طلاب أميركيون يتظاهرون ضد العنصرية
تظاهر مئات الطلاب من جامعة فيرجينيا بمدينة "شارلوتسفيل" الأميركية مطالبين بإنهاء العنصرية، وذلك لمرور عام على صدامات شهدتها المدينة بين متظاهرين من "النازيين الجدد"، المؤيدين لتفوق البيض، وآخرين مناهضين للعنصرية.
وكانت بلدية شارلوتسفيل رفضت طلبا من منظمة "يونايت ذي رايت" اليمينية المتطرفة بتنظيم مظاهرة في المدينة، منعا لتكرار أحداث العنف التي اندلعت العام الماضي، في حين تمكن مؤيدو النازيين الجدد من التظاهر أمام البيت الأبيض، في واشنطن، وسط انتشار أمني كثيف.
من جهة أخرى نددت إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأميركي ومستشارته، بالعنصرية والكراهية، وذلك في ذكرى الأحداث الدامية التي وقعت خلال تجمع اليمين المتشدد في مدينة شارلوتسفيل، بولاية فرجينيا الأميركية.
وفي تغريدات على حسابها في "تويتر"، قالت إيفانكا إن ما جرى العام الماضي في شارلوتسفيل كان استعراضا قبيحا للكراهية والعنصرية والتعصب والعنف.
وأضافت أنه في وقت يتمتع فيه الأميركيون بنعمة العيش في بلد يحمي حرية التعبير، وتنوع الآراء، لا مكان لنظرية تفوق العرق الأبيض، والعنصرية، والنازيين الجدد، حسب قولها.
وبعد خروج مظاهرة للاحتجاج على خطة للبلدية لإزالة تمثال لروبرت لي، الجنرال الذي يرمز إلى الاتحاد الكونفدرالي، وقعت صدامات العام الماضي بين متظاهرين يؤمنون بتفوق العرق الأبيض وآخرين مناهضين للعنصرية.
دعس المتظاهرين
ودعس أحد المتظاهرين المؤيدين للنازيين الجدد حينذاك بسيارته حشدا من المتظاهرين ضد العنصرية، مما أدى إلى مقتل امرأة في الثانية والثلاثين من العمر وجرح 19 شخصا آخرين.
وقالت رئيسة بلدية واشنطن مورييل باوسر "نعرف أن الناس سيأتون إلى واشنطن الأحد بهدف وحيد هو بث كراهيتهم"، لكنها أكدت أن الأمر لا يتعلق بمنع الحدث لأن التعديل الأول للدستور يحمي حرية التعبير.
وفي مقابلة مع الإذاعة العامة "أن بي آر" الجمعة، أكد منظم التظاهرة السابقة جيسن كيسلر أنه يأمل أن يجري تجمع الأحد "بهدوء".
وأضاف أنه يأمل أن تجرى مناقشات أو مناظرات مع ممثلي حركة "حياة السود تهم" المناهضة للعنف ضد السود أو الحركات المناهضة للفاشية، "لأنني أعتقد أنه علينا إجراء هذا الحوار".
من جهته، أكد ترامب السبت إدانته كافة أشكال العنصرية، وكتب في تغريده أن "أعمال الشغب في شارلوتسفيل تسببت بموت لا معنى له وانقسامات".
تعرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي لانتقادات شديدة لأنه لم يدن بشكل واضح مظاهرات النازيين الجدد بعد أحداث أغسطس/آب 2017. |
عنصرية ترامب
وتعرض ترامب العام الماضي لانتقادات شديدة لأنه لم يدن بشكل واضح مظاهرات النازيين الجدد بعد أحداث أغسطس/آب 2017.
ويأخذ مراقبون على الرئيس تشجيعه خلال حملته ومنذ فوزه في الانتخابات، ظهور خطاب متطرف مؤيد للبيض.
ورغم أنه لن تكون هناك أي مظاهرة في شارلوتسفيل، اتخذت السلطات إجراءات أمنية مشددة في المدينة لتجنب الانفلات الذي حدث خلال الصدامات في 12 أغسطس/آب 2017.
وكان حاكم ولاية فيرجينيا رالف نورثام أعلن حالة الطوارئ وأمر بوضع حواجز إسمنتية وسيارات عند مداخل حي المشاة في وسط مدينة شارلوتسفيل، حيث وقعت حوادث العام الماضي، مع الإبقاء على مدخلين فقط للشارع.
وانتهت المسيرة دون وقوع اشتباكات، إذ حث منظموها الحشود على الابتعاد والتوجه خارج حرم الجامعة. وقاد أفراد الشرطة الذين بدا أنهم يتجنبون المواجهات دراجات قبل المسيرة لوقف حركة المرور لها.