يوم الجاليات.. الوحدة العربية تتجلى في مهد الإنجليزية

لندن-الجزيرة نت

بلاد العرب أوطاني.. من الشام لبغدان، أبيات شعرية لطالما رددها العرب، لكنهم لم ينجحوا في ترجمة معانيها واقعا، فالخلافات العربية لا تنتهي حتى تبدأ أخرى أشد من جديد.

ومن المفارقة أن تتحقق هذه الوحدة العربية في بلاد الغرب. فهنا في لندن اجتمع المغربي والجزائري، الفلسطيني والتونسي، والمصري وكل العرب في عاصمة الضباب، يعبرون برؤية واضحة عن هموم واحدة ومصير مشترك.

في يوم الجاليات العربية الذي نظم مساء أمس الأحد بلندن، تجسد التنوع الثقافي العربي، واللهجات المحلية العربية والأثواب والأكلات. وما يجمع عرب لندن مختلف عما يجمع حكام العرب، فهنا نصرة فلسطين ودعم للقدس ورفض بيعها، وتأكيد عروبتها وعدالة قضيتها.

يوم الجاليات يجمع مختلف الجنسيات العربية بلندن، تعرض تراثها وثقافتها وتاريخها (الجزيرة)
يوم الجاليات يجمع مختلف الجنسيات العربية بلندن، تعرض تراثها وثقافتها وتاريخها (الجزيرة)

واجتمع اللسان العربي في يوم الجاليات العربية في مهد الإنجليزية وفي عقر دارها، شعر وقصيد ودبكة فلسطينية، موال سوري، وأهازيج مغاربية، حيث تمتزج رائحة المفتول والمسخن الفلسطينيين مع الطواجن المغاربية والدولما العراقية، خيرات مذاقها شهي، وريعها للمحتاجين في مختلف الأقطار العربية والإسلامية، فهم جسم واحد إذا اشتكى فيه عضو تداعوا لنصرته.

الحرية تجمعهم
الشاب الفلسطيني خالد يقول إنه جاء ليوم الجاليات ليعيش الأجواء العربية التي يفتقدها في الحياة العامة في بريطانيا، فهو يعمل في شركة برمجيات، وينتهز مثل هذه المناسبات ليعبر عن ارتباطه ببلده الأصلي فلسطين، ويعرف نفسه للجزيرة نت بأنه بريطاني فلسطيني، وينشط في حزب العمال الفلسطيني في القضايا المناصرة للشعب الفلسطيني.

ويوضح حافظ الكرمي رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا أنهم أرادوا أن يكون هذا الحفل عربيا جامعا، فهو يأتي بالتزامن مع "سبعينية النكبة الفلسطينية"، لكن الحديث كان عن النكبات العربية كلها. ويقول حافظ للجزيرة نت إنهم نجحوا في جمع الجاليات العربية لإيصال رسالة مختصرة مفادها أن الجراحات والهموم واحدة، وأن الأمة كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

ويؤكد القيادي في الجالية الجزائرية عبد الله أنس أن الجاليات التي اجتمعت بلندن لا يمكن أن تجتمع في أي بلد عربي بسبب المواقف السياسية المشينة، ويقول للجزيرة نت إنهم استطاعوا أن يجتمعوا في كنف الحرية في لندن، ووحدتهم فلسطين والقدس، إذ كانت حاضرة في كل الأجنحة.

منتوجات فلسطينية تراثية في يوم الجاليات بلندن(الجزيرة)
منتوجات فلسطينية تراثية في يوم الجاليات بلندن(الجزيرة)

وقدم عدد من الشباب الفلسطينيين لوحات فنية من الدبكة الفلسطينية، وعبرت الأثواب والألبسة التراثية المختلفة عن التنوع الحضاري والثقافي في المدن والقرى الفلسطينية. ونجحت أكلات ولوحات في التعبير عن التنوع العربي الثقافي.

القدس ملك الجميع
واختزلت الكلمات التي ألقاها ناشطون وممثلون عن الجاليات بالمناسبة هموم بلادهم، وحضرت فيها فلسطين وعاصمتها المقدسة، فهي ملك للمغاربة والمصريين والخليجيين، والصوماليين والعرب أجمعين، أو هكذا على الأقل يشعر زائر هذا المهرجان.

وتقول الناشطة رغد التكريتي إن المفاجئة الكبرى للصهاينة أن الأجيال العربية التي ولدت في الغرب لم تنس القضية الفلسطينية، بل زاد تعلقها بها، مشيرة إلى أن تفاعل عرب بريطانيا مع قضاياهم يعكس الأهمية الكبرى لوجودهم في الغرب.

يذكر أن يوم الجاليات هو مناسبة سنوية يجتمع فيها عرب لندن من مختلف الجنسيات، وتعرض كل جالية في جناح خاص الأزياء والمنتجات التي تعبر عن ثقافتها، كما يشتمل على عروض فنية ودبكات وأناشيد، وفقرات ومسابقات مختلفة، ويرصد ريع هذا اليوم لصالح المحتاجين والمنكوبين في العالم العربي.

المصدر : الجزيرة