دفاع المتهمتين بقتل أخي الزعيم الكوري: لا دوافع للجريمة

سامر علاوي-كوالالمبور
أصرت هيئة الدفاع عن المتهمتين بقتل الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية على براءتهما، وهما الإندونيسية سيتي عائشة والفيتنامية دون ثي هوانغ، مؤكدة عدم إثبات هيئة الادعاء الدوافع المشتركة للقتل مع أربعة كوريين شماليين يشتبه فيهم بارتكاب القتل في 13 مارس/آذار 2017.
ورفض محامو الدفاع الربط بين مقتل كيم جونغ نام في مطار كوالالمبور وتصرفات المتهمتين التي سجلتها كاميرات المراقبة، وقالوا إنهما كانتا تعتقدان أنهما تمثلان حلقة تلفزيونية ساخرة.
وقال وكيل المتهمة عائشة للجزيرة نت إن التناقضات التي وردت في تقرير وكيل النيابة تنسف القضية، مثل القول في إحدى المرات إن ملابس المتهمة سلمت في كيس بلاستيكي أسود، ثم القول إنها كانت في كيس شفاف، ووجود آثار غاز الأعصاب "في إكس" عليها، وهي المادة التي استعملت في قتل جونغ نام.
وأضاف المحامي غوي سون سينغ أنه لا يوجد دليل على أن عائشة استعملت المادة أو قامت بتصرف عدواني خلافا لما أظهرته كاميرات المطار عن طلاء وجه الضحية.

فرار الكوريين
واستؤنفت المحاكمة في مدينة شاه عالم الماليزية، وسبق أن اعتقلت المتهمتان بعد مقتل جونغ نام بوقت قصير، في حين يعتقد أن ثلاثة كوريين شماليين فروا من البلاد، كما سمح لدبلوماسي آخر بالمغادرة ضمن صفقة سمح بموجبها بعودة ثلاثة دبلوماسيين ماليزيين من بيونغ يانغ.
واعتبر غوي السماح للمشتبه فيهم بالمغادرة دليلا على أن القضية ميتة، ولا سيما مع وجود أدلة على تدخلات مسؤول التحقيقات الجنائية في سير التحقيق، والتخلي عن استجواب الدبلوماسي الكوري الشمالي المشتبه فيه باعتباره شاهدا على الأقل، معتبرا أن دور الكوريين الأربعة يبقى غامضا ما لم يتم استجوابهم، ومطالبا بتعديل القوانين الماليزية لمحاكمتهم غيابيا.
من ناحيته، طالب هشام تي بو تيك محامي المتهمة الفيتنامية هوانغ (23 عاما) بالإفراج عنها قائلا للصحفيين "لقد انتقدنا بشدة تقرير وكيل النيابة لتجاهله الكوريين الأربعة رغم أنه يقر بتهريب مادة "في إكس" من كوريا الشمالية إلى ماليزيا، وأن تصرفاهم بدت مريبة خلافا لتصرفات المتهمتين التي بدت طبيعية جدا بعد الحادث".

الدفع بالبراءة
ورفضت هوانغ وعائشة الاعتراف بأنهما مذنبتان في استجواب المحكمة لهما في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول، وينتظر أن تسمع المحكمة رد الادعاء الخميس والذي طالب من قبل بإدانة المتهمتين وإنزال عقوبة الإعدام بحقهما، في حين لا يتوقع أن يصدر قرار نهائي قبل شهر من المرافعات المتوقع انتهاؤها في غضون يومين.
وتسبب مقتل جونغ نام بقطيعة بين كوالالمبور وبيونغ يانغ، حيث تبادلتا طرد الدبلوماسيين بعد أن كانت ماليزيا نافذة لكوريا الشمالية على العالم، فهي الوحيدة التي تسمح للرعايا الكوريين الشماليين بالدخول دون تأشيرة، كما احتضنت ماليزيا محادثات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة في التسعينيات وأسفرت عن اتفاق لوقف بيونغ يانغ أنشطتها النووية مقابل حوافز اقتصادية.
وأشار رئيس الوزراء الماليزي الجديد مهاتير محمد إلى إمكانية إعادة العلاقات بين البلدين حتى لو لم يغلق ملف القتل الذي وقع في مطار كوالالمبور، في حين كان جونغ نام يهم بالسفر إلى جزيرة مكاو الصينية حيث يعيش مع أسرته، وقال مهاتير مؤخرا "لا يمكننا قطع العلاقات مع كل دولة تغتال معارضين على أرض دولة أخرى".