انتفاضة البصرة.. من مأمنه يؤتى نظام الطائفية1

في أحدث فصل من انتفاضة البصرة، انقطعت خدمة الإنترنت بشكل كامل عن مناطق وسط العراق وجنوبه، بينما تواصلت الاحتجاجات العارمة للمطالبة بتوفير الخدمات وفرص العمل.

وقد أفادت تقارير صحفية بأن الإنترنت توقفت تماما في بغداد ومحافظات وسط البلاد وجنوبها، بينما كانت بطيئة في المحافظات الواقعة شمال غربي البلاد.
وفي حديث للأناضول، قال الناشط باحتجاجات البصرة عفر الدبشان إن الحكومة أوقفت خدمة الإنترنت عمدا، من أجل التشويش على التظاهرات الشعبية وقمع حرية التعبير.

لكنه شدد على أن مثل هذه الخطوات لن تثني المتظاهرين عن المضي قدما لحين الاستجابة لمطالبهم.

وأدى توقف خدمة الإنترنت إلى تعطل عشرات المواقع الإخبارية المحلية، لكن مصدرا في وزارة الاتصالات أكد أن الحكومة لم تتعمد قطعه.

وبدأت الاحتجاجات قبل أسبوع في محافظة البصرة، وامتدت لاحقا إلى المحافظات ذات الأكثرية الشيعية جنوبي البلاد، وهي تطالب بتوفير الخدمات العامة الأساسية من قبيل الماء والكهرباء وفرص العمل ومحاربة الفساد.

Play Video
رعب ببغداد
وقد تخللت الاحتجاجات أعمال عنف ومواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين، مما أوقع ستة قتلى حتى الآن فضلا عن عشرات الجرحى من المتظاهرين وقوات الأمن.

ومن المعروف أن هذه المحافظات لم تكن تشكل خطر جديا على نظام المحاصصة الطائفية القائم في بغداد، نظرا لأنها تمثل عمق قادة الطوائف والمليشيات المتحكمة في العملية السياسية.

لكن الاحتجاجات المتواصلة أرعبت الوسط السياسي في بغداد، حتى اتخذت الحكومة قرارات لاحتوائها وطالب بعض الساسة بتنظيم انتخابات شفافة وتشكيل حكومة إنقاذ لتفادي انزلاق البلد في الفوضى.

وفي محاولة لإطفاء غضب الشارع، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء تخصيص ثلاثة مليارات دولار فورا لمحافظة البصرة من أجل النهوض بالخدمات فيها وإيجاد فرص عمل للعاطلين.

من جانبه دعا إياد علاوي نائب الرئيس العراقي إلى تشكيل حكومة لإنقاذ البلاد وتهدئة الأوضاع وإجراء انتخابات جديدة ونزيهة.

وقال في بيان صحفي "يمر العراق بأزمة لربما هي الأخطر، اشتدت بعد الانتخابات الأخيرة التي شابتها الكثير من الإشكالات والطعون".

ويطالب المتظاهرون الغاضبون بتحسين الواقع المعيشي وحل أزمة البطالة والكهرباء ومحاربة الفساد.

وخلال اجتماعه بالقيادات الأمنية، دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى عدم إطلاق النار على المتظاهرين، وحث على استخدام الوسائل التقليدية لتفريقهم.

لكنه شدد في الوقت ذاته على عدم التهاون في مواجهة أي متظاهر يتصدى للقوات العراقية ويعمل على إخلال الأمن والعبث بالممتلكات العامة والخاصة.

Play Video
خارطة الغضب
وأفاد شهود عيان بأن متظاهرين اثنين قتلا وأصيب عشرات -بينهم أفراد من قوات الأمن العراقية- جراء إطلاق نار على مظاهرة ضمت مئات أمام مبنى مجلس المحافظة في مدينة السماوة مركز محافظة المثنى.

وقال محافظ المثنى سامي الحسناوي إن مدينة السماوة شهدت مظاهرات سلمية واسعة أمس الأحد، لكنها تحولت إلى أعمال شغب طالت عددا من المباني والمؤسسات الحكومية والحزبية.

وأضاف الحسناوي أن المظاهرات أدت إلى إصابة عشرات من أفراد الأمن والمتظاهرين الذين اقتحموا مبنى المحافظة وعددا من مقار الأحزاب.

ولليوم الثامن على التوالي، انطلقت مظاهرات في البصرة احتجاجا على البطالة ونقص الخدمات، وحاول متظاهرون الأحد اقتحام مبنى المحافظة وسط المدينة، لكن الشرطة فرقتهم بقنابل الغاز المدمع.

كما سعى المحتجون لاقتحام حقل الزبير النفطي جنوب غربي البصرة، وأسفر تدخل قوات الأمن عن سقوط جرحى.

وفي محافظة ذي قار وكبرى مدنها الناصرية، قال مسؤول صحي إن مواجهات اندلعت الأحد بين متظاهرين وقوات الشرطة أمام مقر المحافظة، مما أسفر عن سقوط 15 جريحا من المتظاهرين و255 شرطيا.

كذلك تجمع متظاهرون ليلا في كربلاء أمام مجلس المحافظة حيث اندلعت مواجهات مع قوات الأمن أسفرت عن سقوط ثلاثين جريحا، وفق مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.

من جهته، عبر المرجع الأعلى للشيعة في العراق علي السيستاني عن تضامنه مع المحتجين، وقال إنهم يواجهون "نقصا حادا في الخدمات العامة".

المصدر : المجموعة الدولية للأزمات