إسلاميو باكستان.. تنصرهم الميادين وتخذلهم الصناديق

براء هلال-إسلام آباد
ويُرجع الناطق باسم الجماعة الإسلامية عبد الغفار عزيز السبب في تراجع الإسلاميين إلى التزوير "الفاضح" الذي تم قبل الانتخابات وأثناءها حيث أُجبر عدد كبير من المرشحين على الانشقاق والانضمام لحزب الإنصاف من قبل "مؤسسات سيادية" لم يسمّها، في إشارة إلى العسكر.
وتحظى الجماعات الدينية باحترام وتأييد كبيرين لدى الشعب الباكستاني المتدين بطبعه، وتستطيع أن تحشد أعدادا غفيرة لنصرة للقضايا الإسلامية الكبيرة، لكن لم تستطع أن تجمع الناس خلفها في القضايا الداخلية.
ولذلك يرى جمعة أن أحزاب الإسلام السياسي في باكستان لم تستطع أن تستوعب أولويات المواطن الباكستاني، فهو يصوت للخطاب الذي يلامس حياته اليومية ويعالج مشاكله ولا تكفيه الخطب الدينية الرنانة.
توحيد الطوائف
وقد حاول مجلس العمل المتحد هذه المرة أن يظهر بصورة أكثر انفتاحا وتسامحا ونبذا للطائفية عبر توحيد جميع الطوائف والمذاهب في جسم واحد، لكن يبدو أن خطته لم تفلح.
ويعلل الناشط السياسي حمزة مؤمن حكيمي بأن العمق الانتخابي لهذه الأحزاب هم خريجو المدارس الدينية الذين يهمهم التوجه والمعتقد أكثر من البرنامج السياسي والاقتصادي للمرشح، فليس من المتوقع أن يصوت ناخب متدين لمرشح من طائفة أخرى حتى ولو كان مرشحا توافقيا للمجلس.
كما يؤكد حكيمي أن المجتمع الباكستاني ليس حديث عهد بالأحزاب الإسلامية، فقد جرب خطابها السياسي الذي يدغدغ العواطف الدينية للناخب على مدى العقود الماضية، ولكن خطابها كان يتعارض دائماً مع الولاءات والتحالفات التي تنشأ بعد الانتخابات.
وعرف عن الأحزاب الدينية خاصة جمعية علماء الإسلام تغيير ولاءاتها وتحالفاتها كلما تغير ميزان القوى، فوقفت الجمعية مع العسكر إبان عهد مشرف ومع اليساريين في حكومة زرداري ومؤخرا مع نواز شريف، في سعي دائم للبقاء في السلطة، دون ابتداع سياسة مستقلة تضمن لها الوصول للحكم برؤية إسلامية ذاتية.
ويبدو أن الناخب في "باكستان الجديدة" وإن كان يحترم الجماعات الدينية سيصوت للخطاب الذي يقنعه بأنه سيحسن أحواله المعيشية أيا كان توجهه الديني.