الجفاف يهدد موريتانيا بالمجاعة

تقرير عن المجاعة في موريتانيا
بلدية انصفني تعلن المنطقة منكوبة بفعل الجفاف الذي ضربها (الجزيرة نت)
الهيبة الشيخ سيداتي-نواكشوط
أعلن مدير الإدارة الإقليمية بوزارة الداخلية الموريتانية امحمادو ولد اميمو تسجيل 128 حالة إصابة بسوء التغذية 56 منها حالتهم حادة، وذلك في قرية الزرافيات (120 كلم من العاصمة نواكشوط) على الحدود الشرقية مع الجارة مالي.
وجاء حديث المسؤول الحكومي عبر التلفزيون الرسمي بعد ثلاثة أيام من الإعلان عن عشرات الإصابات في القرية التابعة لبلدية عدل بكرو، وإيفاد وزارة الصحة لبعثات صحية للتكفل بالإصابات، وتقديم العلاجات الضرورية للمصابين.
وسجلت حالات الإصابة في ظل تعرض مناطق واسعة من البلاد لموجة جفاف جراء تناقص كميات الأمطار الموسم الماضي، مما أثر على الزراعة، وأدى لهجرة قطعان الأبقار التي كانت تشكل عماد غذاء السكان إلى الأراضي المالية.
ملاك الحيوانات يعجزون عن توفير الأعلاف اللازمة
ملاك الحيوانات يعجزون عن توفير الأعلاف اللازمة

مناطق منكوبة

عمدة بلدية انصفني بولاية الحوض الغربي شرقي البلاد سيداتي ولد ميني أعلن بلديته منطقة منكوبة بفعل الجفاف الذي ضربها، وطالب بتدخل سريع لإنقاذ البلدية الرعوية.
وبرر ولد ميني -في تصريحات للجزيرة نت- إعلان بلديته منطقة منكوبة بالوضعية التي وصلتها جراء الجفاف حيث نفقت الحيوانات وانعدمت الأعلاف مما أثر كثيرا على حياة السكان.
وتحدث العمدة عن تسجيل حالات عديدة من سوء التغذية في صفوف السكان، مؤكدا أن بلديته تضررت كثيرا من الجفاف الذي عم مناطق واسعة من البلاد العام الحالي، ورغم حجم تضررها فهناك بلديات أكثر تضررا منها حسب تعبير ولد ميني.
وشدد على أن الهدف من إعلان البلدية منطقة منكوبة لفت الانتباه إلى الواقع الذي وصلته، ومن أجل تسريع وتيرة إنقاذ الأنفس، وتدارك ما بقي من الثروة الحيوانية.
المعارضة الديمقراطية وصفت الوضع الحالي بالكارثة
المعارضة الديمقراطية وصفت الوضع الحالي بالكارثة

علف بديل
كما أعلنت مؤسسة المعارضة الديمقراطية المناطق الشرقية ومناطق الوسط من البلاد منكوبة بفعل الجفاف، وحملت الحكومةَ تبعات ما وصفتها بالكارثة، ودعت الأممَ المتحدة والمنظمات الدولية والدول الصديقة باعتماد هذا الإعلان، وترتيب ما يلزم على ذلك من مد يد العون للشعب الموريتاني في هذه الكارثة الخطيرة، حسب بيان صادر عنها تلقت الجزيرة نت على نسخة منه.

وأدى الانقشاع المبكر للغطاء النباتي خلال العام الحالي وارتفاع أسعار الأعلاف لبحث ملاك الحيوانات عن بديل في قدرتهم، حيث سجل لجوء بعض السكان في المناطق ذات الحضور الكبير للثروة الحيوانية إلى استخدام الأسمال لتغذية الأبقار التي أقعدها الهزال.
وقالت توتو بنت الطيب -وهي مالكة أبقار شرقي البلاد- إنها ونسوة معها اكتشفن القيمة الغذائية لزيهن في إنقاذ الأبقار التي تعجز عن الحركة هزالا جراء انعدام الغطاء النباتي وكذا الأعلاف، مؤكدة حصول انعكاس إيجابي سريع لهذا القماش على صحة الأبقار التي يقدم لها ضمن غذائها اليومي.
واشتكت بنت الطيب -في تصريحات للجزيرة نت- من الارتفاع المتواصل في أسعار الأعلاف، حيث تضاعفت مرتين خلال أشهر قليلة، مما جعل ملاك الحيوانات يعجزون عن توفير الأموال اللازمة لشراء الأعلاف.
‪الناطق باسم الحكومة محمد الأمين ولد الشيخ‬ الناطق باسم الحكومة محمد الأمين ولد الشيخ (الجزيرة نت)
‪الناطق باسم الحكومة محمد الأمين ولد الشيخ‬ الناطق باسم الحكومة محمد الأمين ولد الشيخ (الجزيرة نت)

خطة حكومية
وتمتلك موريتانيا ثروة حيوانية هائلة العدد، حيث تقدر وزارة البيطرة عددها بأكثر من 23 مليون رأس (11.8 مليونا من الضأن، 7.9 ملايين من الماعز، 1.9 من البقر، 1.4 من الإبل) وتتركز غالبية هذه الثروة في المناطق الشرقية والجنوبية، وتشكل عماد حياة عشرات الآلاف من المواطنين.

وسيرت الحكومة في ديسمبر/كانون الثاني 2017 أول قافلة للأعلاف إلى المناطق الرعوية، وقد عرفت ذات المناطق احتجاجات خلال الأسابيع الأخيرة للمطالبة بتوفير الأعلاف، والشكوى من ارتفاع أسعارها بسبب تراجع الكميات المتوفرة منها بالأسواق.
وقال المتحدث باسم الحكومة الوزير محمد الأمين ولد الشيخ -خلال مؤتمر صحفي نهاية الأسبوع الماضي- إن الخطة التي أعلنها عن الحكومة ما تزال سارية المفعول، وإن السلطات الإدارية تواصل تنفيذها بالولايات الداخلية، وأشغالها جارية على قدم وساق.
وعبر ولد الشيخ عن تفهم الحكومة للاحتجاجات التي وقعت في بعض المناطق، مؤكدا أن حرية التعبير عن الرأي بشكل حضاري وسلمي مصانة، وأن من طبع الإنسان أن يأمل المزيد دائما ويطالب به.
المصدر : الجزيرة