقتطفات التي نشرت من الكتاب، غرد ترامب على تويتر قائلا إن الاقتباسات الواردة والمنسوبة إلى وزير الدفاع جيمس ماتيس وكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي وآخرين هي "حيل مختلقة، خداع للجمهور".
أما ماتيس فاعتبر الكتاب "صنفا فريدا من أعمال واشنطن الأدبية" وقال بشأن كلمات الازدراء من ترامب التي نسبت إليه "لم أنطقها قط أو تُنطق في وجودي".
من جانبها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن الكتاب ليس سوى "قصص مختلقة، الكثير منها أدلى بها موظفون سابقون ساخطون، بهدف إظهار الرئيس في صورة سيئة"، كما شككت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نكي هيلي في الرواية الخاصة بالأسد.
وكتاب "الخوف" لوودورد هو الثاني الذي يصدر عن ترامب خلال أقل من شهر، بعد كتاب "المعتوه.. مشاهدة من بيت ترامب الأبيض" الذي ألفته أوماروسا مانيغولت نيومان المساعدة السابق بالبيت الأبيض.
وتناول كتاب نيومان تفاصيل تجربتها أثناء عملها لمدة عام مع ترامب، وحل في المركز الثاني على قائمة أعلى الكتب مبيعا في الولايات المتحدة بعد صدوره منتصف أغسطس/آب الماضي وتخطت مبيعاته 33 ألف نسخة.